«آي صاغة»: أسعار الذهب تواصل الارتفاع محليًا وعالميًا وسط تصاعد التوترات التجارية وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية

يرى مراقبون أن مسار الذهب في المرحلة المقبلة سيكون مرهونًا بعدة عوامل، أبرزها قرارات الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة، وتطورات الحرب التجارية، وأداء الدولار، إلى جانب التحركات المتزايدة من قبل

الذهب
Ad

سجلت أسعار الذهب اليوم في مصر ارتفاعا بسوق الصاغة وفي الأسواق العالمية الخميس ارتفاعًا ملحوظًا في كل من السوقين المحلية والعالمية، مدفوعة بمزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية التي تدعم شهية المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الذهب، و يأتي هذا الصعود في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية، وعودة المخاوف من الدخول في ركود اقتصادي عالمي، إلى جانب تزايد الرهانات على قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة اجتماعه المرتقب.

 

أسعار الذهب في مصر اليوم الخميس 7-8-2025

 

وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات ، إن سعر جرام الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا في السوق المحلية – ارتفع بنحو 15 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، ليصل إلى 4600 جنيه مقارنة مع 4585 جنيهًا أمس ، وسجّل سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5257 جنيهًا، وعيار 18 نحو 3943 جنيهًا، وعيار 14 حوالي 3067 جنيهًا، بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند مستوى 36800 جنيه.
 
أما على الصعيد العالمي، فقد صعدت أوقية الذهب بنحو 7 دولارات لتسجل مستوى 3378 دولارًا، مدفوعة بتراجع الدولار الأمريكي وتزايد المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية.

 

الرسوم الجمركية الأمريكية تُشعل الحرب التجارية وتُعزز الطلب على الذهب

 

وتتلقى أسعار الذهب العالمية دعمًا إضافيًا من تصاعد الحرب التجارية، بعدما دخلت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيز التنفيذ، وتشمل هذه الرسوم عشرات الدول، مع زيادات تتراوح بين 10 و50%، إضافة إلى فرض رسوم بنسبة 100% على واردات أشباه الموصلات التي لم يتم تصنيعها داخل الولايات المتحدة.

 

توقعات قوية بخفض أسعار الفائدة الأمريكية تعزز مكاسب الذهب

 

 وفقًا لأداة " CME FedWatch " ارتفعت احتمالات خفض أسعار الفائدة في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقبل في سبتمبر إلى 93%، مقارنة بـ48% فقط خلال الأسبوع الماضي، في إشارة واضحة إلى تزايد القناعة في الأسواق بأن الفيدرالي سيضطر إلى التيسير النقدي استجابة للبيانات الاقتصادية الضعيفة.

 وجاءت هذه التوقعات مدعومة بتصريحات لعدد من كبار مسئولي الفيدرالي، من بينهم نيل كاشكاري (رئيس فرع البنك في مينيابوليس)، وماري دالي (رئيسة فرع سان فرانسيسكو)، وليزا كوك (عضوة مجلس المحافظين)، حيث أبدوا دعمهم لفكرة خفض الفائدة استجابة لتباطؤ سوق العمل وضعف المؤشرات الاقتصادية.

 كما جاءت هذه التصريحات لتؤكد اتجاهًا أكثر مرونة في السياسة النقدية الأمريكية، مما يعزز من جاذبية الذهب كأصل استثماري خلال المرحلة المقبلة.

 

الصين تواصل دعم احتياطاتها من الذهب للشهر التاسع على التوالي

 

في سياق موازٍ، أعلن بنك الشعب الصيني عن زيادة احتياطياته من الذهب خلال شهر يوليو الماضى، لتسجل بذلك الصين الشهر التاسع على التوالي من عمليات الشراء، ووفقًا للبيانات الرسمية، ارتفعت الاحتياطيات إلى 73.96 مليون أوقية (أونصة) بقيمة 243.99 مليار دولار، مقارنة مع 73.90 مليون أوقية و242.93 مليار دولار في يونيو الماضي.

وتشير هذه البيانات إلى استمرار الصين في تنفيذ إستراتيجيتها طويلة الأجل لتنويع احتياطاتها النقدية بعيدًا عن الدولار الأمريكي، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة مع الغرب، ووفقًا لوكالة "بلومبرج"، أضافت الصين أكثر من 180 طنًا من الذهب إلى احتياطاتها منذ نوفمبر 2022، في خطوة تعكس توجهًا واضحًا نحو الأصول الصلبة.

 

توقعات مستقبلية: هل يقترب الذهب من ذروة تاريخية جديدة؟

 وبحسب توقعات محللي بنك NAB الأسترالي، فإن الاتجاه الصعودي لأسعار الذهب قد يستمر حتى عام 2026، وسط توقعات بتباطؤ الاقتصاد العالمي وتزايد السياسات التيسيرية من البنوك المركزية. وقدّر البنك أن يبلغ متوسط سعر الأوقية 3220 دولارًا خلال عام 2025، قبل أن يصل إلى 3475 دولارًا في عام 2026، في ظل استمرار التوجهات نحو الاستثمار في الأصول الآمنة.

 وتدعم هذه التوقعات العديد من المؤشرات، وعلى رأسها تباطؤ النمو في الاقتصادات الكبرى، واستمرار التوترات الجيوسياسية، وتزايد إقبال البنوك المركزية – خاصة في آسيا – على زيادة احتياطاتها من الذهب.

 ويرى مراقبون أن مسار الذهب في المرحلة المقبلة سيكون مرهونًا بعدة عوامل، أبرزها قرارات الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة، وتطورات الحرب التجارية، وأداء الدولار، إلى جانب التحركات المتزايدة من قبل البنوك المركزية، وعلى رأسها الصين، ومع تزايد الضبابية في الأسواق، يبقى الذهب الخيار المفضل لكثير من المستثمرين، سواء كأداة للتحوط أو كمخزن للقيمة.