أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم ، بتحدٍّ أن مواطنيه "لن يتنازلوا عن أراضيهم للمحتلين"، وذلك بعد أن أشار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى أن أي اتفاق سلام سيشمل "تبادلاً" للأراضي مع روسيا، بحسب شبكة "سي إن بي سي".
وقال "زيلينسكي" - في رسالة على تيليجرام صباح اليوم: "إن حلّ مسألة الأراضي الأوكرانية واردٌ بالفعل في دستور أوكرانيا. لا أحد سيُحيد عنه، ولا يستطيع أحدٌ ذلك. لن يتنازل الأوكرانيون عن أراضيهم للمحتل".
وجاءت تعليقاته بعد أن أعلن ترامب على منصة "تروث سوشيال" عن موعد اجتماع طال انتظاره مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة المقبل في ألاسكا.
ولا تزال تفاصيل الاجتماع وترتيباته غير واضحة، بما في ذلك مشاركة "زيلينسكي".
ولم يذكر ترامب الرئيس الأوكراني في منشوره الذي أعلن فيه عن الاجتماع مع بوتين.
وأشار ترامب في البيت الأبيض أمس إلى وجود محادثات حول إمكانية "تبادل" روسيا وأوكرانيا للأراضي كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف: "سيكون هناك تبادل للأراضي لتحسين وضع كليهما... وسنتحدث عن ذلك لاحقًا أو غدًا، أو أيًا كان".
كما صرّح مسئول في البيت الأبيض أمس بأن الروس قدموا قائمة مطالب لوقف إطلاق نار محتمل في الحرب في أوكرانيا، وأن الولايات المتحدة تسعى للحصول على موافقة الأوكرانيين والحلفاء الأوروبيين.
لكن في رسالته اليوم، قال "زيلينسكي" إن أي قرار يُتخذ دون موافقة أوكرانيا هو "قرارات ضد السلام"، مضيفًا: "لن يُحققوا شيئًا".
ولم يُعلّق البيت الأبيض على رسالة "زيلينسكي" حتى صباح اليوم.
وكانت مطالب روسيا قد تضمنت سابقًا تنازل أوكرانيا عن جميع الأراضي التي يدّعي بوتين ضمها وقبول الحياد الدائم، مع منع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويُطالب بوتين بأربع مناطق أوكرانية - لوجانسك، ودونيتسك، وزابوريزهيا، وخيرسون - بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود، والتي ضمها عام ٢٠١٤. لا تُسيطر القوات الروسية بشكل كامل على جميع أراضي كل منطقة.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت إشارة ترامب إلى "مبادلة" الأراضي تعني تنازلًا رسميًا عن الأراضي أم انسحابًا من المناطق الخاضعة حاليًا لسيطرة كل جانب.
ولطالما صرّح زيلينسكي والمسئولون الأوكرانيون بأنهم لن يتنازلوا عن أي أرض ضمتها روسيا بشكل غير قانوني، كما أصرت أوكرانيا على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن "ضمانات أمنية" من حلفائها حتى لا تتمكن موسكو من شن عدوان مستقبلي.
وسيكون الاجتماع في ألاسكا أول لقاء بين ترامب وبوتين منذ غزو أوكرانيا، وهو الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ويأتي بعد تذبذب العلاقة بين الزعيمين.
وفي ولاية ترامب الأولى، وصف الرئيس بوتين بأنه قائد قوي وذكي وقال إنه "كان على وفاق كبير" معه.
لكن بعد وعده بحل النزاع خلال 24 ساعة خلال حملته الرئاسية، مدد ترامب هذا الموعد النهائي، وأعرب عن إحباطه من عدم رغبة الرئيس الروسي الواضحة في إنهاء الحرب.
وهدد "ترامب" بفرض عقوبات ورسوم جمركية جديدة ابتداءً من أمس على موسكو والدول التي تشتري صادراتها ما لم يوافق بوتين على إنهاء النزاع. ولم يتضح بحلول صباح اليوم ما إذا كانت هذه العقوبات ستدخل حيز التنفيذ أم ستؤجل أو تُلغى.
ولم تدفع إنذارات ترامب الكرملين إلى أي تحرك في حربه في أوكرانيا حتى الآن، باستثناء عقد اجتماع مع الرئيس.
وعلى الرغم من أن موافقة ترامب على الاجتماع أوحت بفرصة للتقدم، إلا أنه من غير المؤكد تحقيق أي شيء ملموس، وفقًا لما صرح به بيتر واتكينز، الزميل المشارك في تشاتام هاوس، وهو مركز أبحاث مقره لندن، لشبكة إن بي سي نيوز اليوم.
وقال: "القضايا الأساسية لم تتغير. بالنسبة لروسيا، الأمر لا يتعلق فقط بالأرض، بل يتعلق بالسيطرة على أوكرانيا ككل".
كما أشار إلى أن ترامب قد يرغب على الأرجح في مغادرة القمة بنتيجة إيجابية، لكن النتيجة قد تكون مجرد "خطوة أخرى" في عملية مطولة بدلاً من اتفاق حاسم.
ولم تُسهم وعود المحادثات بين ترامب وبوتين في تهدئة العنف على الأرض منذ إعلانهما.
وكانت آخر مرة استضافت فيها ألاسكا تجمعًا دبلوماسيًا ذا أهمية بالغة في مارس 2021، عندما التقى كبار المسئولين من إدارة الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن بكبار المسئولين الصينيين في أنكوريج.
على الأرض، يتقدم جيش الكرملين الأكبر ببطء في عمق أوكرانيا بتكلفة باهظة من حيث القوات، بينما يقصف المدن الأوكرانية بلا هوادة.
وأعلن مكتب المدعي العام في المنطقة اليوم أن ضربات جوية روسية بطائرات بدون طيار أصابت حافلة صغيرة في إحدى ضواحي خيرسون خلال الليل، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين.
وأعلنت قيادة القوات الجوية الأوكرانية اليوم أن روسيا شنت 47 ضربة بطائرات بدون طيار خلال الليل في مناطق أوكرانية متعددة، 31 منها وصلت إلى اليابسة.