تستعد المقاصد السياحية المصرية لاستقبال الموسم الشتوى، الذى يُعد من أهم المواسم على مدار العام، ويبدأ من شهر أكتوبر المقبل ويمتد حتى نهاية أبريل 2026.
ويكتسب هذا الموسم أهمية خاصة لمصر باعتبارها مقصدًا رئيسيًا للسياحة الثقافية والشاطئية فى آن واحد، إذ تشهد المدن السياحية مثل الأقصر وأسوان والغردقة معدلات طلب متزايدة، خاصة من الأسواق الأوروبية.
ورغم التحديات الإقليمية والأحداث المحيطة، فإن توقعات عدد من ممثلى القطاع السياحى، تشير إلى ارتفاع ملحوظ فى الحركة السياحية خلال موسم شتاء 2025/ 2026، مدعومة بتنوع الأسواق المصدرة وتزايد الطلب على المقصد السياحى المصرى، إلى جانب افتتاح المتحف المصرى الكبير المقرر له أول نوفمبر المقبل.
وفى هذا السياق، قال إلهامى الزيات رئيس مجموعة “إيمكو” للسياحة، ورئيس اتحاد الغرف السياحية سابقًا، إن الموسم السياحى الشتوى يبدأ من شهر أكتوبر المقبل وحتى أواخر أبريل 2026.
وأضاف “الزيات” - فى تصريحات لـ”المال”- أن مصر تتميز حاليًا بقدرتها على تسويق نفسها بشكل مستقل حتى للسائحين من الدول البعيدة، موضحا أن السائح الأمريكى على سبيل المثال كان فى الماضى يأتى لزيارة المقصد المصرى ضمن برنامج يضم الأراضى الفلسطينية المحتلة والأردن.
وتابع أن الوضع اختلف الآن إذ أن %90 من السائحين الأمريكيين يزورون مصر فقط وبالتالى يمكثون لفترة أطول وينفقون بمعدلات أعلى.
ولفت إلى أن الحركة السياحية تعود للارتفاع بمجرد هدوء الأوضاع فى المنطقة، مؤكدًا أن مصر تظل مقصدًا مطلوبًا وهناك جنسيات لم تزرها منذ فترة ولديها الرغبة فى العودة.
وكشف أن مكتب شركته فى الولايات المتحدة أصبح يحقق مبيعات أكبر من مكتب إنجلترا الذى كان يعتمد عليه طويلًا، مما يعكس زيادة ملحوظة فى حجم المبيعات من السوق الأمريكية.
وتوقع “الزيات” ارتفاع الحركة السياحية الوافدة إلى مصر خلال موسم شتاء 2025/ 2026، على أن تستحوذ الغردقة على النصيب الأكبر من تلك الزيادة، مشيرا إلى أن السائحين الألمان والإنجليز الأكثر قدومًا، بينما يتوجه الإيطاليون إلى مرسى علم وهو ما يعكس تنوعًا فى الجنسيات.
وأشار إلى أن الأقصر وأسوان تظلان من أبرز المقاصد المطلوبة فى موسم الشتاء ويتمتع سائحوها بمعدلات إنفاق مرتفعة، لافتًا إلى أن الافتتاح المرتقب للمتحف المصرى الكبير ووجود مطار سفنكس الدولى سيسهمان فى تنشيط الحركة الوافدة وزيادة مدة إقامة السائحين بفضل قرب المتحف من منطقة الأهرامات.
من جانبه، قال علاء عاقل رئيس مجموعة جاز للفنادق والمنتجعات السياحية، التابعة لمجموعة ترافكو العالمية، إن هناك تفاؤلا بالموسم السياحى الشتوى المقبل، مشيرًا إلى وجود طلب جيد على المقاصد المصرية المختلفة.
وأضاف “عاقل” أن الأقصر وأسوان ستشهدان انتعاشة قوية خلال الموسم الشتوى، لافتًا إلى أن جنسيات أمريكا اللاتينية وإسبانيا وأمريكا واليابان الأكثر إقبالًا على هذه المقاصد، متابعا أن أسعار الإقامة تحدد وفقًا لحجم العرض والطلب.
فى سياق متصل، قال خيرى على رئيس غرفة شركات السياحة فى أسوان، إن الحجوزات الحالية مبشرة وتبعث على التفاؤل بالموسم الشتوى المقبل، مشيرًا إلى أنه ستكون هناك زيادة فى رحلات الطيران العارض “الشارتر” من بعض الوجهات خلال الشتاء.
وأضاف أن نسب الإشغال الفندقى فى أسوان تتراوح من 55 إلى %60 خلال أغسطس الجارى، متوقعا أن تصل إلى %90 فى مدن السياحة الثقافية خلال موسم الشتاء.
وأشار إلى أن الجنسيات المقبلة على زيارة الأقصر وأسوان تشمل الصين وتايلاند وإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة، مؤكدًا أن أسعار الإقامة ترتفع فى الشتاء عن الصيف دون أن يحدد نسبة بعينها.
ولفت إلى أن افتتاح المتحف المصرى الكبير سيكون عاملًا رئيسيًا فى زيادة حركة السياحة إلى مصر، خاصة مع توقع أن يكون حفل الافتتاح مبهرًا على مستوى عالمى.
وكان الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، عقد اجتماعًا فى شهر أغسطس الجارى، بمقر الحكومة فى مدينة العلمين الجديدة، لمتابعة استعدادات احتفالية افتتاح المتحف المصرى الكبير، المُقرر لها الأول من نوفمبر المقبل.
وأكد رئيس الوزراء، الحرص على المُتابعة المُستمرة لاستعدادات احتفالية المتحف المصرى الكبير؛ بعد إعلان الموعد الجديد للافتتاح، لضمان التكامل والتناغم بين مختلف أجهزة الدولة المعنية بتنظيم الاحتفالية، وظهورها بالصورة المميزة التى تعكس قيمة هذا الصرح الحضارى، والأهمية الوطنية لحدث افتتاحه.
وتم إرسال الدعوات لدول العالم المختلفة، كما تتم متابعة هذا الملف من خلال سفراء مصر فى الخارج سعيا لاستهداف حضور العدد الأكبر من قيادات الدول.
يشار إلى أن إنشاء المتحف المصرى الكبير بدأت فى تسعينيات القرن الماضى، وفى عام 2002 تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ليُشيَّد فى موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة، وقد تم البدء فى بناء مشروع المتحف فى مايو 2005، إذ تم تمهيد الموقع وتجهيزه، وفى عام 2006، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط، خُصص لترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف، والذى تم افتتاحه خلال عام 2010.
كما اكتمل تشييد مبنى المتحف، والذى تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، خلال عام 2021، ليتضمن عددا من قاعات العرض، والتى تعتبر الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف الحالية فى مصر والعالم.
يذكر أن مصر استقبلت خلال النصف الأول من العام الجارى نحو 8.7 مليون سائح بزيادة قدرها %22 مقارنة مع الفترة المقابلة من العام الماضى.
كما أن هناك زيادة تتراوح من 22 إلى %23 فى حجم الإيرادات السياحية خلال أول 6 أشهر من العام الجارى مقارنة مع الفترة المماثلة من 2024، وفقًا لتصريحات وزير السياحة والآثار شريف فتحى.
وكان تقرير صادر عن البنك المركزى المصرى، منذ عدة أيام، كشف عن ارتفاع إيرادات السياحة بنسبة %15.4 خلال أول 9 أشهر من العام المالى الماضى (2025/2024) لتسجل 12.5 مليار دولار، مقابل 10.9 مليار خلال العام السابق عليه.
وأضاف البنك المركزى فى تقرير ميزان المدفوعات أن عدد الليالى السياحية ارتفع إلى نحو 134.3 مليون مقابل 116.4 مليون.
إلهامى الزيات: الغردقة ستستحوذ على النصيب الأكبر من الحركة
علاء عاقل: أمريكا اللاتينية وإسبانيا واليابان أبرز الجنسيات المقبلة
خيرى علي: الإشغالات الفندقية ستتجاوز %90 فى مدن «الثقافية»
