سادت توقعات قوية بين عدد من تجار الذهب بمواصلة المعدن الأصفر موجة صعوده التاريخية عالميًا ومحليًا، وذلك عقب ارتفاع سعر الأونصة إلى مستويات تقترب من 3600 دولار لأول مرة فى تاريخه.
وعلى الصعيد المحلى حقق الجرام من عيار 21 مكاسب بلغت 180 جنيهًا خلال أسبوع واحد، أى بنسبة زيادة وصلت إلى %3.8 ليسجل أمس السبت 4870 جنيهًا، مع توقعات قوية بتخطيه حاجز 4900 جنيه خلال الأسبوع الجاري.
وترجع هذه القفزات إلى توقعات الأسواق العالمية بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، إضافة إلى تراجع عوائد السندات والدولار عالميًا ،مع استمرار حالة التوترات الجيوسياسية.
ووفقًا لتقديرات مؤسسة جولدمان ساكس، فإن الأونصة مرشحة للوصول إلى مستويات قياسية قد تبلغ 5000 دولار خلال الفترة المقبلة، ما قد يغير خريطة سوق الذهب عالميًا.
وأكد هانى ميلاد رئيس شعبة الذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية، أن التوقعات تشير إلى إمكانية كسر الأونصة حاجز 3600 دولار وربما ملامسة 3700 دولار، نتيجة الخلافات الداخلية فى الولايات المتحدة حول تعيين رئيس جديد للفيدرالى الأمريكي، بجانب الرهانات على خفض الفائدة، وهو ما أثر على الدولار ودفع المستثمرين إلى زيادة الطلب على الذهب.
وأضاف ميلاد فى تصريحات لـ «المال» أن أسعار الذهب فى السوق المصرية لم ترتفع بنفس نسب الارتفاع العالمى للأونصة، بسبب هبوط سعر الدولار أمام الجنيه المصرى وانخفاض الطلب المحلي، موضحًا أنه لولا تراجع الدولار لكان سعر الجرام من عيار 21 قد تجاوز 5100 بدلاً من 4870 جنيهًا.
وأشار إلى أن السعر المحلى أقل من نظيره العالمى بنحو 30 جنيهًا للجرام، داعيًا المواطنين إلى عدم التسرع فى بيع مدخراتهم من الذهب، مؤكدًا أن المعدن الأصفر ما زال مرشحًا لتحقيق قفزات سعرية جديدة، خاصة فى ظل غياب البدائل الادخارية مثل شهادات الاستثمار.
من جانبه أوضح سعيد إمبابى المدير التنفيذى لمنصة «آى صاغة»، أن الأيام الماضية شهدت حركة بيع كبيرة من جانب المواطنين للاستفادة من الارتفاعات القوية التى سجلها المعدن الأصفر، مشيرًا إلى أن الجرام حقق 180 جنيهًا أرباحًا خلال أسبوع واحد وهى نسبة كبيرة مقارنة بالتذبذبات التى شهدتها السوق خلال الأشهر السابقة.
وأضاف إمبابى أن القفزة جاءت بدعم مباشر من رهانات المستثمرين على توجه الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى نحو استئناف خفض أسعار الفائدة، بجانب التراجع الواضح فى عوائد السندات الأمريكية ومؤشر الدولار.
وسجل عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين تراجعًا بمقدار 11 نقطة أساس ليصل إلى %3.48 كما هبط مؤشر الدولار الأمريكى بنسبة %0.70 ليسجل 97.57 نقطة، وهو ما عزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن فى ظل حالة الضبابية الاقتصادية.
وأشار إمبابى إلى أن المخاوف بشأن استقلالية الفيدرالى الأمريكي، خاصة بعد محاولة إقالة عضوة مجلسه ليزا كوك من جانب الرئيس ترامب، زادت من الضغوط على الدولار وعززت شهية المستثمرين تجاه الذهب.
وتوقع محللو بنك ستاندرد تشارترد أن يقدم الفيدرالى على خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس فى اجتماعه المقرر الشهر الجارى ، فى ظل ضعف بيانات التوظيف خلال الأشهر الماضية، مع احتمال أن تسفر مراجعتها عن الفترة من أبريل 2024 إلى مارس 2025 عن مستويات أقل، وهو ما يمثل دفعة جديدة لأسعار المعدن النفيس.
