حصل قسم المسابك في شركة سامسونج للإلكترونيات على عقد توريد رئيسي لشرائح الذكاء الاصطناعي بقيمة 16.6 مليار دولار أمريكي مع شركة تسلا، كما منحت شراكة جديدة مع آبل، والتي قررت استخدام مستشعرات سامسونج في أجهزتها، وحدة نظم LSI المسؤولة عن تصميم الشرائح، فرصة لساموسنج للعودة إلى الواجهة فيما يتعلق بالرقائق الإلكترونية وهو ما يمثل دفعة قوية لقسم عانى طويلاً من الخسائر.
تجدر الإشارة إلى أن حصة شركة سامسونج في سوق ذاكرة النطاق الترددي العالي (HBM) انخفضت إلى 17% في الربع الثاني من 2025، مقارنة بـ41% في نفس الفترة من العام الماضي، وفقًا لبيانات Counterpoint Research.
ونتيجة لهذا التراجع، فقدت سامسونج موقعها التاريخي كأكبر بائع للذاكرة عالميًا لصالح SK hynix، مما دفعها إلى إعادة تقييم استراتيجيتها الدفاعية. ووفقًا لمصادر داخل الشركة، فإن سامسونج تخطط الآن للرد بقوة من خلال سلاح جديد وهو التسعير التنافسي واستثمار هجومي في HBM3E.
خلال مؤتمر نتائجها المالية للربع الثاني، أعلنت سامسونج نيتها توسيع إمدادات HBM3E، وهو الجيل الخامس من ذواكر HBM، مع التأكيد على تخفيضات في الأسعار لدعم التوسع.
وقال كيم جاي جون، نائب رئيس وحدة أعمال الذاكرة بالشركة:
"نهدف إلى تطبيع أعمالنا في HBM، ونخطط لزيادة مبيعات HBM3E بشكل ملحوظ في النصف الثاني مقارنة بالنصف الأول. ومع ذلك، فإن فائض العرض قد يؤدي إلى ضغوط على الأسعار في المدى القصير."
ورغم أنها تورد HBM3E حاليًا إلى شركات مثل AMD وBroadcom، لم تتمكن سامسونج بعد من دخول سلسلة توريد Nvidia، التي تعتمد بشكل أساسي على SK hynix، والتي بدأت توريد HBM3E لها منذ مارس 2024، محققة بذلك أرقام أرباح قياسية.
وتُخطط سامسونج للتركيز على زيادة الحصة السوقية حتى على حساب هوامش الربح، عبر تقديم أسعار تنافسية لاختراق سلسلة توريد إنفيديا
وقال كيم: "نظرًا للإمكانات الهائلة لنمو الطلب على ذواكر HBM المدفوعة بتطورات الذكاء الاصطناعي، سنواصل السعي لتأمين هذا الطلب الاستراتيجي."
ويُعلق المحلل هان دونغ هي من شركة SK للأوراق المالية:
"من المؤكد أن دخول منافس جديد سيغير قواعد اللعبة. من الصعب تصور زيادة SK hynix لحصتها السوقية أكثر من ذلك، ما يفتح المجال أمام سامسونج."
في قمة ذاكرة الفلاش 2025، كشفت سامسونج النقاب عن الجيل الجديد HBM4، المعتمد على عقدة تصنيع 10 نانومتر من الجيل السادس، وهو جيل متقدم مقارنة بمنافسيها.
رغم أن SK hynix كانت السباقة في تزويد Nvidia بعينات من HBM4، فإن سامسونج تراهن على تفوق الأداء والتكامل التكنولوجي.
وتسعى سامسونج لتعزيز مكانتها عبر تقديم "حل متكامل"، يجمع بين الذاكرة وتصنيع الشرائح، وهو أمر تفتقر إليه SK hynix، التي تعتمد على TSMC في تصنيع مكونات HBM4 المعقدة.
وأوضح هان جين-مان، رئيس وحدة أعمال المسبك في سامسونج:
"نحن الشركة الوحيدة في العالم التي تُنتج كلًا من رقائق الذاكرة والشرائح، لم نُوظف هذه القوة بعد بالكامل، لكننا نخطط لتكامل أكبر بين القطاعين."
ويرى مراقبون أن عقد سامسونج الأخير مع تسلا قد يشكل نقطة انطلاق لتعزيز قطاع الذاكرة، نظرًا لأن شرائح الذكاء الاصطناعي AI6 التي ستُستخدم في السيارات ذاتية القيادة والروبوتات والحواسيب العملاقة، تعتمد على ذاكرة عالية الأداء. ومع توسع التعاون مع تيسلا، واقتراب سامسونج من دخول سلسلة توريد Nvidia، تبرز مؤشرات على تعافٍ محتمل في أرباح وحدة الذاكرة في وقت أقرب من المتوقع.