التحول الرقمي يعيد تشكيل صناعة التأمين.. اتحاد الشركات: المستقبل للتقنيات الذكية

أكد اتحاد شركات التأمين المصرية في نشرته الأسبوعية رقم (392) أن التحول الرقمي في صناعة التأمين لا يقتصر على تبني أدوات تكنولوجية جديدة

اتحاد شركات التأمين المصرية
Ad

أكد اتحاد شركات التأمين المصرية في نشرته الأسبوعية رقم (392) أن التحول الرقمي في صناعة التأمين لا يقتصر على تبني أدوات تكنولوجية جديدة، بل يمتد ليشمل إعادة تصميم شاملة للعمليات ونماذج الأعمال، وهو ما انعكس في رفع كفاءة التشغيل وتحسين مرونة التعامل مع العملاء وتقديم تجارب أكثر سلاسة وشفافية.

وأوضح الاتحاد أن العديد من شركات التأمين الرقمية المباشرة أعادت بناء نموذج أعمالها ليعتمد كليًا على المنصات الإلكترونية، بحيث يتمكن العميل من إتمام جميع الإجراءات، من طلب عرض السعر وحتى تقديم المطالبة، عبر الإنترنت أو التطبيقات الذكية، دون الحاجة إلى المعاملات الورقية التقليدية. وأسهم ذلك في تقليص زمن الحصول على الخدمة، وزيادة الشفافية، وتعزيز رضا العملاء.

وأشار الاتحاد إلى تجارب ناجحة في تأمين السيارات عبر نموذج التأمين القائم على الاستخدام (UBI)، والذي يعتمد على تطبيقات هاتفية لجمع بيانات فعلية عن سلوك السائقين، بما يتيح تسعيرًا أكثر دقة يعكس حجم المخاطر الفعلية، بدلًا من الاعتماد على مؤشرات ديموغرافية عامة. كما لفت إلى انتشار منتجات التأمين الجزئي والتأمين عند الطلب، خصوصًا مع نمو التجارة الإلكترونية، حيث توفر بعض الشركات تغطية فورية لمشتريات عبر الإنترنت أو للأجهزة الإلكترونية عند الحاجة فقط.

وفي جانب التحديات، أشار الاتحاد إلى أن الاعتماد المستمر على الأنظمة القديمة يمثل عقبة رئيسية أمام التطوير، بسبب تكلفتها العالية وتعقيدها. لكنه أكد أن التحول إلى الحوسبة السحابية يمثل فرصة استراتيجية لخفض التكاليف وتعزيز قدرات تحليل البيانات وتطوير منتجات أكثر تخصيصًا.

وأضاف أن التحول الرقمي يفتح أمام شركات التأمين آفاقًا جديدة لتوسيع الإيرادات، من خلال خدمات استباقية لإدارة الأخطار، مثل تحليل بيانات إنترنت الأشياء لتقديم تنبيهات مبكرة، والاستفادة من الأجهزة القابلة للارتداء لتعزيز الوقاية الصحية، بجانب حلول الأمن السيبراني للحد من الهجمات الرقمية.

وشدد الاتحاد على أن صناعة التأمين باتت أمام فرصة لإعادة تعريف دورها من مجرد مزود للحماية إلى شريك استراتيجي في حياة العملاء، يقدم قيمة مضافة مستمرة. واعتبر أن النجاح في المرحلة المقبلة يتوقف على دمج التكنولوجيا بالتفكير الاستراتيجي والتحول الثقافي داخل المؤسسات، مع الالتزام الصارم بمعايير حماية البيانات وخصوصية العملاء.

واختتم الاتحاد بأن مستقبل صناعة التأمين سيشهد اندماجًا أعمق للتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، إلى جانب التكامل مع قطاعات أخرى لتقديم حلول تأمينية أكثر شمولية ومرونة، قادرة على تلبية احتياجات متجددة في سوق عالمي سريع التطور.