ما بين دول أوروبية وأسيوية يواجه التطبيق الصينى صعوبات استمرار تقديم خدماته تحت مبررات ساقتها وقدمتها سلطات هذه الدول تندرج جميعا تحت «الأمن القومى”.
فالحالة الأشهر لغلق تيك توك كانت مطلع هذا العام، ففى يوم 18 يناير الماضى، كان مستخدمو «تيك توك» فى أمريكا البالغ عددهم 170 مليونًا على موعد مع صدمة قاسية عندما أصبح تطبيق مشاركة الفيديو الشهير غير متاح بسبب قانون أقره أغلبية الكونجرس.
وأوقف التطبيق خدماته طواعيةً عن مستخدميه قبل حظره بساعتين، وتلقى المستخدمون فى الولايات المتحدة رسالةً بعنوان: “عذرًا، تيك توك غير متاح حاليًا”، ولم يعد التطبيق متاحًا على متجرى آبل وجوجل بلاى.
ولكن مع تنصيب الرئيس دونالد ترامب فى 20 يناير الماضى، أصدر أمرًا تنفيذيًا يؤجل تنفيذ حظر التطبيق لمدة 75 يومًا، وتمـّدد هذا التأجيل مرتين إضافيتين بزيادات وصلت إلى 90 يومًا، ما أبقى تيك توك متاحًا فعليًا رغم أن الحظر ما زال ساريًا قانونًا.
وتم حظر تيك توك فى الولايات المتحدة بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومى، خصوصًا مع ملكيته لشركة صينية (ByteDance)، مما أثار عدة تساؤلات بشأن إمكانية وصول الحكومة الصينية إلى بيانات المستخدمين الأمريكيين، أو استخدام التطبيق للتأثير على الرأى العام هناك.
وأشارت السلطات الأمريكية إلى أن التطبيق، بارتباطه بشركة صينية خاضعة لقوانين الأمن القومى فى بكين، يشكّل بوابة محتملة لتسريب بيانات المستخدمين إلى الحكومة الصينية، بما يشمل تتبع المواقع، وسجل التصفح، والأنماط النفسية للتفاعل مع المحتوى.
وقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى، كريستوفر راى، أمام الكونجرس أن التهديد لا يقتصر على التجسس، بل يمتد إلى التأثير السلوكى والتعبوى على الرأى العام الأميركى.
ولم تكن مخاوف واشنطن من تيك توك وراء حجبها أو بيعها لمساهمين من أمريكا، بل لجأت بعض الدول لاتخاذ مثل هذا القرار بمبررات تتعلق بقضايا الأمن القومى، والخصوصية وتأثير التطبيق على المجتمع.
الهند
تعتبر الهند من أوائل الدول التى فرضت حظرًا شاملاً على “تيك توك”، ففى عام 2020، وبعد اشتباكات حدودية مع القوات الصينية، حظرت الحكومة الهندية التطبيق، و58 آخر، مشيرة إلى مخاوف تتعلق بالسيادة والأمن القومى.
أفغانستان
حظرت حكومة طالبان التطبيق فى عام 2022، بحجة حماية الشباب من “التضليل” وأن محتواه “لا يتوافق مع القوانين الإسلامية”.
باكستان
فرضت السلطات الباكستانية حظرًا مؤقتًا على التطبيق عدة مرات منذ عام 2020، بسبب ما وصفته بـ”المحتوى غير الأخلاقى”.
دول الاتحاد الأوروبي
اتخذت عدة دول أوروبية إجراءات مماثلة، حيث حظرت كل من المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبى ومجلس الاتحاد الأوروبى التطبيق على أجهزة الموظفين الرسميين، بسبب مخاوف تتعلق بالأمن السيبرانى، كما اتخذت دولًا مثل بلجيكا والدنمارك وفرنسا خطوات مماثلة لتقييد أو حظر التطبيق على الأجهزة الحكومية.
كندا وأستراليا ونيوزيلندا
قامت دول كندا وأستراليا ونيوزيلندا بحظر التطبيق على الأجهزة الحكومية، مشيرة إلى مخاطر محتملة على الأمن والخصوصية، خاصة فيما يتعلق بجمع البيانات.
أوزبكستان
حظرت التطبيق فى عام 2021 لعدم امتثاله لقوانين حماية البيانات الشخصية فى البلاد.
وجاءت قرارات حظر “تيك توك” فى مختلف أنحاء العالم بسبب تزايد القلق العالمى حول قضايا الخصوصية، والأمن السيبرانى، وتأثير منصات التواصل الاجتماعى على الأمن القومى، فى حين تدافع شركة “تيك توك” عن موقفها وتنفى مشاركة أى بيانات مع الحكومة الصينية.
كتب ـ أحمد فهمي:
