اتحاد التأمين: التحول الرقمي وتغير المناخ يعيدان تشكيل مستقبل الصناعة عالميًا

أوضح اتحاد شركات التأمين المصرية، أن صناعة التأمين العالمية تواجه حاليًا مجموعة من الاتجاهات الكبرى التي تُعيد تعريف توقعات العملاء

اتحاد شركات التأمين المصرية
Ad

أوضح اتحاد شركات التأمين المصرية في نشرته رقم 392، أن صناعة التأمين العالمية تواجه حاليًا مجموعة من الاتجاهات الكبرى التي تُعيد تعريف توقعات العملاء، وتفرض على الشركات تبنّي استجابات مبتكرة لضمان الاستمرارية والنمو.

 وتشمل هذه الاتجاهات التحولات الديموغرافية، وزيادة الوعي بمختلف الأخطار، إلى جانب الطلب المتنامي على تجارب مخصصة وسلسة مدعومة رقميًا.

وأكد الاتحاد أن التحولات الديموغرافية تُعد من أبرز العوامل المؤثرة في إعادة تشكيل المشهد التأميني، حيث تتغير متطلبات التأمين على الحياة والتقاعد مع تقدم الفئات العمرية، لا سيما فئة "السكان الفضيّين" البالغين 50 عامًا فأكثر، وتركز الثروة بين أجيال مثل جيل إكس. وأشار إلى أن هذه التحولات تدفع إلى تصميم وثائق أكثر مرونة تستجيب للاحتياجات غير التقليدية للأسر ومراحل الحياة المتغيرة، في ظل انخفاض معدلات الزواج والخصوبة، وازدياد عدد الأسر ذات الدخل المزدوج.

وأضاف الاتحاد أن ظهور جيل جديد من العملاء مثل جيل زد (Gen Z) يُغير بشكل كبير طريقة فهم التأمين وشرائه، حيث يمنح هذا الجيل أولوية للتخطيط للمستقبل ويرى في التأمين وسيلة للسيطرة على الأخطار وتعزيز الاستدامة. 

ويعتمد بشكل رئيسي على العائلة والأصدقاء والقنوات الرقمية للحصول على المعلومات، الأمر الذي يفرض على شركات التأمين الانخراط عبر منصات متنوعة وسهلة الوصول لتلبية توقعاته.

وتناول الاتحاد في نشرته أنماطاً جديدة لإدارة الأخطار، موضحاً أن الأحداث العالمية المتسارعة رفعت مستوى وعي العملاء بمخاطر المناخ، والأمن الإلكتروني، والصحة العامة.

 وأكد أن تغير المناخ بات من أبرز التحديات التي تواجه شركات التأمين، مع تزايد الكوارث الطبيعية كالفيضانات وحرائق الغابات والعواصف، مما يستلزم تطوير نماذج تسعير جديدة، وتعزيز أدوات التقييم، ودعم استراتيجيات التكيف والوقاية.

وأشار الاتحاد إلى أن الأمن الإلكتروني أصبح بدوره تحديًا جوهريًا، إذ تصاعدت هجمات الفدية والاختراقات، ما دفع الشركات إلى تبنّي أدوات متقدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لرصد التهديدات وحماية البيانات. وأوضح أن التأمين الإلكتروني لم يعد مجرد وسيلة لنقل الأخطار، بل تحول إلى محفّز رئيسي لتعزيز المرونة الرقمية لدى العملاء.

وفيما يخص قطاع الصحة، أوضح الاتحاد أن جائحة كوفيد-19 أحدثت تحولاً جذريًا في وعي الأفراد، ما أدى إلى ارتفاع الطلب على منتجات التأمين الطبي التي لا تقتصر على التغطية المالية فحسب، بل تمتد لتشمل خدمات صحية مخصصة، وتجارب تفاعلية أكثر شفافية وسرعة. واعتبر أن الشركات القادرة على الدمج بين التكنولوجيا والرعاية المتمحورة حول العميل ستكون الأكثر قدرة على بناء الثقة وتحقيق النمو.

وأكد الاتحاد أن الطلب على التخصيص والتجارب السلسة يمثل اتجاهاً رئيسيًا في السوق، حيث يتوقع العملاء نفس المستوى من المرونة الذي اعتادوا عليه في قطاعات مثل التجارة الإلكترونية والخدمات المالية. وأوضح أن الاستفادة من تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي تُتيح للشركات تصميم عروض موجهة بدقة، ما يعزز ولاء العملاء ويزيد من رضاهم.

كما أبرز الاتحاد أهمية المستهلك الرقمي الذي يضع الراحة في المقام الأول، مشيراً إلى أن الانتشار الواسع للتكنولوجيا الرقمية خلق نموذجًا جديدًا من العملاء يتوقعون تفاعلات سريعة وسهلة عبر الإنترنت والتطبيقات المحمولة. وأوضح أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا، بل أصبح جزءًا أساسيًا من استراتيجيات التفاعل مع العملاء، وأن تقنيات مثل الأتمتة والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا التأمين (InsurTech) تُعيد رسم سلسلة القيمة بالكامل وتفتح المجال أمام ابتكارات أكثر مرونة وملاءمة للجيل الرقمي.

وأكد على أن استيعاب هذه الاتجاهات والتكيف معها لن يكون مجرد استجابة ظرفية، بل يمثل عاملاً حاسماً في تحديد قدرة شركات التأمين على الريادة في سوق يشهد تحولات متسارعة، وعلى بناء قطاع أكثر مرونة واستدامة في المستقبل.