ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة مصر نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال مشاركته في قمة "منظمة شنغهاي للتعاون بلس" المنعقدة بمدينة تيانجين الصينية.
وأكد مدبولي أن القمة تأتي في ظرف دولي بالغ الدقة يشهد تهديداً لمصداقية النظام الدولي متعدد الأطراف، مشدداً على أن هناك علاقة وثيقة بين الأمن الإقليمي والتنمية المستدامة، وهو ما يستدعي تعزيز الآليات الأمنية الإقليمية القائمة على احترام السيادة ومحاربة الإرهاب ومعالجة جذوره.
وفي كلمته، أدان رئيس الوزراء بأشد العبارات استمرار الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، موضحاً أن الفلسطينيين يواجهون كافة أشكال القتل والتجويع والانتهاك الصارخ لحقوقهم، حيث تجاوز عدد الضحايا المدنيين 60 ألفاً. وقال: "هذه الحرب لم تعد حرباً لتحقيق أهداف سياسية أو إطلاق رهائن، بل حرب للتجويع وتصفية القضية الفلسطينية."
كما شدد مدبولي على أن مصر تبذل جهوداً مكثفة مع شركائها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، داعياً إسرائيل إلى قبول الطرح الحالي لوقف مؤقت لإطلاق النار يتبعه تفاوض حول إنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة وفقاً للخطة العربية الإسلامية، مع الدفع نحو حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتطرق رئيس الوزراء إلى قضايا النظام الدولي، مؤكداً أهمية إصلاحه ليكون أكثر عدالة ودعمه بمؤسسات مالية دولية أكثر قدرة على مساندة الدول النامية. كما لفت إلى أن مصر، باعتبارها دولة صحراوية كثيفة السكان تعتمد بشكل شبه مطلق على نهر النيل، تؤكد أن التعاون مع دول الحوض يمثل الركيزة الأساسية لضمان الاستخدام المنصف للمياه، وفقاً لقواعد القانون الدولي.
كما أشار إلى ضرورة تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بما يضمن الاستخدام الأخلاقي لتلك التقنيات، وتوفير الدعم للدول النامية للوصول العادل إليها.
وفي ختام كلمته، أعرب مدبولي عن تمنياته بالتوفيق للرئاسة الدورية الجديدة للمنظمة، مؤكداً حرص مصر على متابعة مخرجات قمة "SCO Plus" وتعزيز التعاون الدولي لتحقيق الأمن والتنمية المستدامة.