تستهدف الحكومة، ممثلة فى جهاز تنظيم الاتصالات، تقنين أوضاع 100 ألف عميل (شركة - أفراد) بنشاط التسويق العقاري وضمهم إلى منظومة منع استخدام الهواتف فى المكالمات الترويجية المزعجة قبل نهاية العام، ليتجاوز بذلك إجمالى عدد المسجلين بها الـ 1.1 مليون مشترك.
كان جهاز تنظيم الاتصالات ، قرر فى نهاية الأسبوع الماضي، فصل أجهزة الهواتف المحمولة التى تستخدمها شركات التسويق العقارى فى أغراض ترويجية، بالمخالفة للضوابط والاشتراطات الفنية ودخل هذا القرار حيز التنفيذ أمس الأحد.
وقالت مصادر مطلعة فى قطاع الاتصالات إن المكالمات الترويجية المزعجة تُعدّ فعلاً مجرمًا بموجب أحكام قانون تنظيم الاتصالات 10 لسنة 2003، وقانون حماية البيانات الشخصية 151 لسنة 2020، والذى يحظر تداول أرقام الهواتف دون إذن أصحابها، إذ يُعدّ ذلك انتهاكًا صارخًا لخصوصية المواطنين.
وأوضحت المصادر، فى تصريحات لـ«المال»، أن أكثر من مليون عميل سجلوا فى خدمة منع المكالمات الترويجية المزعجة حتى الآن، يمثلون نحو %90 من إجمالى خطوط المحمول المتداولة التى كانت تُستخدم لأغراض تسويقية، مؤكدة أن باب التسجيل متاحًا للشركات والأفراد العاملين فى نشاط التسويق العقاري.
ونوهت إلى أن غير الملتزمين بضوابط جهاز تنظيم الاتصالات منذ إقرار المنظومة قد تم تحويلهم إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم.
وأشارت المصادر إلى أن جهاز تنظيم الاتصالات أتاح للمخالفين، سواء من الشركات أو الأفراد، توفيق أوضاعهم القانونية مع مشغلى المحمول المتعاقدين معهم، من خلال التوجه السريع إلى فروعهم والتعاقد على شراء خطوط تجارية بدلًا من «الشخصية».
يُذكر أن جهاز تنظيم الاتصالات، وضع منذ أكثر من عام، إطارًا تنظيميًا يُلزم الراغبين فى تقديم خدمات ترويجية عبر الهاتف بالتسجيل لدى شركات المحمول، والاشتراك فى خدمة الرسائل والمكالمات التسويقية الرسمية، بحيث يظهر اسم الشركة المتصلة أو الشخص على شاشة المتلقي، ما يمنحه حرية الرد أو الرفض.
ولفتت المصادر إلى أن أكثر المكالمات المزعجة التى يستقبلها المواطنون يوميًا تأتى من شركات التسويق العقاري، يلى ذلك المطاعم وسائقى الديلفري، والصيدليات وغيرهم.
ودعت المواطنين إلى الإبلاغ عن أى مكالمات مزعجة من خلال الرقم المختصر 155 التابع لجهاز تنظيم الاتصالات، والمتاح للعملاء مجانًا على جميع شبكات المحمول والخطوط الأرضية.
من جانبه، قال محمد دغيدي، رئيس مجلس إدارة شركة «ريماكس المهاجر» للتسويق العقاري، إن أكثر من 10 آلاف شركة تسويق لم تعد قادرة على مزاولة أعمالها بسبب انتشار أسلوب المكالمات الترويجية المعروفة بـ”Cold Calls”، مؤكدًا أن قرار جهاز تنظيم الاتصالات بوقف عمل الهواتف المستخدمة فى الأغراض التسويقية، يُعدّ خطوة إيجابية لصالح الشركات الجادة والملتزمة فى القطاع.
وأوضح دغيدي، فى تصريحات لـ«المال»، أن شركات التسويق العقارى الكبرى لا تلجأ إلى أسلوب المكالمات الترويجية لتحقيق المبيعات المستهدفة، مضيفًا: «كلما شهد القطاع تطورًا ملحوظًا خلال الفترة الماضية، كان يعود خطوة إلى الوراء بسبب هذه الممارسات غير المحسوبة».
وأشار إلى أن إلزام الراغبين فى إجراء المكالمات التسويقية بالتوجه إلى فروع شركات المحمول للتوقيع على عقود للحصول على خطوط تجارية خطوة جيدة، وسيُسهم فى الحد من الإزعاج المتكرر للمواطنين، موضحًا أن أسعار هذه الخطوط لن تكون بنفس تكلفة العادية، وهو أمر طبيعى لضبط السوق.
يشار إلى أن بعض القائمين على شركات التسويق العقاري يلجأون لشراء خطوط بأسماءهم الشخصية تفادياً لأى مساءلة قانونية.
التصالح يتم بالتوقيع على عقود تجارية لشرائح المحمول الجديدة