علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تصريح نظيره الأمريكي دونالد ترامب حول الادعاء بوجود "تواطؤ" بين روسيا والصين وكوريا الشمالية، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي يتمتع بحس الفكاهة، بحسب وكالة روسيا اليوم.
كان ترامب قد صرح سابقًا بأن الصين أكثر اهتمامًا بتطوير العلاقات مع واشنطن مما هو الجانب الأمريكي مع بكين.
وعند تعليقه على العرض العسكري في بكين، اتهم روسيا والصين وكوريا الشمالية بالتخطيط لـ"مؤامرة" ضد الولايات المتحدة، في حين رفضت السلطات الروسية فكرة أن تكون هناك "مؤامرات".
وقال بوتين، للصحفيين: "رئيس الولايات المتحدة يتمتع بحس الفكاهة، كل شيء واضح، نعرف هذا جيدًا".
وأجرى الرئيس الروسي زيارة إلى الصين، خلال الفترة من 31 أغسطس إلى 3 سبتمبر الحالي، كما شارك رئيس الدولة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، وأجرى على هامشها سلسلة من اللقاءات الثنائية.
واليوم، عُقد في بكين عرض عسكري كبير بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار على النزعة العسكرية اليابانية ونهاية الحرب العالمية الثانية، بحضور الرئيس الروسي وقادة دول آخرين.
وجلس بوتين على يمين زعيم الصين شي جين بينغ، أما المقعد على يساره فشغله رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ، يوم الأربعاء، إن العالم يواجه خيارًا بين "السلام أو الحرب" و"الحوار أو المواجهة"، وذلك أثناء استضافة البلاد أكبر عرض عسكري لها بمناسبة الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية.
جاءت هذه التصريحات في وقتٍ نشر فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصة "تروث سوشال" دعوة للزعيم الصيني للاعتراف بمساهمات الولايات المتحدة في تحرير الصين، مع اتهامه بكين بالتآمر ضد واشنطن.
وقال ترامب: "يرجى توجيه أطيب تحياتي لفلاديمير بوتين وكيم جونغ أون، بينما تتآمرون ضد الولايات المتحدة الأمريكية".
يشارك في العرض العسكري بساحة تيانانمن في بكين زعماء من أكثر من20 دولة، من بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون. وبعد العرض، ستقيم الصين حفل استقبال وليلة من الحفلات الرسمية.
لا يُتوقع أن يؤدي تجمع بوتين وكيم في بكين إلى تعطيل محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، حيث يبدو أن الطرفين يفضلان التقدم نحو اتفاق في الأشهر المقبلة، وفقًا لما قاله نيل توماس، زميل في شئون الصين بمعهد آسيا.
ومع ذلك أشار توماس إلى أن "النفوذ المتزايد للصين في الدبلوماسية الإقليمية يعكس التقدم الذي أحرزته، خاصة في ظل عدم اليقين المتزايد حول رغبة واشنطن في إبرام صفقات تجارية واستثمارية مع دول آسيا".
تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين في أبريل مع فرض رسوم جمركية متبادلة. ومنذ ذلك الحين، اتفق الطرفان على إزالة معظم الرسوم حتى منتصف نوفمبر، مع أمل أن يسهم اجتماع شخصي بين ترامب وشي، في الأشهر المقبلة، في تخفيف التوترات.
وفي خطابه، يوم الأربعاء، تعهّد شي بتعزيز قدرات الجيش الصيني، دون أن يذكر تايوان بشكل مباشر، وهي الجزيرة ذات الحكم الذاتي التي تطالب بها الصين كجزء من أراضيها، مؤكدًا دور الجيش الصيني في الدفاع عن سيادة البلاد وسلامتها الإقليمية.
تضمّن العرض العسكري مركبات مدرّعة، وصواريخ، وطائرات مقاتلة، وطائرات دون طيار، ومُعدات أخرى تمر عبر ساحة تيانانمن، مع جنود يسيرون في تشكيلات منظمة، وطائرات مقاتِلة تُحلق فوق العاصمة، في استعراض للقوة العسكرية للصين.
تم تصميم الحدث بشكل منسق بشكل كبير لعرض بعض الأسلحة والمُعدات الحديثة التي تصنعها البلاد محليًّا.
كما أشار المعلّقون إلى أن الوفود الأجنبية ستُظهر أنماطًا متغيرة من النفوذ الصيني، مع غياب القادة الغربيين بشكل كبير، حيث قال جيريمي تشان، كبير المحللين بمجموعة يورو آسيا، إن ثمانية قادة من جنوب شرق آسيا سيحضرون، مما يعكس ازدياد النفوذ الإقليمي للصين.
وأضاف تشان أن "رئيس كوريا الجنوبية رفض دعوة الصين، بينما يُعد حضور كيم المفاجئ علامة على دفء العلاقات بين بكين وبيونغ يانغ، حيث تسعى الصين إلى إبقاء كيم قريبًا في ظل التعاون المتزايد بين كوريا الشمالية وروسيا، بالإضافة إلى الجهود الدبلوماسية المتجددة من سيول وواشنطن تجاه بيونغ يانغ".
وفقًا لتقارير، أرسلت كوريا الشمالية قوات إلى روسيا لدعم حربها ضد أوكرانيا، بينما رفضت بكين وصف هجوم موسكو بأنه غزو، وسعت إلى أن تلعب دور الوسيط في السلام. واتهمت الولايات المتحدة الصين بدعم الجيش الروسي، وهو ما نفته الصين.
