«روش» تركز على علاج الأورام ومضاعفات السكرى.. ومستمرة في التعاون مع المبادرات القومية

مصر أول دولة تحقق اعتماد منظمة الصحة العالمية للقضاء على فيروس «سى» فى المنطقة

زياد الأحول
Ad

تستهدف شركة “روش” السويسرية، خلال الفترة المقبلة، التركيز على المشاركة فى خطة الدولة الهادفة إلى التصدى للأمراض التى تشكل عبئًا صحيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، لما تمثله من تحدٍ مستمر، وفقًا لتصريحات زياد الأحول، رئيس قطاع الشؤون الحكومية والسياسات الصحية بالشركة لـ”المال”.

وأشار إلى أن الاستثمارات تشمل علاجات لأمراض الأورام مثل سرطان الثدى، إلى جانب مضاعفات مرض السكرى التى تؤثر على البصر.

وتابع: كما نحرص على تعزيز التعاون فى المبادرات القومية النوعية، مثل مبادرة دعم صحة المرأة، ومبادرة الكشف المبكر وعلاج سرطان الكبد، والاستمرار فى دعم الملفات ذات الأولوية أيضًا بالتعاون مع القطاعات المختلفة داخل المنظومة الصحية مثل الهيموفيليا والتصلب المتعدد، إيمانًا منا بأن الاستثمار فى صحة المواطن هو الاستثمار الأجدى لبناء مجتمع قادر ومنتِج.

وأضاف لـ”المال” فى الحوار الذى أجرته معه على هامش احتفالية كبرى بحضور كبار المسؤولين والشركاء الدوليين بمناسبة الاحتفاء بالتجربة المصرية فى القضاء على فيروس “سى”، فى اليوم العالمى لالتهاب الكبد.

ولفت إلى دور الشركة فى دعم المنظومة الصحية المصرية، ومشاركتها الفاعلة فى الفعالية الأخيرة، إلى جانب آليات توطين صناعة الأدوية، ودعم المبادرات الصحية الوطنية، وتطوير الكوادر البشرية، بما يرسخ مكانة مصر كدولة رائدة فى الرعاية الصحية بالمنطقة.

وقال: “نفخر فى شركة “روش” بمشاركتنا الفاعلة إلى جانب وزارة الصحة والسكان فى احتفالية اليوم العالمى لالتهاب الكبد، والتى عقدت يوم 27 يوليو 2025 بقصر محمد على، لتكون محطة جديدة تجسد حجم الإنجاز المصرى فى القضاء على فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى “سى”، وتبرز فى الوقت ذاته ريادة الدولة المصرية على المستويين الإقليمى والدولى فى هذا الملف الصحى بالغ الأهمية.”

وأضاف: “أظهرت وزارة الصحة والمنظومة الصحية بأكملها إرادة حقيقية للاستمرار فى هذا المسار، والعمل على استدامة النجاح، والتوسع فى ملف أمراض الكبد، والاستثمار فى صحة المصريين، ومن ثم نقل الخبرة التى نمتلكها فى ذلك الملف المهم إلى الدول ذات الاحتياج، وهو ما يؤكد أن التجربة المصرية أصبحت نموذجًا ملهِمًا عالميًا.”

وأوضح: “جاء تنظيم هذه الفعالية تحت شعار (نقل تجربة مصر فى مكافحة التهاب الكبد الفيروسى إلى دول العالم: الدروس المستفادة، الاستراتيجيات، والتأثير العالمي)، ليعكس هذا التوجه الطموح.”

وأشار إلى أن مشاركة “روش” تأتى فى إطار التزامها المستمر بدعم جهود الدولة المصرية، ليس فقط من خلال توفير الحلول الدوائية والتشخيصية المبتكرة، ولكن أيضًا من خلال تعزيز الشراكات التى تمكّننا جميعًا من إحداث تأثير صحى مستدام ينعكس على حياة المرضى والمجتمع بأسره.

وانتقل زياد الأحول للحديث عن الأدوية التى تركز شركة “روش” استثماراتها عليها فى الوقت الحالى، مؤكدًا أنها تصب تركيزها فى الفترة الراهنة على رفع العبء المجتمعى الناتج عن الأمراض ذات الأولوية للأسواق التى توجد بها، بما فى ذلك مصر. 

وأكد أن الشركة تركز بصفتها شريكًا رئيسيًا وداعمًا للابتكار فى مجال الرعاية الصحية، فى استثماراتها الحالية على دعم الجهود الوطنية للتصدى للأمراض التى تشكل عبئًا صحيًا واجتماعيًا واقتصاديًا على الدولة والمواطن، ومنها الأمراض غير السارية، لما تمثله من تحدٍ مستمر.

ولفت إلى أن الشركة تواصل العمل جنبًا إلى جنب مع منظومة الرعاية الصحية المصرية لتقديم حلول متطورة تعزز من جودة حياة المرضى وتخفف من الأعباء المرتبطة بالأمراض المزمنة غير السارية.

ورَدًّا على أسباب تصنيف منظمة الصحة العالمية للتجربة المصرية بـ”المثال الذى يحتذى به فى مسار القضاء على فيروس “سى”، قال الأحول: “اعتمدت التجربة المصرية من قِبل منظمة الصحة العالمية كنموذج عالمى فى القضاء على فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى “سى”، وهو إنجاز تاريخى يعكس جدية الدولة، فى يونيو 2023، صنفت المنظمة مصر كأول دولة فى العالم تحقق هذا الاعتماد، نتيجة لرؤية استراتيجية متكاملة وجهود حثيثة”.

وأضاف: “نحتفل اليوم بمرور عامين على هذا الإنجاز الذى أصبح علامة مضيئة فى مسيرة الصحة العامة بمصر، وهو ما أبرزته الفعالية من ركائز هذا النجاح، مثل إستراتيجيات التشخيص المبكر، وتوفير العلاج واسع النطاق، ونظام الرصد الوبائى المتقدم، كما برزت التجربة المصرية كنموذج ناجح للتكامل بين القطاعين العام والخاص، والتعاون مع المنظمات الصحية الدولية، ما أتاح موارد ودعماً فنياً.”

ولفت إلى أن هذا النموذج يؤكد أن الإرادة السياسية والرؤية الصحية الواضحة يمكن أن تحدث تحولًا حقيقيًا فى المؤشرات الصحية، محليًا ودوليًا، بنقل الخبرات ودعم المسار العالمى نحو القضاء على الفيروسات الكبدية.

وانتقل للحديث عن دور مشروع توطين صناعة الأدوية بين “روش” و”جيبتو فارما” فى دعم استدامة المبادرات الصحية الوطنية مثل الكشف المبكر وعلاج سرطان الكبد، مؤكدًا أن المشروع يمثل توطين صناعة الأدوية بين شركة “روش” السويسرية ومدينة الدواء المصرية “جيبتو فارما” خطوة استراتيجية محورية تسهم فى دعم استدامة المبادرات الصحية الوطنية، وعلى رأسها المبادرة الرئاسية للكشف المبكر وعلاج سرطان الكبد.

وأضاف: “كما أن هذا التعاون يمثل نموذجًا ناجحًا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، بهدف توطين إنتاج الأدوية البيولوجية المتقدمة وفقًا لأعلى المعايير العالمية، بما يعزز من جاهزية المنظومة الصحية المصرية ويسهم فى ضمان استمرارية توفير العلاج للمرضى بصورة مستدامة وبتكلفة مناسبة.”

وتابع: “يعد نقل التكنولوجيا والمعرفة من أبرز مخرجات هذه الشراكة، حيث يؤدى إلى بناء قدرات وطنية متخصصة، ورفع كفاءة الكوادر المصرية، وتمكين المصانع المحلية من تبنى تقنيات تصنيع متطورة، ما يحسن من جودة الإنتاج و يعزز من تنافسية القطاع الدوائى المصرى. كما أن هذا التوجه يحول مصر تدريجيًا من دولة مستهلكة للتكنولوجيا إلى دولة منتجة ومصدرة لها، وهو ما يفتح آفاقًا واسعة للتوسع نحو أسواق صاعدة فى أفريقيا والمنطقة.”

وأوضح: “من الناحية الاقتصادية، فإنه يعزز المشروع من مساهمة القطاع الصناعى فى الناتج المحلى الإجمالى، ويوفر فرص عمل جديدة، ويواكب أهداف الدولة فى الإصلاح الاقتصادى والتنمية المستدامة.”

أما على المستوى الصحى، فيعد توطين الأدوية البيولوجية ذات الأهمية العلاجية الكبرى، خطوة جوهرية فى تحسين إتاحة العلاجات المتقدمة للمرضى المصريين، وخاصة المصابين بأمراض مزمنة وخطيرة، مثل سرطان الكبد.

وشدد على أن المشروع ليس فقط استثمارًا فى الدواء، بل هو استثمار فى الإنسان، وفى استدامة صحة المصريين، وفى مستقبل مصر كدولة رائدة فى مجال الصناعات الدوائية والرعاية الصحية المتقدمة.

ورَدًّا على مساهمات “روش” فى تحسين جودة الرعاية الصحية وكفاءة الكوادر الطبية من خلال تطوير إمكانيات القطاع الصحى فى مصر، قال: “نحن نؤمن فى “روش” أن العمل مع المنظومة الصحية وتقديم ما تحتاجه من دعم طبقًا للرؤية المشتركة هو الضامن لاستدامة المنفعة على المريض أولاً ومن ثم على كل من يتعلق بالمنظومة الصحية كاملة، مما يتناسب مع الإستراتيجية الوطنية للصحة التى تحث على تعزيز مشاركة القطاع الخاص فى القطاع الصحى بهدف تحسين إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية وجودتها وكفاءتها.”

وأضاف: “كما قلت، تعد “روش” شريكًا استراتيجيًا فى دعم المبادرات الصحية الرئاسية المصرية، مع تركيز خاص على تعزيز التنمية البشرية وبناء القدرات فى القطاع الصحى، وتدعم الشركة برامج التعليم المستمر لأطباء وفنيى الباثولوجيا ضمن المبادرة الرئاسية لصحة المرأة، كما تساهم فى دبلومة سرطان الثدى لتوفير التعليم الطبى المستمر، وتدريب الكوادر الطبية”.

مصر أول دولة تحقق اعتماد منظمة الصحة العالمية للقضاء على فيروس «سى» فى المنطقة 

الشراكة مع «جيبتو فارما» تهدف لتوطين الصناعة وتحقيق الاستدامة فى القطاع