أسعار النفط ترتفع بعد تصريحات أمريكية حول شراء الهند للخام الروسي.. و«برنت» يسجل 66.15 دولار

دور الهند في سوق الطاقة العالمي

النفط العالمي
Ad

شهدت أسواق النفط العالمية ارتفاعاً في الأسعار يوم الاثنين، مدفوعا بتصريحات حادة من البيت الأبيض بشأن واردات الهند من النفط الروسي، في وقت يترقب فيه المستثمرون نتائج لقاء مهم بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، سعياً للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي الحرب الأوسع نطاقاً في أوروبا منذ ثمانية عقود.

ارتفاع ملحوظ في العقود الآجلة

سجّلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعاً بنسبة 0.46% أو ما يعادل 30 سنتاً ليصل السعر إلى 66.15 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 10:05 بتوقيت غرينتش. كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.61% أو 38 سنتاً لتسجل 63.18 دولاراً للبرميل.

تصريحات البيت الأبيض تربك الأسواق

أعاد المستشار التجاري في البيت الأبيض، بيتر نافارو، الجدل حول دور الهند في سوق الطاقة العالمي، مؤكداً أن مشتريات نيودلهي من الخام الروسي تمثل "مصدراً مباشراً لتمويل الحرب الروسية في أوكرانيا"، مطالباً بوقف هذه الواردات.

وأضاف نافارو أن "الهند باتت بمثابة غرفة مقاصة عالمية للنفط الروسي، إذ تعيد تصدير الخام الخاضع للعقوبات في صورة منتجات عالية القيمة، بما يدرّ على موسكو عوائد مالية بالدولار".

وقد تسببت هذه التصريحات في زيادة القلق لدى المتعاملين، ما حفّز عمليات شراء جديدة في السوق، بحسب محللين في بنك "SEB".

مخاوف من اضطراب تدفقات الطاقة

من جانبها، أوضحت بريانكا ساشديفا، كبيرة المحللين في شركة الوساطة "فيليب نوفا"، أن "حدة التصريحات الأمريكية ضد واردات الهند من الخام الروسي، إلى جانب تأجيل محادثات تجارية مرتقبة، أعادتا المخاوف بشأن كون تدفقات الطاقة ما زالت رهينة للتوترات الدبلوماسية والتجارية، حتى مع تزايد الآمال بتحقيق تقدم على صعيد السلام في أوكرانيا".

من المقرر أن يجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الأوكراني زيلينسكي مساء الاثنين في تمام الساعة 17:15 بتوقيت غرينتش، على أن يلتقي لاحقاً قادة الاتحاد الأوروبي عند الساعة 19:00 غرينتش.

وكان ترامب قد وجّه في وقت سابق رسالة مباشرة إلى كييف مفادها أن استعادة شبه جزيرة القرم أو الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي لم تعد مطروحة على الطاولة، في إشارة إلى تقارب متزايد مع الموقف الروسي بعد لقائه الأخير بالرئيس فلاديمير بوتين في ألاسكا.

يرى أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في بنك "ساكسو"، أن السوق لم يقم بعد بتسعير كامل لما يمكن أن يُعرف بـ"عائد السلام"، والذي قد يؤدي إلى ضغوط إضافية على أسعار النفط والغاز الأوروبي في حال التوصل إلى اتفاق شامل.

وأضاف أن المضاربين في الأسبوع المنتهي في 12 أغسطس سجلوا أول مراكز بيع صافية مشتركة على الإطلاق في عقود خام غرب تكساس (CME وICE)، ما يجعل الأسعار أكثر عرضة لارتفاعات مفاجئة.

ترقب سياسة الفيدرالي الأمريكي

وبعيداً عن التطورات الجيوسياسية، يترقب المستثمرون تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خلال اجتماعات "جاكسون هول" هذا الأسبوع، وسط توقعات بأن تعطي مؤشرات أوضح بشأن مسار تخفيض أسعار الفائدة الأمريكية، وهو ما قد يدعم أسواق الأسهم ويمتد تأثيره إلى أسواق السلع وعلى رأسها النفط.

ارتفاع أسعار النفط الأخير يعكس مزيجاً من الضغوط الجيوسياسية والتصريحات الأمريكية بشأن الهند وروسيا، في وقت تقف فيه الأسواق بين مفترق طرق: إما تعزيز الآمال في السلام بأوكرانيا وما يحمله من تداعيات على الطاقة، أو استمرار التصعيد الذي يبقي تدفقات الخام العالمية رهينة التوترات السياسية والتجارية.