انخفضت صادرات الفراولة بنسبة %50 لتسجل 200 طن يوميًّا ، خلال ديسمبر الحالى ، مقابل 400 طن فى الفترة المقابلة من العام الماضى ، وفقًا لعبد الحميد الدمرداش ، رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية .
وأرجع الدمرداش، فى تصريحات، لـ«المال»، أسباب الأزمة إلى تراجع الأسعار العالمية مع قلة الطلب الأوروبى ودخول منافسين جدد ، مثل السنغال والمغرب وجنوب أفريقيا ، فضلًا عن مقاطعة نسبية من صغار المزارعين وتوقفهم عن تزويد الشركات التصديرية بالمنتج.
وأكد الدمرداش أنه من حق المزارعين مقاطعة المصدرين ، لكن ليس لديهم بديل آخر للتصدير ، وإلا سيتعرض محصولهم للتلف، مشيرًا إلى أن التصدير لا يشترط أن يتم عبر ارتباطات مسبقة، ولكن يكون فى حالة وجود أسعار مغرية ببلد المنشأ.
كانت أزمة تسعير الفراولة التصديرية قد تفاقمت بين شركات التصدير والمزارع ، خاصة بعدما انخفضت الأسعار إلى 8 جنيهات للكيلو، لينخفض سعر الكرتونة إلى 25 جنيهًا زنة 3 كيلو، مقابل 260 جنيهًا فى نوفمبر الماضى.
وأكد عدد من المستثمرين الزراعيين أن جميع مزارعى الفراولة معرضون للخسائر بشكل متفاوت ، حيث تتراوح تكلفة الزراعة للفدان بين 120 و200 ألف جنيه، ويستمر الموسم 9 شهور، وارتفعت تكاليف الإيجارات إلى 25 ألف جنيه للفدان، مقابل 15 ألفًا فى الموسم الماضى ، بينما تصل تكاليف الفدان من الأسمدة والمبيدات إلى 70 ألف جنيه، فضلًا عن 60 ألف جنيه عمالة فى الموسم؛ لأن الفدان يحتاج إلى 1000 عامل.
واجتمعت الدكتورة منى محرز ، نائب وزير الزراعة ، مع كبار المزارعين من محافظة القليوبية ، السبت الماضى، بمقر وزارة الزراعة؛ لبحث أزمة تسعير الفراولة التى أثرت على معدلات التصدير.
وأكد الدكتور حمدى عاصى، رئيس قطاع الخدمات الزراعية والخبير الاستراتيجى لوزارة الزراعة ، أن الدكتورة منى محرز وعدت الحاضرين، خلال الاجتماع، بالاستجابة لمطالبهم التى تتضمن دورًا أكبر لوزارة الزراعة فيما يتعلق بعملية منح الأكواد الخاصة بالمزارع التصديرية التى تتحكم فيها قلة من المصدرين فيما يتعلق بالتسعير، ووعدت بالتوسع فى منح الأكواد لصغار المزارعين، وتخصيص جزء من أموال دعم الصادرات للمزارعين وليس للمصدرين فقط.
وأوضح عاصى أن وزارة الزراعة وعدت أيضًا بدور أكبر للجمعيات الزراعية فيما يتعلق بعملية أخذ العينات بصفة دورية وتحليلها وتنشيط دور المنافذ الخاصة بالحجر الزراعى ؛ لمواجهة الشحنات غير المتطابقة مع المواصفات القياسية، وأيضًا تشكيل لجنة لبحث أزمة تكويد المزارع التى تتمتع بها المزارع الكبيرة والشركات التصديرية فقط، ومن ثم التحكم فى السعر.
وكشف أن وزارة الزراعة وعدت أيضًا برعاية اتحاد منتجى ومصدرى الفراولة الذى يعتزم المزارعون تدشينه لحمايتهم، وهو الذى يحدد سعر التصدير، ذلك أن هناك تفاوتًا كبيرًا بين سعر الموسم الماضى الذى كان بـ130 جنيهًا، وحاليًّا لا يزيد السعر على 30 جنيهًا للكرتونة التى يصل وزنها إلى 2.5 كيلو .
وأضاف عاصى أن الوزارة وعدت أيضًا بتفعيل دور الإرشاد الزراعى فيما يتعلق بمحصول الفراولة لتحسين واختيار المبيدات.
ولفت إلى أن مصر قامت بتصدير فراولة بقيمة 130 مليون دولار خلال 2018، من بينها 60 مليونًا منتجات فريش.
وأكد خالد عرمان، أحد أصحاب مزارع الفراولة فى طوخ بالقليوبية ، أنه حتى الآن وزارة الزراعة لم تحدد أى إجراء ستتخذه فى أزمة الفراولة، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن أسعار التعاقدات بين دول الاتحاد الأوروبى والمصدرين المصريين تتم كل 15 يومًا فإن الشركات فى مصر تقوم بتغييره كل يوم على المزارعين.