أعلن رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، اليوم الأحد، استقالته من منصبه كزعيم لرابع أكبر اقتصاد في العالم، وسط خلاف سياسي متزايد داخل حزبه، بحسب شبكة سي إن بي سي.
وقال إيشيبا خلال مؤتمر صحفي، في تصريحات ترجمتها هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية العامة NHK: "اتخذتُ قرارًا صعبًا بالاستقالة". وأضاف أن لديه "رغبة قوية" في أن يتغلب أعضاء حزبه الليبرالي الديمقراطي على "الانقسام الحاد" داخل الحزب.
وأشار إيشيبا إلى أنه كان يفكر في منصبه كرئيس للوزراء منذ انتخابات العام الماضي، لكن الأمر كان يتعلق بإيجاد التوقيت المناسب.
ووصف إيشيبا إجراءات التعريفات الجمركية الأمريكية بأنها "أزمة وطنية". وأضاف أنه يعتقد أن "نقطة تحول مهمة" قد تم تحقيقها، بعد تلقيه تقريرًا من مفاوض التعريفات الجمركية الياباني، ريوسي أكازاوا، يوم السبت.
وقال: "لقد أكدتُ باستمرار أنني لا أنوي التمسك بهذا المنصب، وأنني سأتخذ قرارًا في الوقت المناسب بعد إنجاز ما يلزم القيام به... الآن وقد وصلت المفاوضات المتعلقة بإجراءات التعريفات الجمركية الأمريكية إلى نهايتها، أعتقد أن هذا هو التوقيت المناسب تمامًا. لذلك قررتُ التنحي جانبًا وإفساح المجال لخليفتي".
ودعا رئيس الوزراء الحزب الليبرالي الديمقراطي إلى إجراء تصويت طارئ على القيادة. وقال للصحفيين إن إيشيبا سيواصل مهامه حتى يتم العثور على خليفة جديد.
يعاني رابع أكبر اقتصاد في العالم من حالة من عدم اليقين السياسي منذ أن فقد الحزب الليبرالي الديمقراطي أغلبيته البرلمانية في انتخابات مبكرة أواخر العام الماضي. وكانت هذه الانتخابات هي المرة الأولى منذ عام 2009 التي يفقد فيها الحزب الليبرالي الديمقراطي أغلبيته. وتزايد الضغط عندما فقد الائتلاف الحاكم في اليابان السيطرة على مجلس الشيوخ في يوليو.
واجهت اليابان صعوبة في التوصل إلى اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة وحماية قطاع السيارات الضخم من الرسوم الجمركية المرتفعة. وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس أمرًا تنفيذيًا لتنفيذ اتفاقية تجارية مع اليابان، يفرض بموجبها رسومًا جمركية أساسية بنسبة 15% على معظم السلع اليابانية، بما في ذلك السيارات.
تمّ الاتفاق على الاتفاقية بعد أشهر من المفاوضات، حيث استمرت واشنطن وطوكيو في التفاوض على التفاصيل لأسابيع قبل توقيعها. وصرح المفاوض أكازاوا يوم الأحد أن الاتفاقية "لم تُحسم بعد" نظرًا لأن الولايات المتحدة لم تُصدر بعد الأوامر الرئاسية المتوقعة بشأن الرسوم الجمركية على الأدوية وأشباه الموصلات، وفقًا لما ذكرته رويترز.
ضغوط في الداخل
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أصدر الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان تقريرًا طال انتظاره حول أسباب خسارته مقاعد في انتخابات مجلس الشيوخ في يوليو.
عزى التقرير الخسارة إلى ضعف جاذبية إجراءات الحزب الرامية إلى كبح التضخم، والفضائح السياسية السابقة، وضعف حشد الناخبين الشباب.
وأشارت تقارير إعلامية محلية إلى أن العديد من الأعضاء الرئيسيين في الحزب الليبرالي الديمقراطي أشاروا إلى نيتهم في الاستقالة لرئيس الوزراء، في حين قال إيشيبا إنه ينوي البقاء وسط دعوات داخل حزبه لاختيار زعيم آخر.