بعد استقطاب «نجوم القطاع».. «ميتا» تعلن إعادة هيكلة شاملة لوحدة الذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة ميتا عن إعادة هيكلة شاملة لوحدة الذكاء الاصطناعي التابعة لها، المعروفة باسم "مختبرات ميتا للذكاء الفائق". تأتي هذه الخطوة بعد موجة توظيف مكثفة استقطبت من خلالها الشركة نخبة من خبرا

ميتا
Ad

أعلنت شركة ميتا عن إعادة هيكلة شاملة لوحدة الذكاء الاصطناعي التابعة لها، المعروفة باسم "مختبرات ميتا للذكاء الفائق". تأتي هذه الخطوة بعد موجة توظيف مكثفة استقطبت من خلالها الشركة نخبة من خبراء الذكاء الاصطناعي في السوق، في محاولة للحفاظ على الزخم المتصاعد في هذا المجال الحاسم.

ألكسندر وانج، كبير مسؤولي الذكاء الاصطناعي في ميتا والمنضم حديثًا إلى الشركة قادمًا من Scale AI، أوضح في مذكرة داخلية حصلت عليها وكالة بلومبرج أن مستقبل الذكاء الفائق أصبح وشيكًا، وأن التعامل معه يتطلب تركيز الجهود ضمن ثلاث ركائز أساسية: البحث والتطوير، المنتجات، والبنية التحتية. هذا التوجه يمثل رؤية جديدة داخل ميتا لتنسيق استثماراتها التقنية وتحويلها إلى نتائج عملية ملموسة.

الهيكل التنظيمي الجديد يتضمن إنشاء أربع مجموعات رئيسية تُشكل نواة استراتيجية الذكاء الاصطناعي في ميتا. الأولى هي "مختبر TBD"، ويركز على تطوير نماذج اللغة الكبيرة وعلى رأسها سلسلة Llama. الثانية هي "FAIR"، المختبر العريق لأبحاث الذكاء الاصطناعي الأساسية والذي يواصل العمل على المشاريع البحثية بعيدة المدى. أما المجموعة الثالثة فهي قسم "المنتجات والأبحاث التطبيقية" والذي يركز على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المنتجات الاستهلاكية. المجموعة الرابعة "MSL Infra" تم إنشاؤها في يونيو الماضي وتهتم بتطوير البنية التحتية الداعمة لهذه التقنيات.

وقبل إعادة الهيكلة، كانت جهود ميتا موزعة بين ثلاث مجموعات رئيسية هي FAIR، وفريق الذكاء الاصطناعي المخصص للمنتجات، وفريق الأساسيات العامة للذكاء الاصطناعي. ومع التوسع الحاصل، شهدت القيادة في بعض هذه الفرق تغييرات لافتة، إذ انتقل كل من أحمد الدحل وأمير فرنكل، اللذين كانا يقودان مؤسسة الذكاء الاصطناعي العام، إلى العمل ضمن مجموعة MSL Infra. كما انتقل كونور هايز، الذي كان يدير مجموعة منتجات الذكاء الاصطناعي، إلى منصة "Threads" التابعة لميتا. في المقابل، عاد روبرت فيرغوس، أحد المؤسسين التاريخيين لفريق FAIR، إلى موقعه السابق بعد فترة قضاها في DeepMind التابعة لشركة Alphabet.

رغم التغييرات العميقة في الهيكل الإداري، أفادت مصادر بلومبرغ بأن إعادة الهيكلة لم تتضمن أي عمليات تسريح، ما يشير إلى أن ميتا لا تزال ملتزمة بالحفاظ على المواهب التي استقطبتها مؤخرًا رغم التكلفة العالية.

في جوهر هذه التحولات، تهدف ميتا إلى تسريع التقدم نحو تطوير "الذكاء الفائق" وهو المفهوم الذي يُقصد به الوصول إلى أنظمة ذكاء اصطناعي تتجاوز في قدراتها العقلية أداء البشر في معظم المهام. هذه الرؤية تُحاكي مساعي شركة OpenAI نحو بناء الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، الذي يُتوقع أن يتفوق على البشر في الأعمال الأكثر قيمة من الناحية الاقتصادية.

ميتا لا تتحرك في فراغ، بل تواجه منافسة متصاعدة من شركات تقنية عملاقة مثل جوجل ومايكروسوفت. فبينما تركز جوجل على بناء نماذج لغوية متقدمة وتسويقها عالميًا، تسعى مايكروسوفت إلى اجتذاب أبرز الكفاءات من داخل ميتا نفسها، من خلال تقديم عروض مالية ضخمة ومكافآت مُخصصة تهدف إلى استقطاب "النجوم" في مجال الذكاء الاصطناعي.