مسئولان: تراجع أسهم الفلبين والهند يعزز فرص مصر فى تصدير الخدمات الرقمية

يُشار إلى أن الفلبين، على سبيل المثال، كانت تستقطب شركات خدمات التعهيد لافتتاح مراكز خدمة عملاء لها فى مانيلا

عادل دانش، خبير صناعة تكنولوجيا المعلومات
Ad

قال مسئولان فى صناعة خدمات التعهيد إن مصر أمامها فرصة ذهبية لتعزيز موقعها فى تصدير الخدمات الرقمية متعددة اللغات خلال المرحلة المقبلة، تزامنًا مع تراجع أسهم الفلبين والهند على خريطة الصناعة عالميًا.

يُشار إلى أن الفلبين، على سبيل المثال، كانت تستقطب شركات خدمات التعهيد لافتتاح مراكز خدمة عملاء لها فى مانيلا، عن طريق منحها حوافز وتسهيلات ضريبية لمدة 10 سنوات، بدأت فى 2015 وانتهت مؤخرًا.

قال أحمد بهجت، الرئيس التنفيذى لشركة «VXI « لصناعة التعهيد، إن مصر مؤهلة للاستفادة من التغيرات التى تشهدها سوق خدمات «الأوت سورسينج»، تزامنًا مع التراجع النسبى لأسهم الفلبين والهند على خريطة الصناعة عالميًا، رغم تصدّرهما السوق الدولية لفترة طويلة.

وأضاف «بهجت» لـ»المال» أن هناك فرصة أمام مصر لتعزيز موقعها فى تصدير الخدمات العابرة للحدود، من خلال إستراتيجية متكاملة ترتكز على رفع كفاءة الموارد البشرية، عبر إطلاق برامج تدريب وتأهيل متكاملة، استجابة لاحتياجات الشركات العالمية، كخطوة أساسية لجذب الاستثمارات.

وأشار إلى أن السوق الأمريكية، وهى الأكبر عالميًا فى استهلاك خدمات التعهيد، بدأت تُعيد النظر فى الاعتماد الكامل على مراكز الاتصال فى الهند، بسبب تحديات تتعلق بوضوح التواصل واللكنات، مما دفع العديد من الشركات إلى التوجه للفلبين كبديل، إلا أن الطبيعة الجغرافية للأخيرة، وتعرضها للكوارث الطبيعية مثل الأعاصير، ألقت بظلالها على استمرارية الخدمة، وهو الأمر الذى دفع الشركات، خاصة الأمريكية منها، إلى البحث عن مواقع بديلة يمكنها أن تعمل كمراكز داعمة أو احتياطية.

واستبعد «بهجت» أن تكون مصر بديلًا مباشرًا للفلبين على الأجل القريب، بالنظر إلى أن قطاع التعهيد فى مانيلا يوظف أكثر من مليونى شخص، وهو رقم يتجاوز بكثير الطاقة التشغيلية الحالية لمصر، مؤكدا أن القاهرة مؤهلة تمامًا للعب دور المركز الاحتياطى فى حال تعطل العمليات فى الفلبين، وهو موقع إستراتيجى لا يقل أهمية عن كونها مركزًا أساسيًا.

وأكد أن العنصر البشرى هو العامل الحاسم فى نمو واستدامة صناعة التعهيد، معتبراً أن تطوير المهارات اللغوية والتقنية، وإعداد الكوادر وفقًا لمتطلبات السوق، هو الطريق لجعل مصر لاعبًا أكثر تنافسية فى هذا القطاع عالى النمو.

وأشار إلى أن الشركات الأمريكية هى الأقرب لتوسيع عملياتها فى مصر، نظرًا لحجم سوقها الذى يتجاوز 300 مليون نسمة، مما يتطلب جيوشًا من فرق دعم العملاء – على حد تعبيره – مشددًا على أن الولايات المتحدة تظل السوق الأهم والأكثر جاذبية لمصر فى مجال التعهيد.

فى سياق متصل، رأى «بهجت» أن الألمانية تُعد من اللغات الواعدة فى سوق خدمات التعهيد، نظرًا لقيمتها الإستراتيجية، لافتًا إلى أنها تعد الأكثر طلبا بعد الإنجليزية فى هذا القطاع.

وشدد الدكتور عادل دانش، خبير صناعة تكنولوجيا المعلومات، على أهمية تفوق مصر فى مجالات محددة، بدعم من موقعها الجغرافى المتميز، مثل تقديم خدمات الدعم الفنى وخدمة العملاء باللغة العربية لأسواق أوروبا، بالإضافة إلى الاستثمار الجاد فى رفع مهارات القوى العاملة، خاصة المهارات الرقمية واللغوية المتقدمة، والتسويق الفعّال لهذه المزايا عالميًا، واستكمال تطوير البنية التحتية التشغيلية والرقمية.

وتابع «دانش»: «إذا تمكنت مصر من تنفيذ هذه الإستراتيجيات سريعًا، فيمكنها، ليس فقط المنافسة، بل أن تصبح الوجهة الأولى فى منطقتها، والرائدة عالميًا فى الخدمات الرقمية متعددة اللغات».