قال عاموس شوكن، رجل الأعمال الإسرائيلي، ومالك صحيفة هآرتس العبرية، إنه بعد عامين من الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة، لم ننجح في القضاء على حركة حماس، وليس هناك ما يضمن أنها ستختفي بعد عام إضافي من الدمار والخسائر في الجيش الإسرائيلي.
وأضاف شوكن: يجب أن نقول شيئًا آخر، وهو إن كل يوم يمكث فيه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، يعني عشرات القتلى من الفلسطينيين، والذي يمثل صدمة لدى كثيرين حول العالم.
أوضح شوكن، إن قرار بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، بأن الهدف الآن هو احتلال قطاع غزة، واصفَا أن تلك الخطوة ستطيل أمد الحرب عام إضافي على الأقل، وعلى الرغم من أنه يمكن إنهاء تلك الحرب الآن، هو قرار يتجاهل قدرات الجيش والثمن الكبير الذي ستجره حرب العصابات كذلك يتجاهل الثمن الباهظ الذي ستدفعه إسرائيل من مكانتها وعلاقاتها مع العالم.
وأكد مالك صحيفة هآرتس، إن الطريقة الصحيحة لمنع حركة حماس من إعادة السيطرة على القطاع واضحة جداً، وهي أيضاً ستؤدي إلى إعادة جميع الأسرى فوراً، وهي المبادرة المصرية.
وقال عاموس شوكن، أنه وفقاً للمقترح المصري وهو الحل الوحيد للخروج من أزمة قطاع غزة، تنسحب إسرائيل كلياً من قطاع غزة، على أن تتحمل مسؤوليته مصر وقطر والسعودية والسلطة الفلسطينية – وفق قوله - ، مشيرًا إلي أن هذه الدول هي التي ستمنع سيطرة "حماس"، وبالتالي ضمان أمن إسرائيل.
وأضاف شوكن أنه بعد فشل نتنياهو وشركائه، الذين قرروا تجاهل السلطة الوطنية الفلسطينية وجعلها غير ذات صلة بالقطاع، وفضلوا عليها تقوية حماس خلال السنوات الماضية، الان يريدون القضاء عليها.
وطلب شوكن من الحكومة الإسرائيلية أن تكون أكثر تواضعَا بما يكفي لقبول موقف الدول العربية، وكذلك دول غير عربية، والتي ترى في السلطة الفلسطينية الجهة التي تمثل الفلسطينيين.
وقال مالك صحيفة هآرتس، من الضروري أيضاً احترام مصر، أول دولة عربية وقعت معنا اتفاقية سلام حقيقية، دون الضغط عليها من دول اخري، مثلما حدث مع باقي الدول العربية الموقعة على اتفاقيات سلام مع اسرائيل.
أضاف عاموس شوكن، أنه من المناسب جدًا بعد ما فعلته الاستراتيجية الكارثية التي قام بها نتنياهو في غزة، أن يتم الموافقة على المقترح المصري وهو الحل الوحيد للخروج من تلك الازمة، وهو يعمل ايضَا على اعادة جميع الاسري، وازاحة حماس من ادارة غزة.
وألمح شوكن، إلي أن الدول العربية "مصر – قطر – الامارات – السعودية" ستطالب ضرورة إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في سنة 1967، بما في ذلك القدس الشرقية وغزة، وهو أيضَا سيضمن أمن اسرائيل.
أضاف مالك صحيفة هآرتس: لو كان لدى إسرائيل قيادة تهتم حقاً بمصلحة الدولة ومواطنيها، لاستخلصت النتيجة الحقيقية إن الـ59 عاماً التي عاش خلالها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة التي تحاصرها إسرائيل، لم تجلب سوى العمليات العسكرية ضدنا وضدهم والقتل المتبادل أيضَا.
تابع عاموس شوكن: لذلك فإن الموافقة على هذا الحل المصري يشكل مصلحة إسرائيلية من الدرجة الأولى، مشيرًا إلي أن الرد الاسرائيلي على هذا المقترح والمتمثل في بناء مزيد من المستوطنات في منطقة E1 "الضفة الغربية" واصفَا إياه بأنه "رد صهيوني".
أوضح شوكن، أنه أيضَا عندما يخرج وزير الخارجية جدعون ساعر ويقول أن سياسة ضم المزيد من الاراضي العربية في الضفة الغربية وأنها جزء من أراضي اسرائيل فإنه يكذب.
وقال شوكن: لقد نص قرار مجلس الأمن 2334 في ديسمبر 2016 على أن أي أرض احتلتها إسرائيل في يونيو 1967 لن يعترف بها كجزء من إسرائيل، إلا إذا تم الاتفاق بشأنها مع الفلسطينيين.
