سجلت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا، اليوم الثلاثاء، بدعم من تمديد الولايات المتحدة والصين لهدنة الرسوم الجمركية، ما عزز التوقعات بانفراجة العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم وأبعد المخاوف من تراجع الطلب على الوقود، وفقا لتقرير وكالة رويترز.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 14 سنتًا أو 0.2% لتسجل 66.77 دولار للبرميل، بينما زادت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 8 سنتات أو 0.1% إلى 64.04 دولار. وجاءت هذه المكاسب بعد قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تمديد الهدنة الجمركية مع الصين حتى 10 نوفمبر، لتفادي فرض رسوم ثلاثية الرقم على السلع الصينية مع اقتراب موسم التسوق الحيوي لنهاية العام في الولايات المتحدة.
وأثار التمديد آمالًا في التوصل إلى اتفاق تجاري شامل، وتجنب مواجهة شبه حصار تجاري بين البلدين، في وقت يخشى فيه المستثمرون من أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى إبطاء النمو الاقتصادي العالمي، ومن ثم كبح الطلب على النفط.
وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي الأسواق في شركة فيليب نوفا للوساطة، إن مكاسب النفط حظيت أيضًا بدعم من مؤشرات على ضعف سوق العمل الأمريكي، ما عزز توقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر. وأضافت أن بيانات التضخم الأمريكية المرتقبة لاحقًا اليوم ستؤثر بدورها على مسار السياسة النقدية، مشيرة إلى أن خفض الفائدة غالبًا ما يحفز النشاط الاقتصادي ويعزز الطلب على الطاقة.
وفي سياق آخر، يترقب المتعاملون القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والمقررة يوم الجمعة المقبل في ألاسكا، لبحث إنهاء الحرب في أوكرانيا. ووفق ساشديفا، فإن "المسار الدبلوماسي الأمريكي-الروسي بشأن الصراع الأوكراني يظل عاملًا غامضًا، إذ يراقب التجار أي تطورات جيوسياسية قد تعطل طرق الإمداد أو تؤثر على أنظمة العقوبات".
وتأتي هذه المباحثات في ظل ضغوط أمريكية متزايدة على روسيا، مع التهديد بفرض عقوبات أشد على المشترين الرئيسيين للنفط الروسي، مثل الصين والهند، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام. وأوضح دانييل هاينز، كبير محللي السلع في إيه إن زد، أن أي اتفاق سلام بين موسكو وكييف من شأنه إنهاء خطر تعطل الإمدادات الروسية الذي ظل يهيمن على السوق منذ اندلاع النزاع.
وكان ترامب قد منح موسكو مهلة حتى الجمعة الماضية للتوصل إلى اتفاق سلام، وإلا ستواجه الدول التي تشتري النفط الروسي عقوبات ثانوية، كما حث الهند على تقليص وارداتها من الخام الروسي، وضغط على بكين لوقف الشراء، ملوحًا بفرض رسوم ثانوية على الصين نفسها. إلا أن احتمالات تنفيذ هذه العقوبات تراجعت مع اقتراب موعد القمة المقررة في 15 أغسطس، ما أضفى مزيدًا من الهدوء على أسواق الطاقة.
