أكد اتحاد شركات التأمين المصرية في نشرته الدورية رقم (392) أن صناعة التأمين تشهد حالياً مرحلة جديدة من التطوير تقوم على استراتيجيات التكيف والابتكار، لمواكبة التحولات المتسارعة في السوق وتلبية احتياجات العملاء المتغيرة.وأوضح الاتحاد أن هذه المرحلة تدفع بقوة نحو تبنّي نهج يضع العميل في صدارة الأولويات، إلى جانب الإدارة الاستباقية للأخطار وإحداث تحولات جوهرية في العمليات ونماذج الأعمال.
وأشار الاتحاد إلى أن تبنّي عقلية "العميل أولاً" أصبح عنصراً محورياً لنجاح شركات التأمين، حيث لم تعد العلاقة مجرد تبادل تقليدي بل تحولت إلى تجربة متكاملة قائمة على التخصيص والتفاعل المتعدد القنوات. ويتيح الاعتماد على تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي تقديم عروض أكثر مرونة، مثل مراجعات وثائق التأمين المخصصة والنصائح المالية المصممة بدقة، بما يعزز رضا العملاء ويدعم ولاءهم على المدى الطويل.
وأضاف الاتحاد أن الشركات باتت تتجه بشكل متزايد نحو استراتيجيات التفاعل متعددة القنوات (Omnichannel)، بما يضمن للعميل تجربة سلسة ومتسقة عبر المواقع الإلكترونية والتطبيقات المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي والقنوات المباشرة. ولم يعد تحسين تجربة العميل مقتصراً على التخصيص فقط، بل امتد إلى تبسيط الإجراءات التقليدية، مثل تسهيل تقديم طلبات التأمين إلكترونياً وتسريع معالجة المطالبات، ما يقلل من التعقيدات ويزيد من رضا العملاء.
وفيما يتعلق بإدارة الأخطار، أوضح الاتحاد أن دور شركات التأمين لم يعد يقتصر على التعويض بعد وقوع الخسائر، بل أصبح استباقياً ووقائياً عبر مساعدة العملاء على تقليل التهديدات قبل وقوعها. ويشمل ذلك دمج استراتيجيات التكيف المناخي ضمن المنتجات التأمينية، وتشجيع السلوكيات الوقائية مثل القيادة الآمنة أو تحسين المنازل، إضافة إلى التعاون مع الحكومات والباحثين لبناء مجتمعات أكثر استعداداً لمواجهة الكوارث الطبيعية.
كما لفت إلى الدور المتنامي للتحليلات التنبؤية وأجهزة إنترنت الأشياء (IoT) في تطوير تقييمات دقيقة للأخطار، عبر استخدام البيانات الفورية من المركبات والمنازل الذكية، إلى جانب تعزيز الأمن السيبراني من خلال أدوات وخدمات مدعومة بالذكاء الاصطناعي تساعد العملاء على التصدي للتهديدات الرقمية.
وأكد الاتحاد أن التحولات التشغيلية ونماذج الأعمال الجديدة تمثل ركيزة أساسية لبناء صناعة أكثر مرونة وكفاءة، حيث أحدثت الرقمنة والأتمتة ثورة في العمليات التقليدية، قللت من الاعتماد على الأوراق وسرّعت الإنجاز، مما انعكس إيجابياً على الكفاءة وتجربة العملاء. كما أصبحت الشراكات الاستراتيجية مع شركات تكنولوجيا التأمين (InsurTech) والجهات التكنولوجية والكيانات غير التأمينية وسيلة رئيسية لابتكار حلول جديدة، مثل التأمين المدمج داخل عمليات شراء المنتجات والخدمات.
وشدد الاتحاد في ختام نشرته على أن هذه الاستراتيجيات ليست مجرد استجابة ظرفية للتحولات الجارية، وإنما تشكل خريطة طريق لبناء صناعة تأمين أكثر ابتكاراً وقدرة على المنافسة، بما يعزز ثقة العملاء ويضمن استدامة القطاع في المستقبل.
