أكد اتحاد شركات التأمين المصرية، في نشرته رقم 389، أن التحولات المتسارعة التي يقودها الذكاء الاصطناعي تفرض على سوق العمل واقعًا جديدًا يتطلب من الأفراد والمؤسسات والحكومات الاستثمار في تنمية المهارات المستقبلية، بما يضمن التكيف مع التغيرات الجذرية في طبيعة الوظائف.
وأوضح الاتحاد أن المهارات المطلوبة في المستقبل تنقسم إلى شقين رئيسيين: المهارات التقنية، التي تشمل البرمجة وخاصة لغات مثل Python، وتحليل البيانات الضخمة، وفهم تقنيات تعلم الآلة والتعلم العميق، واستخدام وتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلى جانب الأمن السيبراني، وتصميم وتشغيل الأنظمة الروبوتية أما المهارات الشخصية، فتتضمن التفكير النقدي وحل المشكلات المعقدة، والإبداع والابتكار، والقدرة على التعلم المستمر والتكيف، والذكاء العاطفي، والتواصل والتعاون، إضافة إلى مهارات القيادة في بيئات العمل المتغيرة.
وشدد الاتحاد على أن إعادة التأهيل المهني (Reskilling) والتدريب المستمر (Upskilling) أصبحا ضرورة لا خيارًا، داعيًا إلى تنفيذ برامج تدريبية شاملة تمكّن القوى العاملة من اكتساب مهارات جديدة أو تحويل مساراتها المهنية وفق متطلبات سوق العمل، بما يحافظ على القدرة التنافسية في عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
وأشار الاتحاد إلى أن الذكاء الاصطناعي يطرح تحديات عديدة، منها البطالة التكنولوجية الناجمة عن أتمتة المهام البشرية، واتساع فجوة المهارات بين ما يمتلكه العاملون وما يتطلبه السوق، إضافة إلى قضايا العدالة الاجتماعية والتحيز في الخوارزميات، ومخاطر الأمن السيبراني وأخلاقيات استخدام الأنظمة الذكية وفي المقابل، يتيح فرصًا لزيادة الإنتاجية والكفاءة، وابتكار وظائف جديدة، وتحسين جودة الحياة، ودفع الابتكار والنمو الاقتصادي.
ولفت الاتحاد إلى تقارير ودراسات عالمية تؤكد حجم التحولات المرتقبة، إذ يشير صندوق النقد الدولي إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على 40% من الوظائف عالميًا، وترتفع النسبة إلى 60% في الاقتصادات المتقدمة، بينما يتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أن يسفر التحول الهيكلي عن خلق 170 مليون وظيفة جديدة مقابل فقدان 92 مليون وظيفة بحلول 2025، محققًا نموًا صافياً قدره 78 مليون وظيفة كما توقع تقرير "جولدمان ساكس" أن يحل الذكاء الاصطناعي محل ما يصل إلى 300 مليون وظيفة بدوام كامل، فيما حذرت دراسات ماكينزي ومايكروسوفت من تعرض وظائف اللغة وخدمة العملاء بشكل خاص للاستبدال.
وأكد الاتحاد على أن المستقبل المهني في ظل الذكاء الاصطناعي سيعتمد على قدرة الأفراد والمؤسسات على الجمع بين قوة التقنيات الحديثة وقيمة المهارات الإنسانية، لضمان سوق عمل أكثر مرونة وابتكارًا واستدامة.
