كشف المهندس هيثم الهواري، رئيس مجلس إدارة مجموعة «الهوارى جروب»، عن إستراتيجية توسعية للمجموعة فى السوق المصرية خلال السنوات الثلاث المقبلة، وذلك عبر ضخ استثمارات جديدة فى صعيد مصر تتجاوز مليار جنيه، تركز على مجالات التصنيع الزراعى والصناعات التحويلية والإنتاج الحيوانى والنقل واللوجستيات.
وأوضح الهوارى فى حوار مع «المال» أن المجموعة تسعى حالياً لجذب استثمارات أجنبية فى هذه القطاعات.
وأضاف أن إجمالى استثمارات المجموعة يصل حاليًا إلى قرابة 680 مليون جنيه، موزعة على مختلف القطاعات التى تنفذها.
وفيما يتعلق بمصنع الأعلاف فى نجع حمادى بمحافظة قنا، أشار الهوارى إلى أن المجموعة تعتزم مضاعفة الطاقة الإنتاجية له، لتصل إلى 25 ألف طن شهريًا، مقارنة بـ7 آلاف حاليًا، عبر إضافة خط إنتاج جديد بتكلفة 120 مليون جنيه، ليرتفع إجمالى استثمارات المصنع إلى نحو 250 مليونا.
وأكد الهوارى أن المجموعة بدأت خطة للتوسع فى قطاع الدواجن بطاقة إجمالية تصل إلى مليونى طائر، يتم تنفيذها على 4 مراحل (500 ألف طائر لكل مرحلة)، مشيرًا إلى أن المجموعة وصلت بالفعل إلى 500 ألف طائر يتم تربيتها حاليًا فى محافظتى سوهاج وقنا.
وفى قطاع الثروة الحيوانية، أشار الهوارى إلى أن المجموعة تمتلك مزرعة ماشية بطاقة 1000 رأس فى مركز دار السلام بمحافظة سوهاج، تم تنفيذها على 3 مراحل منذ عام 2023، وبدأت أول إنتاج فعلى لها خلال عام 2025، كما استحوذت على 500 فدان فى المركز نفسه لإنشاء مزارع أسماك.
وتطرق الهوارى إلى أنشطة المجموعة فى مجال التصنيع الغذائي، إذ أنشأت مصنعا للعسل الأسود يقوم بتجميع الإنتاج من العصارات المنتشرة فى محافظات الصعيد (مثل سوهاج وقنا والمنيا)، وإعادة تدويره وتعبئته لطرحه فى الأسواق.
ولفت إلى أن ذلك بالإضافة إلى مصنع آخر للعسل المحول يعتمد على إعادة تدوير مادة المولاس الخام وتوريده لشركات الأدخنة والصناعات التحويلية.
وأكد الهوارى أن إستراتيجية المجموعة ترتكز على تعظيم القيمة المضافة للموارد الزراعية فى صعيد مصر، والتوسع فى الأنشطة التكاملية التى تدعم الأمن الغذائى وتوفر منتجات محلية عالية الجودة.
ولفت إلى أن المجموعة تمتلك قطاعًا للنقل يضم 25 تريلا، يخدم أنشطة الشركة الداخلية وينقل منتجاتها وخاماتها لجهات أخرى، إذ ينقل الأسطول قرابة 200 ألف طن سنويًا عبر خطوط منتظمة تربط بين موانئ مصر وجنوب الصعيد، بما فى ذلك نقل الزيت الخام إلى مصانع الهدرجة فى سوهاج وأسيوط.
وأشار الهوارى إلى أن استثمارات المجموعة لا تقتصر على السوق المصرية، إذ توسعت فى أسواق خارجية مثل السودان والسنغال.
وأوضح أن المجموعة حصلت فى السودان على 2000 فدان فى الولاية الشمالية خلال الفترة من 2018 إلى 2019 لاستغلالها فى أنشطة زراعية متنوعة، بينما استثمرت فى 1500 فدان بالسنغال لإنشاء مزارع دواجن.
وتحدث الهوارى عن التعاون مع مستثمر سعودى لتنفيذ مشروع متكامل يضم مفرخًا ومجزرًا آليًا فى مصر، مشيرًا إلى أن المقومات المتاحة فى مصر تجعلها أكثر ملاءمة للمشروع مقارنة بالمملكة، مع إمكانية تكرار التجربة هناك لاحقًا.
كما أكد أن المجموعة تستهدف الدخول فى شراكة مع مستثمر ليبى لتنفيذ مشروعات مشتركة فى قطاع الزراعة والأعلاف بالصعيد، ثم نقل التجربة إلى ليبيا.
وأضاف الهوارى أن جميع استثمارات المجموعة موجهة إلى قطاعات متعددة داخل الصعيد، بهدف تعزيز الأمن الغذائى ورفع الطاقة الإنتاجية وتوفير فرص العمل.
وكشف أن استثمارات المجموعة فى قطاع الدواجن تراوحت بين 350 و400 مليون جنيه، بينما تجاوزت فى المجزر الآلى 150 مليونا.
وأكد الهوارى أن المجموعة تستهدف الدخول فى شراكات إستراتيجية مع مستثمرين أجانب لإقامة مشروعات فى التصنيع الزراعى والصناعات التحويلية على أراضى صعيد مصر، مما سيمثل نقلة نوعية لأنشطة الشركة نحو الصناعات ذات القيمة المضافة.
وتشمل هذه المشروعات زيادة إنتاج البيض، والتوسع فى تصنيع المنتجات الغذائية مثل الصلصة والفول السودانى وزيت السمسم، وإنشاء مصنع متخصص لإنتاج طعام الحيوانات الأليفة.
وأشار إلى أن المجموعة تمتلك 500 فدان فى صعيد مصر (270 فدانًا ملكية خاصة و230 فدانًا بحق انتفاع)، وتخطط لجذب استثمارات أجنبية مباشرة للمشروعات التوسعية، كما تمتد أعمال المجموعة الخارجية إلى السودان، إذ تزرع محاصيل إستراتيجية مثل السمسم وفول الصويا والذرة والشمر.
وفى سياق أوسع، قال الهوارى إن مصر لا تزال تمتلك فرصًا استثمارية واعدة رغم التحديات الاقتصادية الأخيرة، مشيرًا إلى أن البنية التحتية القوية التى تم إنشاؤها جذبت استثمارات أجنبية كبيرة وفتحت مجالات جديدة للقطاع الخاص.وأكد أن الأزمات الاقتصادية مثل أزمة الدولار خلقت فرصًا للاستثمار المحلى والأجنبي، خاصة مع انتشار المناطق الصناعية والسكنية وتمهيد الطرق على مستوى الجمهورية.
وأوضح أن مصر تتجاوز حالة الركود التى مرت نتيجة الأزمات العالمية والإقليمية، مشددًا على أن السوق المحلية تتميز بأعلى كثافة سكانية ونسبة شباب فى الوطن العربي، مما يمثل عنصر قوة للمستثمرين.
وربط الهوارى بين الاستقرار السياسى والنمو الاقتصادي، مؤكدًا أن استدامة الاستقرار فى مصر تعزز قدرتها على جذب المزيد من الاستثمارات.
وتحدث الهوارى عن مبادرة «حياة كريمة»، واصفًا إياها بأنها تحول تاريخى فى البنية التحتية والخدمات الصحية والتعليمية بالصعيد، بعد عقود من التهميش.
ومع ذلك، أشار إلى أن التحدى الحقيقى يتمثل فى غياب الاستثمارات الخاصة، داعيًا إلى جذب استثمارات خارجية فى الزراعة والصناعات الغذائية واللوجستيات، والاستثمار فى التعليم التقنى والذكاء الاصطناعي.
وشدد على أهمية تمكين المرأة وتعزيز دورها كرائدة أعمال فى إستراتيجية التنمية بالصعيد.
وكشف أن معدلات البطالة فى سوهاج تتراوح بين 6 و%7 بينما تصل إلى %70 فى الصعيد ككل، كما تتجاوز نسبة الفقر %60 فى سوهاج (خاصة فى المناطق الريفية)، مما يتطلب اهتمامًا أكبر بملفات التعليم ومحو الأمية.
وأكد الهوارى أن القضاء على البطالة والفقر فى الصعيد لن يتحقق إلا عبر شراكة حقيقية بين الدولة والقطاع الخاص، إذ تكمل الاستثمارات الخاصة ما بدأته الدولة فى البنية التحتية.
ودعا إلى تحرك موازٍ يركز على جذب الاستثمارات الخاصة فى التصنيع الزراعى والصناعات المرتبطة به، مع التركيز على توظيف الشباب وتبنى التكنولوجيا الحديثة.
وختم الهوارى بالإشارة إلى أن المجموعة استقطبت 19 رجل أعمال صينيًا لزيارة محافظتى سوهاج وقنا للاطلاع على الفرص الاستثمارية، إذ شمل التعاون مجالات مثل صناعة الزيوت وإعادة التدوير وإنتاج طعام الحيوانات الأليفة وتهجين البذور ونقل التكنولوجيا للصناعات العضوية.
وأبرمت المجموعة 4 اتفاقيات تعاون مع الجانب الصيني، مما يعكس قدرة الصعيد على جذب استثمارات أجنبية متنوعة إذا ما تم تسليط الضوء على إمكانياته.
التركيز على الصناعات التحويلية والإنتاج الحيوانى والنقل خلال 3 سنوات
إجمالى المحفظة القائم يصل إلى 680 مليوناً موزعة على عدة قطاعات
خطة لتربية 2 مليون طائر على 4 مراحل..ووصلنا بالفعل إلى 500 ألف فى سوهاج وقنا
لدينا مزرعة ماشية بطاقة 1000 رأس بدأت الإنتاج فى 2025
أسطول مكون من 25 تريلا ينقل 200 ألف طن سنوياً من المنتجات
مشاركة 2000 فدان بالسودان و1500 فى السنغال..ودراسة أخرى فى السعودية وليبيا
جذب مستثمرين أجانب لتدشين مشروعات بالنشاط الرئيسى
غياب القطاع الخاص التحدى الأكبر بالوجه القبلى رغم توفر البنية التحتية بفضل مبادرة «حياة كريمة»
مصر تمتلك فرصًا واعدة بسبب كثافتها السكانية
الاستقرار السياسى والاقتصادى وجهان لعملة واحدة
نعمل على مضاعفة طاقة «أعلاف نجع حمادى» إلى 25 ألف طن شهريًا