هل ينجح مؤشر EGX35-LV الأقل تقلبا في إعادة تشكيل خريطة الاستثمار فى البورصة المصرية؟

محمد فاروق: خطوة مهمة ونجاحه يتطلب مزيدًا من الطروحات والأسهم

البورصة
Ad

أكد خبراء فى سوق المال أن إطلاق البورصة المصرية لمؤشر “EGX35-LV” يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز تنوع الأدوات الاستثمارية وجذب شريحة أوسع من المستثمرين الباحثين عن الاستقرار وانخفاض مستويات المخاطرة، مشيرين إلى أن المؤشر يضم شركات قوية وقطاعات متنوعة، بما يعزز عمق السوق ويزيد من جاذبيتها.

وفى إطار سعى إدارة البورصة لتوسيع قاعدة المستثمرين وتلبية احتياجات الشرائح المختلفة، أعلنت عن تدشين المؤشر الجديد الذى يضم 35 شركة من الأعلى سيولة والأقل تقلبًا سعريًا، ليكون أول مؤشر فى السوق المصرية يضع معيار الاستقرار فى صدارة منهجيته.

ويأتى إطلاق المؤشر، الذى بدأ العمل به اعتبارًا من أغسطس 2025، فى وقت تشهد فيه السوق المصرية زخمًا متزايدًا فى أدواتها ومنتجاتها، وسط جهود حثيثة لجذب الأفراد والمؤسسات الباحثين عن استثمارات آمنة ومتزنة بعيدًا عن تقلبات الأسعار الحادة.

وتم اختيار الشركات المدرجة بالمؤشر وفق أدنى مستويات التغير السعرى اليومى خلال عام سابق، استنادًا إلى حساب الانحراف المعيارى لحركة الأسعار، وذلك من بين الشركات المدرجة أصلًا فى مؤشر EGX100، ما يمنح المؤشر الجديد مصداقية قائمة على منهجية علمية واضحة.

أما التوزيع القطاعى للمؤشر فيكشف عن تمثيل واسع يشمل 13 قطاعًا اقتصاديًا، فى مقدمتها البنوك، والاتصالات، والصناعات الدوائية، والتطوير العقاري، وهو ما يمهد الطريق أمام المؤسسات المالية وصناديق الاستثمار لإطلاق منتجات مالية تتبع هذا المؤشر، بما يسهم فى تعميق السوق وزيادة جاذبيتها الاستثمارية.

ويبقى السؤال المطروح فى أوساط المستثمرين: هل يشكل “EGX35-LV” بداية تحول حقيقى نحو مؤشرات أكثر تخصصًا تلبى احتياجات شرائح متنوعة من المتعاملين فى البورصة المصرية؟.

«المال» استطلعت آراء مجموعة من خبراء سوق المال للتعرف على رؤيتهم حول أهمية إطلاق هذه المنتج، وكيفية تحقيق أقصى استفادة منه.

خيار آمن

قال إيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر كابيتال هولدنج للاستثمارات المالية، إن المؤشر الجديد يستهدف شريحة من المستثمرين الذين يفضلون الابتعاد عن المخاطرة، إذ يضم شركات قوية ومستقرة لا تشهد تقلبات حادة فى أسعار أسهمها.

وأضاف أن هذه النوعية من المؤشرات تُعد إضافة مهمة للسوق، إذ تُسهم فى تحقيق هدفين رئيسيين، الأول هو تسهيل عملية الاختيار أمام المستثمرين، سواء المحليين أو الأجانب، من خلال مؤشر واحد يضم مجموعة من الشركات المنتقاة، والثانى هو فتح الباب أمام إطلاق صناديق استثمارية تتبع المؤشر.

وأوضح أن هناك بالفعل صناديق تم إطلاقها فى الفترة الأخيرة تتبع مؤشرات قائمة، مثل مؤشرالسريع، لافتًا إلى إمكانية أن تشهد السوق إطلاق صناديق مماثلة تتبع المؤشر الجديد.

وأشار إلى أن شركةمباشرلا تستبعد أن يكون هذا المؤشر ضمن خطتها لإطلاق صناديق جديدة، مؤكدًا أنها تسعى لتدشين 10 صناديق استثمار، أطلقت منها بالفعل 3 حتى الآن.

وأكد رشاد على أن المؤشر الجديد يضم شركات تتمتع بعوائد جيدة ودخل مستقر، إلى جانب وجود زيادات رأسمالية محتملة دون تذبذبات كبيرة، وهو ما يجعله خيارًا آمنًا نسبيًا للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار داخل سوق المال.

خطوة إيجابية

من جهته قال معتز الجريتلي، العضو المنتدب لشركة السهم الذهبي، إن المؤشر الجديد “EGX35-LV” الصادر عن البورصة المصرية يُعد أداة استثمارية نوعية تستهدف جذب شريحة من المستثمرين الذين يفضلون الاستقرار والانخفاض النسبى فى التذبذبات السعرية.

وأوضح أن المؤشر يضم 35 شركة من 13 قطاعًا اقتصاديًا متنوعًا، مما يمنحه تمثيلًا متوازنًا ويقلل من التركيز على قطاع بعينه، وهو ما يسهم فى تقليل المخاطر المرتبطة بتقلبات القطاعات الفردية.

وأضاف أن المؤشر يعتمد على معايير تشمل سيولة الأسهم ونشاط التداول، ما يجعله أكثر قدرة على عكس الأداء الحقيقى لحركة السوق مقارنة بالمؤشرات التقليدية.

وأشار إلى أن المؤشر الجديد يتماشى مع احتياجات المستثمرين الأفراد الذين يمكنهم استخدامه كأداة لمتابعة أداء السوق واتخاذ قرارات استثمارية أكثر وعيًا، كما يُعد مرجعًا مهمًا للمؤسسات وصناديق الاستثمار التى يمكنها استخدامه فى تقييم أداء المحافظ وتنويع استثماراتها.

وأكد الجريتلى أن “EGX35-LV” يمثل خطوة إيجابية ضمن جهود تطوير السوق، ويفتح المجال أمام إطلاق أدوات مالية جديدة وصناديق استثمار تتبعه كمؤشر مرجعى فى المستقبل.

تنويع الأدوات

بدوره، أكد محمد فاروق العضو المنتدب لشركة جلوبال إنفيست لتداول الأوراق المالية، أن الغرض من إطلاق المؤشر الجديد “EGX35-LV” الذى يضم 35 شركة، هو أن السوق بحاجة ماسة إلى إطلاق صناديق استثمارية جديدة تستند إلى مؤشرات متنوعة لتلبية احتياجات كافة الفئات.

وأشار إلى أن البورصة تسعى للوصول وتغطية كل فئات المجتمع سواء الأشخاص المغامرين أو الحريصين، موضحًا أن المؤشرات الجديدة تسهم فى توسيع قاعدة الخيارات أمام المستثمرين.

وشدد على أهمية الخطوة فى تنويع الأدوات المالية، وتحقيق مزيد من الأهداف فى حالة تنفيذ الطروحات الجديدة خلال الفترة المقبلة، سواء على مستوى الشركات الحكومية أو القطاع الخاص، لتعزيز عمق السوق وزيادة جاذبيتها الاستثمارية.

تلبية الاحتياجات

قال نور الدين محمد، رئيس شركة تارجت للاستثمار، إن زيادة التنوع فى الأدوات والمنتجات المالية داخل سوق الأوراق المالية تمثل مؤشرًا على تطور السوق ونضجه، كما تُعد خطوة مهمة نحو تعزيز جاذبيته أمام فئات متعددة من المستثمرين المحليين والدوليين.

وأوضح أن إدراج مؤشرات جديدة، مثل مؤشر EGX35-LV، يسهم فى تلبية احتياجات شريحة كبيرة من المستثمرين، خاصة من يبحثون عن أدوات استثمارية تتسم بانخفاض التذبذب السعرى وارتفاع مستويات السيولة، وهو ما ينعكس إيجابًا على قراراتهم الاستثمارية فى ظل الظروف السوقية المتقلبة.

وأشار إلى أن هذا المؤشر يُعد استجابة حقيقية لطبيعة السوق المصرية وخصائص شريحة معتبرة من المستثمرين الذين يتطلعون إلى تحقيق عوائد مستقرة بأقل قدر ممكن من المخاطرة كما أنه يتماشى مع التوجهات العالمية فى تصميم مؤشرات متخصصة تُراعى درجات المخاطرة المختلفة.

وتوقّع أن نشهد خلال الفترة المقبلة ظهور صناديق استثمار جديدة تتبع هذا المؤشر، لا سيما بعد القرارات الأخيرة للهيئة العامة للرقابة المالية المتعلقة بضوابط استثمار شركات التأمين.

وأضاف أن هذه الشركات بطبيعتها تبحث عن أدوات منخفضة المخاطر ومرتفعة السيولة، ما يجعل EGX35-LV خيارًا مثاليًا لها.

واختتم محمد حديثه بالقول إن استمرار تطوير السوق من حيث المنتجات وتوسيع قاعدة المؤشرات سيكون له تأثير كبير على عمق السوق وزيادة أحجام التداول، كما سيسهم فى جذب رؤوس أموال جديدة، ورفع كفاءة الاستثمار المؤسسى فى السوق المصرية.

شريحة جديدة

من جانبه، قال رامى حجازي، خبير أسواق المال، إن إطلاق البورصة المصرية لمؤشر EGX35-LV يعد خطوة مهمة فى مسار تطوير السوق وتعزيز أدواتها المالية، مشيرًا إلى أن المؤشر يضم 35 شركة من الأعلى سيولة فى السوق والأقل تقلبًا فى أسعار أسهمها، وهو ما يجعله أداة جاذبة لصناديق الاستثمار والمستثمرين خلال الفترة المقبلة.

وأوضح أن المؤشر يتميز بتمثيل قطاعى متنوع يشمل أسهمًا من قطاعات البنوك، والعقارات، والكيماويات، والأغذية، والأدوية، وهى قطاعات حيوية ذات معدلات تقلب منخفضة نسبيًا مقارنة بغيرها، ما يمنحه ميزة الاستقرار النسبي.

وأضاف أن تنوع مكونات المؤشر وانخفاض درجة المخاطرة والتذبذب من المتوقع أن يدفع إلى تأسيس صناديق استثمار جديدة تستثمر فى أسهمه، الأمر الذى سينعكس إيجابًا على جذب شريحة جديدة من المستثمرين، ويعزز من عمق السوق المصرية وتنوع أدواتها الاستثمارية.

وأكد حجازى أن هذه الخطوة تأتى ضمن توجه عام نحو زيادة التنوع القطاعى فى مؤشرات البورصة، بما يسهم فى رفع كفاءة السوق وتعزيز جاذبيتها أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية.

معالجة المخاوف

يرى محمد محسن نائب رئيس مجلس إدارة شركة البحر المتوسط لتداول الأوراق المالية، أن من أبرز التحديات التى تواجه جذب المستثمرين إلى البورصة هو التخوفات الشديدة من التذبذب العالي، حيث يخشى بعض الأشخاص من تعريض أموالهم للخطر، مشيرًا إلى أن المستثمر يبحث دائمًا عن أداة استثمارية تحقق له عائدًا جيدًا مع الحفاظ على أمواله.

وأكد أن المؤشر الجديد يسهم فى معالجة مخاوف المستثمرين حيث يتمتع بدرجة أمان عالية، مما يعزز من ثقة المستثمرين ويزيد من الإقبال على البورصة.

وكان أحمد الشيخ رئيس البورصة قد صرح مؤخراً لـالمالأنها تستهدف تعزيز التنوع القطاعى وسد الفجوات فى بعض المجالات التى تشهد تمثيلًا ضعيفًا نسبيًا داخل السوق.

وأضاف أن البورصة تعمل بالتوازى على تطوير بنيتها المؤسسية عبر إطلاق مؤشرات جديدة للاستثمار، حيث ارتفع عدد الصناديق التى تتبع المؤشرات من واحد فقط إلى سبعة، وقفزت أصولها بنسبة %700.

وتضم قائمة مؤشرات البورصة التى يتبعها الصناديق، عدة أنواع منها الرئيسى EGX30 ، وآخر الأكثر شمولاً EGX100، وكذلك مؤشر الشريعة EGX33 Shariah Index الذى يضم 33 شركة تتفق أنشطتها مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية، تم إطلاقه فى شهر يونيو 2024.

وألمح إلى أن 3 شركات تعمل بمجال إدارة الأصول تقدمت بطلبات لإنشاء صناديق تابعة لمؤشر EGX35-LV، مشيرًا إلى أن إطلاق مؤشر أدوات الدين واذون الخزانة يتطالب التنسيق مع البنك المركزى ووزارة المالية.

كما صرح رئيس البورصة بأن الأولويات حالياً تتمثل فى الطروحات الجديدة ذات الحجم الكبير وعلى الأخص الحكومية لما لها من أثر إيجابى كبير على السوق وزيادة حجم التعاملات ورأس المال السوقى ورفع تصنيف سوق المال المصرية داخل المؤشرات الدولية، بما يساعد على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وهو ما سيتم متابعته فى الفترة المقبلة بالتنسيق مع الجهات المعنية.

وأكد الشيخ استمرار العمل على تنفيذ المستهدفات الاستراتيجية وعلى الأخص الانتهاء من تشغيل نظام التداول الجديد وتطوير مختلف قواعد العمل فى ضوء الاحتياجات الفعلية للسوق، وتعزيز جانبى العرض والطلب وتقديم أدوات استثمارية جديدة.

 

إيهاب رشاد: خيار آمن للمستثمرين ويفتح الباب أمام الصناديق

معتز الجريتلي: يمنح تمثيلًا قطاعيًا متوازنًا ويقلل المخاطر

محمد فاروق: خطوة مهمة ونجاحه يتطلب مزيدًا من الطروحات والأسهم

نور الدين محمد: استجابة حقيقية لاحتياجات العملاء الحذرين

رامى حجازي: أداة جاذبة للمؤسسات المالية بفضل استقراره

محمد محسن: التخوفات من التذبذب العالى وخسارة الأموال أبرز التحديات