بدأت الهيئة القومية للأنفاق، التابعة لوزارة النقل، العمل على عدة محاور بداية من العام المالى الجارى 2025 - 2026، لافتتاح أولى مراحل الخط الأول من شبكة القطارات السريعة بمرحلته الأولى من “السخنة - إلى مدينة 6 أكتوبر، بطول 390 كيلو مترا، دون تأجيل، يتبعها تشغيل المرحلتين التاليتين من القاهرة إلى الإسكندرية ثم إلى مناطق فى داخل المحافظة الأخيرة قبل نهاية العام نفسه، وفقا لمصادر مطلعة.
توفير التمويلات المطلوبة
تضم خطة العمل، إتاحة التمويلات اللازمة للشركات العاملة بالمشروع إذ وفرت بشكل مبدئى ما يقرب من 20 مليار جنيه، تصرف على دفعات للمقاولين عن المستخلصات التى تم تسليمها والأعمال تم نهوها فعليا خلال الشهور الماضية.
وأشار تقرير حكومى، إلى أن الهيئة طلبت من الشركات تكثيف أعمال الإنشاءات بمسار المشروع وتسليمها لتحالف “سيمنز- أوراسكوم- والمقاولون العرب” لبدء أعمال فرش البازلت وتركيب القضبان وأعمدة الكاتنيرى الكهربائية ليتم بعدها تنفيذ الأعمال الكهروميكانيكية.
وحسبما ذكر التقرير، بلغ إجمالى القطاعات التى تم تسليمها للتحالف حتى الآن نحو 387 كيلو فى قطاعات متنوعة من إجمالى 660 كم مسار المشروع كاملا.
ووفقا للتقرير، تشمل محاور العمل أيضا، اتفاق وزارة النقل مع شركة سيمنز الألمانية المسؤولة عن تصنيع أسطول الوحدات المتحركة، ومن المقرر بدء تسلم القطارات السريعة خلال شهر سبتمبر 2025.
القطارات السريعة قادمة قريبًا
أشار التقرير إلى أن هيئة الأنفاق، تسلمت أول قطار إقليمى تم تصنيعه فى مصانع سيمنز الألمانية منذ عدة أشهر وقد تم الانتهاء من تصنيع 14 قطارا إقليميا (ديزيرو) أخرى، وذلك من إجمالى 34 قطارا إقليميا (ديزيرو) مخصصة للخط وسيتم التسليم على مراحل قبل منتصف 2026.
كما تم الانتهاء بشكل كامل من تصنيع 5 قطارات سريعة (فيلارو) من إجمالى 15 قطارا سريعا مخصصا للخط، ومخطط وصول أول قطار فيلارو إلى مصر سبتمبر المقبل، إضافة إلى الانتهاء من تصنيع 14 جرار بضائع بشكل كامل، وسيتم شحنها لمصر خلال الفترة المقبلة.
وأشار التقرير إلى أن القطار سيساهم فى نقل المواد الخام من المناطق الصناعية للموانئ البحرية مباشرة وإلى مراكز التصنيع، ومن ثم تقليل الانبعاث الكربونية، وحماية شبكة الطرق من التدهور بسبب الشاحنات.
وعلى سبيل المثال سيوفر المشروع طريقا مباشرا من ميناء العين السخنة على البحر الأحمر، مرورًا إلى مدينة العلمين الجديدة على شاطئ البحر المتوسط فى 3 ساعات.
وأوضح أن القطار السريع تتماشى أهدافه ومهامه مع “رؤية مصر 2030” إذ تسعى الحكومة من خلاله إلى تعزيز البنية التحتية للنقل فى السوق المحلية، خاصة أن المسارات مصمصة على تشغيل 3 فئات من القطارات، لتراعى بذلك أكبر عدد من الركاب بمختلف فئاتهم الاجتماعية والاقتصادية.
وأوضح التقرير أن هيئة الأنفاق عملت على تقليل حجم الأراضى المتوقع الاستحواذ عليها لبناء الخط الأول (العين السخنة – مرسى مطروح) كما عملت على تقليل التأثيرات المحتملة على البيئة والبشر الذين يعيشون بالقرب من مسار الخط.
وكان اللواء ناصر أمين رئيس المركز الوطنى لتخطيط استخدامات أراضى الدولة التابع لمجلس الوزراء، قال فى حوار مع “المال” خلال فبراير 2024، إن الجهاز نفذ متطلبات وزارة النقل المحددة وفقا للدراسات الهندسية، بتحديد 150 مترا حرم مسار القطار الكهربائى السريع فى المناطق المفتوحة خارج كردون المدن، وبمساحة 50 مترا الفاصل بين مسار القطار والأراضى الزراعية والمناطق العمرانية، ومنع تواجد أى كيانات مستقلة داخل هذه الشريحة.
مشروع طموح
وكشف التقرير أن إجمالى تكلفة المشروع تقدر بنحو 6.407 مليار يورو، تم جمعها من عدد مصادر محلية ودولية، وشملت 318 مليون يورو قرض بنك التنمية الإسلامى، وقرضين آخرين منفصلين بإجمالى 2.260 مليار يورو، وفرتها 18 مؤسسة دولية، بضمانة وكالتى “تنمية الصادرات الإيطالية، وتنمية الصادرات الألمانية وباقى التكلفة وفرتها الحكومة لصالح الهيئة القومية للأنفاق.
ويمتد الخط من العين السخنة وحتى العلمين الجديدة، ثم محافظة مرسى مطروح بطول 660 كيلومترا، ويعد أول مسار فى شبكة القطارات السريعة التى بدأت الحكومة المصرية تنفيذها عام 2021، من خلال تحالف مكوَّن من شركات “سيمنز للنقل” الألمانية، بالتعاون مع “المقاولون العرب” و”أوراسكوم للإنشاء”، وتحتوى على 3 خطوط متكاملة بأطوال تصل إلى 2000 كيلو متر.
الموقف التنفيذى للأعمال
بخصوص الموقف التنفيذى للخط الأول البالغ طوله 660 كيلو مترا تم الانتهاء من %90 من تنفيذ أعمال الجسور و%65 من الأعمال الصناعية و%60 من الأعمال الإنشائية والكهروميكانيكية، و%40 من أعمال السكة و%20 من تنفيذ الأنظمة و%50 من نسبة تصنيع الوحدات المتحركة، وبذلك تكون نسبة التنفيذ الكلية لمشروع الخط الأول %75، وفقا للتقرير.
وأشار التقرير إلى أن مسار الخط الأول يضم عددا من الكبارى الحيوية التى يتم تنفيذها وفقًا لأعلى المعايير الهندسية العالمية، والتى تهدف لعبور القطار بشكل آمن وسلس فوق المناطق الجبلية، مثل كبارى “وادى حجول ومحور 30 يونيو والأوتوستراد ووادى النطرون”.
وذكر التقرير أنه تم تنفيذ العديد من الأعمال الصناعية الأخرى مثل الأنفاق وبرابخ للحماية من أخطار السيول على مسار القطار، وأعمل المساقى لربط مروى الأراضى الزراعية ببعضها على جانبى القطار وذلك لخدمة الكيانات والأراضى الزراعية على جانبى المسار وحماية مسار القطار السريع من أخطار السيول.
التحديات الهندسية
ووفقا للتقرير، فى رحلة الإنشاءات التى بدأت فى عام 2021، واجهت الهيئة القومية للأنفاق، عدة تحديات مرتبط مسار المشروع، تنوعت بين صخور، ومرتفعات، ومحاولة تنفيذ عملية ربط المسار بالمواقع الإنتاجية والصناعية والموانئ البحرية.
واستعانت الهيئة القومية للأنفاق، بشقيقتها “هيئة الطرق والكبارى”، لتولى عملية تنفيذ الجسر الترابى للقطار السريع، إضافة إلى الأعمال الصناعية وتشمل الكبارى والأنفاق، ومخرات السيول، من خلال شركات المقاولات المصرية.
وأسندت هيئة الطرق والكبارى الأعمال لشركات المقاولات المصرية مستعينة بأفضل المكاتب الاستشارية المحلية، بهدف منحها الفرصة الكاملة لاكتساب الخبرات، وتوسيع دائرة عملها فى السوقين المحلية والخارجية.
أعمال صناعية وحماية للخط
وأشار التقرير إلى أن من الأعمال الهندسية الكبرى التى تحسب للشركات المصرية، كوبرى خور مايو، وادى حجول، وكوبر أعلى محور 30 يونيو، وكوبرى حلوان أعلى، وآخر على طريق الأوتوستراد، ومماثل على طريق وادى النطرون العلمين.
ووفقا للتقرير يعد كوبرى خور مايو من أعلى منشآت البنية الأساسية فى مصر بارتفاع 80 مترا فوق مستوى سطح الأرض، بطول 550 كيلو مترا، وعرض 14 مترا، ليتناسب مع تضاريس المنطقة والتى تقع بين جيلين، والشركات المصرية نجحت فى إنشائه بالكامل ويجرى حاليا فرش القطبان وتركيب الأنظمة.
وشملت قائمة الأعمال الهندسية الصعبة التى تم تنفيذها بحرفية شديد كوبرى النيل جنوب حلوان أيضا، واستكماله سيكون أول جسر للقطار السريع يعبر النيل ويربط بين ضفتى النهر، بطول 2.52 كيلو متر.
وأشار إلى أن كميات القطع للكتل الصخرية، والأراضى الصلبة فى مسار المشروع وصلت إلى 95 مليون متر3، وتم تنفيذ أعمال الردم لكمية 86 مليون متر3، وأعمال نصيف الصخر والجبال لكمية 25 مليون متر3.
الأسباب الرئيسية لتنفيذ الشبكة
وفقا لبيانات اطلعت عليها “المال”، فإن الأسباب الرئيسية لتنفيذ شبكة القطار السريع بخطوطها الثلاثة، تتلخص فى 4 عوامل رئيسة: الأولى: هى أن شبكة سكك حديد مصر الحالية والتى يبلغ أطوالها أكثر من 10 آلاف كيلومتر، ليس لديها القدرة على تلبية حجم الطلب المتوقع، نتيجة الزيادة السكانية الهائلة على مدار القرن الماضى.
والعامل الثاني: معاناة مرفق السكة الحديد من نقص الصيانة اليومية وسوء صيانة العربات وتقدم البنية التحتية القائمة خلال السنوات الماضية، رغم الاهتمام الأخير الذى شهده المرفق إلا أنه غير كاف على الخروج من أزماته المتراكمة.
والسبب الثالث يتمثل فى أن عوامل التشغيل بشكل عام غير فعالة والأعطال المتكررة سواء فى الأنظمة أو الوحدات المتحركة كانت أحد الأسباب الرئيسية فى تكرار الحوادث فى السنوات الماضية.
ويكمن العامل الأخير فى أن جميع العربات الحالية والتى يتم شراؤها تعمل بالديزل، وارتفاع أسعار الطاقة على مدار السنوات المقبلة سيخلق فجوة بين إيرادات ومصروفات التشغيل.
فى الوقت ذاته، أشار التقرير إلى أن الهيئة القومية للأنفاق تستكمل فى الوقت الحالى أعمال البناء للورشة الرئيسية الصيانة والعمرات للوحدات المتحركة والتى تعمل على الخطين الأول والثانى من الشبكة.
وتقام الورشة على مساحة 587 فدانا، وتضم 39 مبني: (21 مبنى يتم تنفيذها حاليا إلى جانب 18 مساحة احتياطية للتوسعات المستقبلية) ومنها مبنى وورشة العمرة الجسيمة وأيضا ورش الفحص والفرز وأيضا مناطق انتظار القطارات وغيرها.
على صعيد متصل، أشار التقرير الى أن شبكة القطار السريع تتكون من 3 خطوط رئيسية الأول السخنة -الإسكندرية- العلمين مطروح بطول 660 كم بعدد 21 محطة وورشة رئيسية و3 ورش للعمرة الخفيفة.
والخط الثانى أكتوبر- الأقصر ـ أبوسمبل بطول 1100كم بعدد 36 محطة وورشة رئيسية و2 ورشة للعمرة الخفيفة ويعمل عليها 20 قطارا سريعا و48 قطارا إقليميا و20 جرار بضائع، والخط الثالث قنا – سفاجا - الغردقة بطول 175 كم عدد 3 محطات يعمل عليها 6 قطارات سريعة و12 قطارا إقليميا و6 جرارات بضائع، ليكون عدد القطارات على الشبكة بالكامل بطول 2000 كم 41 قطارا سريعا و94 قطارا إقليميا و41 جرار بضائع.
8 محطات لتبادل الخدمة
ووفقا للتقرير فإن الشبكة سيقام بها 8 محطات تبادلية مع وسائل نقل أخرى مثل العاصمة المركزية مع القطار الخفيف LRT ومحطات الجيزة والعامرية ومطروح وفرشوط التبادل مع السكة الحديد، و6 أكتوبر مع المونوريل، ومحطة حدائق أكتوبر تبادلية بين الخطين الأول والثانى للقطار السريع، ومحطة قنا التبادل بين الثانى والثالث للقطار السريع.
وأكد التقرير أن تنفيذ أعمال المحطات والجسور والأعمال الصناعية كبارى المسار والسيارات تم من خلال الشركات المصرية الوطنية المتخصصة، وتم تنفيذ الأعمال الكهروميكانيكية للمحطات بواسطة تحالف أوراسكوم مع المقاولون العرب والسويدى إليكتريك، وإسناد أعمال توريد الوحدات المتحركة وأعمال الأنظمة والسكك لتحالف سيمنز مع المقاولون وأوراسكوم، تحت إشراف مكتب سيسترا العالمى الاستشارى العام للمشروع.
أعمال البنية التحتية تقترب من نهايتها.. و387 كيلو متراً جاهزة للتنفيذ الفني
«سيمنز» تبدأ تسليم القطارات السريعة سبتمبر المقبل.. و20 مليار جنيه فى طريقها للمقاولين
