وجه بتسلئيل سموتريتش وزير المالية الاسرائيلي، نداء إلي آلاف الاسرائيليين بعد المظاهرات الضخمة التي قاموا بها امس السبت في تل ابيب امام مقر وزارة الدفاع تنديدًا ورفضَا لاحتلال غزة، والسعي لوقف الحرب والافراج عن الاسري واستعادة جثث القتلي بعد هجوم حماس في 7 اكتوبر 2023.
وقال سموتريتش في بيان نشرته هيئة البث الاسرائيلية: المواطنون الإسرائيليون، خلال 22 شهرا من الحرب دفعنا أثمانا باهظة، لكننا حققنا، بفضل الله، إنجازات عظيمة في جميع جبهات القتال، حزب الله، سوريا، إيران وأعداء آخرون هددونا لسنوات وخططوا لهجوم ضخم، هزموا، وفي غزة ألحقنا بحماس ضربات قاسية وقضينا على معظم قيادتها وجزء مهم من بنيتها التحتية الإرهابية.
أضاف: لكن المهمة لم تكتمل بعد، وأهداف الحرب لم تتحقق بالكامل. في الأسابيع الأخيرة عملت بكثافة مع رئيس الحكومة على خطوة دراماتيكية لتحقيق النصر في غزة، دمج بين حسم عسكري سريع وخطوة سياسية فورية تفرض ثمنا مؤلما على حماس، وتدمر قدراتها العسكرية والمدنية، وتضع عليها ضغطا غير مسبوق للإفراج عن المحتجزين وترفع معنويات شعب إسرائيل.
تابع: لأسابيع، ظهر أن رئيس الحكومة يدعم الخطة المحددة تدمير حماس، وناقش معي تفاصيلها وأوحى لي بأنه يسعى للحسم، وأنه ينوي هذه المرة المضي حتى النهاية، لكن للأسف تراجع عن ذلك.
قال سموتريتش: رئيس الحكومة والكابينت خضعوا للضعف، وسمحوا للعاطفة بأن تغلب العقل، وقرروا مجددا القيام بالمزيد من نفس الشيء، والخروج بخطوة عسكرية هدفها ليس الحسم، بل فقط ممارسة الضغط على حماس لجلبها إلى صفقة محتجزين جزئية.
أضاف: مع تصريح واضح أنه إذا وافقت حماس على الصفقة فسوف نوافق نحن أيضا على التوقف مجددا، والتراجع مجددا، وإتاحة الفرصة لها لإعادة بناء قوتها، والتسلح مجددا، وهكذا دواليك.
تابع: بهذه الطريقة لا يحسم الأمر، ولا يستعاد الاسري، ولا نكسب الحرب، حين تكون المفاوضات هدفا قائما، سيظل الجيش يراوح مكانه ويعمل بنصف قوة، والأسوأ من ذلك، أنه واضح أنه إذا أبقينا لحماس خيار وقف مؤقت، فكلما شعرت أنها على وشك الانهيار ستطلب توقفا لالتقاط الأنفاس وتوافق على صفقة مؤقتة، فتتوقف الحرب مجددا، وينسحب الجنود مجددا، ويضيع ما فعلوه هباء، وتتكرر الدورة.
أكد سموتريتش، أنه في النهاية، إرسال عشرات الآلاف من الجنود للمناورة في مدينة غزة وتعريض حياتهم للخطر، ودفع أثمان سياسية ودولية باهظة فقط من أجل ممارسة ضغط على حماس للإفراج عن محتجزين، ثم التراجع بعدها، هو حماقة غير أخلاقية وغير منطقية.
وقال وزير المالية الاسرائيلي: للأسف، ولأول مرة منذ بداية الحرب، أشعر أنني ببساطة لا أستطيع أن أقف خلف هذا القرار وأدعمه، وضميري لا يسمح بذلك، مضيفَا حتى الآن، دعمت قرارات لم أحبها كثيرا لأجل أهمية الوحدة، ووقفت خلف خطوات رأيتها أقل صوابا برأيي، وبقيت في الحكومة رغم قرارات مروعة أطلقت سراح قتلة مطلخة أيدهم بالدماء، وتراجعات مؤلمة عن أراض احتلت بدماء جنودنا، طالما كنت أقدر أننا نسعى للحسم والنصر.
لكنني فقدت الثقة بأن رئيس الحكومة قادر ويريد قيادة خطوة نحو ذلك، فالحرب لكي تنتصر حتى النهاية، نعم حتى لو كان هناك ثمن باهظ، لكن خطوة جزئية هدفها فقط إعادة حماس إلى غرفة المفاوضات، في إذلال ورضوخ للإرهاب، فهذا لا وألف لا.
ووجه سموتريتش حديثه إلي نتنياهو قائلا: رئيس الحكومة، لم يفت الأوان بعد لتتراجع، اجمع الكابينت مجددا، وأعلن بشكل لا يقبل التأويل أنه لن تكون هناك توقفات في المنتصف، ولن تكون هناك صفقة جزئية.
وقال: رئيس الحكومة عليك أن تعلن أن هذه المرة سنتجه إلى خطوة حاسمة وواضحة من الحسم والنصر، تنتهي إما باستسلام كامل لحماس وإعادة جميع المحتجزين دفعة واحدة، أو حسمها وتدميرها الكامل، وضم أجزاء كبيرة من قطاع غزة وفتح أبوابها للهجرة الطوعية، فقط هكذا سننتصر.
