فاينانشيال تايمز : تحوّل البلدان النامية نحو الاقتراض باليوان نتيجة مباشرة لمبادرة «الحزام والطريق»

شرعت الدول النامية فى التخلي عن الديون المقوّمة بالدولار واللجوء إلى عملات منخفضة الفائدة

الاقتراض باليوان
Ad

شرعت الدول النامية فى التخلي عن الديون المقوّمة بالدولار واللجوء إلى عملات منخفضة الفائدة مثل اليوان الصيني والفرنك السويسري، وفقا لصحيفة " فاينانشيال تايمز". 

ويعكس هذا الاتجاه، الذي تبته بلدان مثقلة بالديون مثل كينيا وسريلانكا وبنما، أثر الارتفاع الكبير في أسعار الفائدة التي أقرها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وأسهمت في زيادة أعباء خدمة الديون على البلدان أخرى.

ويُعدّ التحوّل نحو الاقتراض باليوان - والذي يأتي بالتزامن مع وصول العملة الصينية إلى أعلى مستوياتها أمام الدولار خلال هذا العام - نتيجة مباشرة لمبادرة «الحزام والطريق» التي أطلقتها بكين بقيمة 1.3 تريليون دولار، والتي قدّمت من خلالها مئات المليارات من الدولارات كقروض تمويلية لمشروعات بنى تحتية في مختلف أنحاء العالم.

يُذكر أن غالبية قروض «الحزام والطريق» خلال العقد الماضي كانت مقومة بالدولار، في وقت كانت فيه أسعار الفائدة الأمريكية متدنية، لكن ارتفاع تكلفة هذه الديون بشكل حاد لكل من كينيا وسريلانكا منذ ذلك الحين، دفعهما للابتعاد عن التمويل الدولاري والبحث عن بدائل أقل تكلفة. ومن خلال الاقتراض بعملات مثل اليوان والفرنك السويسري، تتمكن الدول من الحصول على تمويل بفوائد أدنى بكثير مقارنة بتلك المترتبة على السندات المقوّمة بالدولار.

ورغم عدم توافر بيانات شاملة عن حجم القروض الجديدة المقوّمة باليوان، نظراً لطبيعة المفاوضات الثنائية التي تجريها بكين مع الحكومات المختلفة، إلا أن كينيا وسريلانكا تسعيان بشكل حثيث إلى تحويل قروض دولارية كبيرة إلى اليوان. وقد كشفت وزارة الخزانة الكينية بالفعل الشهر الماضي عن مباحثات مع بنك التصدير والاستيراد الصيني - أكبر دائنيها - للتحول إلى سداد قروض دولارية باليوان لمشروع سكة حديدية بقيمة 5 مليارات دولار، وذلك لتخفيف الضغط على ميزانيتها. وفي سياق مماثل، أعلن رئيس سريلانكا أمام البرلمان مؤخراً عن مساعي حكومته للحصول على تمويل باليوان لاستكمال مشروع طريق سريع استراتيجي توقف إثر تخلف البلاد عن سداد ديونها في 2022.