تستعد شركة رواد الهندسة الحديثة للتوسع بقوة فى الأسواق الخارجية وتحديدًا فى القارة الأوروبية، تزامنًا مع مواصلة اقتناص مزيد من الأعمال المميزة محليًا.
وقال المهندس محمد محلب، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذى للشركة، إنها تسعى للوصول بإجمالى تعاقداتها الخارجية فى أفريقيا والخليج إلى نحو مليار دولار.
وأضاف أن نحو %35 من حجم أعمال الشركة يتم تنفيذه حاليًا خارج مصر، فى مجالات البنية التحتية والمشروعات الكبرى، موضحًا أن سياستها تعتمد على دخول الدول بأعمال مقاولات لتكون بداية سلسلة مشروعات متنوعة.
وأشار إلى أن شركة رواد الهندسة الحديثة تستهدف الوصول خلال 5 سنوات بحجم أعمال خارجية تصل إلى %75، من إجمالى المحفظة التى تعمل عليها، وذلك للاستفادة من الزخم اللافت الذى تشهده أعمال المقاولات فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وكذلك أوروبا.
وتأسست شركة رواد الهندسة الحديثة فى مصر عام 1998، وبدأت أولى خطواتها نحو التوسع الخارجى فى عام 2006 بدولة الجزائر، قبل أن تواصل انتشارها فى عدد من الأسواق الإقليمية، ملتزمة بمعايير التنفيذ العالمية، وأبرزها ليبيا فى عام 2020 وساحل العاج وجزر القمر عام 2021، والسعودية فى عام 2022، واليونان فى عام 2025.
تصدير المقاولات
ذكر محلب، أن البنوك بدأت فى منح خطابات ضمان دولية لصالح شركات المقاولات وهو ما سيكون له مرودود إيجابى فى تسريع وتيرة العمل، حيث يوجد 70 جهة تمويلية فى مصر تدعم الشركات خلال الفترة الحالية.
وأكد أن تصدير المقاولات قادرًا على جذب أكثر من 100 مليار دولار ولكن يحتاج إلى المزيد من الدعم ليحقق النتائج المرجوة.
وبين أن «رواد» تعمل فى العديد من الأسواق الواعدة ومنها الجزائر كبداية لرحلة التوسعات، ثم كوت ديفوار، وجزر القمر، والإمارات، والعراق، واليونان، والسعودية، بهدف زيادة محفظة تعاقداتها على المستويين المحلى والإقليمي.
وشدد على أن الشركة مهتمة بقوة بالمنافسة على مشروعات النقل فى السوق المصرية، وتقدمت للحصول على تنفيذ مشروع خط «طنطا – دمياط» بتكلفة 316 مليون يورو، كما أنها مهتمة بزيادة المحفظة فى هذا القطاع الواعد.
وتتضمن الأعمال المقرر تنفيذها بالمشروع الجديد، تطويرًا شاملًا لخط السكة الحديدية «طنطا-المنصورة» بطول 54 كيلومترًا، إلى جانب تنفيذ ازدواج وتحديث لخط «المنصورة- دمياط» بطول 65 كيلومترًا، بالإضافة إلى تحديث أنظمة الإشارات على امتداد الخط بالكامل، بحسب بيانات متداولة.
استقطاب الكوادر
أشار محلب إلى أن الشركة حريصة على زيادة الإنفاق على معدلات الأمان فى تنفيذ المشروعات والتى غالبًا ما تمثل 2% من قيمة الأعمال الاجمالية فى المواقع.
ولفت إلى أن الشركة ستواصل خطتها فى استقطاب الكوادر المهنية للعمل فى المقر الرئيسى بالقاهرة وذلك لتقديم كافة الخبرات والمهام اللازمة للمشروعات الخارجية، باعتبارها آلية هامة لمواجهة هجرة الكفاءات المصرية للخارج.
وأضاف أن الشركة ضمن 3 تحالفات مصرية وأجنبية تتنافس على تطوير وتحديث إشارات خط سكة حديد «الروبيكى - العاشر من رمضان - بلبيس» بطول 69 كيلومترًا.
وتعكف الشركة على تنفيذ المرحلة الأولى لأعمال البنية الفوقية لمشروع محطة تداول الحاويات الجديدة بميناء دمياط بقيمة 110 ملايين دولار بالشراكة مع المشغل العالمى «دمياط أليانس»، ومن المقرر الانتهاء من هذه المرحلة الشهر الحالي.
وأضاف أن المشروع يمتد على مساحة 930 ألف متر مربع، ويشمل مبانى متعددة لخدمات الميناء، وينفذ وفق نظام LEED المعترف به دوليًا لتصميم وإنشاء وتشغيل المبانى ذات الأداء البيئى العالىى، كما يعتمد المشروع على أساليب إدارة تداول صديقة للبيئة.
وأوضح أنه يتم تنفيذ مشروع محطة الحاويات «تحيا مصر 1» وتجهيزه بأحدث المعدات الصديقة للبيئة تأكيدًا على استخدام معدات وأساليب إدارة تداول تساعد على خفض انبعاثات الكربون وفق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.
السعودية والإمارات
تطرق محلب لافتتاح فرعين فى الخليج، الأول فى السعودية، والثانى فى دبى بالإمارات العربية المتحدة، ضمن خطتها للتوسع على المستوى الإقليمى، والحصول على مزيد من الأعمال فى فترة تشهد طفرات عمرانية فى هذه الأسواق.
وذكر أن «رواد» نفذت فى السوق السعودية أعمال الأساسات والأعمال المدنية بمحطة رابغ للطاقة المشتركة فى المملكة بقدرة 1200 ميجاوات كما نفذت متحف البحر الأحمر فى مبنى «باب البنط» بجدة التاريخية، ومركز طارق عبدالحكيم للفنون الذى يعتبر أحد أبرز المشاريع الثقافية التى قامت بإطلاقها وزارة الثقافة السعودية، بالإضافة إلى التشطيبات الداخلية والخارجية للمقر الرئيسى لوزارة الثقافة السعودية فى الدرعية.
واستعرض عددًا من المشروعات التى نفذتها «رواد» فى مصر، منها تسليم وزارة التموين صومعةً معدنيةً جديدةً فى ميناء غرب بورسعيد، بسعة تخزينية تبلغ 100 ألف طن/ ساعة، وبتكلفة استثمارية مليار جنيه.
وأضاف أن الهدف الرئيسى للمشروع دعم منظومة الأمن الغذائى، ما يعزز القدرة الاستيعابية للميناء، ويُسهم فى تقليل الفاقد من القمح، بالإضافة إلى تقليل مدة تفريغ السفن وتخزين الحبوب، كما يسهم أيضًا فى خطة تطوير ميناء غرب بورسعيد بهدف تعزيز كفاءته وزيادة قدرته التنافسية بما يتماشى مع أحدث النظم العالمية فى إدارة وتشغيل محطات الحاويات، وكذلك الصب السائل والجاف.
واعتبر أن مشروع الصوامع المعدنية فى ميناء غرب بورسعيد يعد أول مشروع صوامع يتم تنفيذه فى الميناء منذ عقدين، كما يمثل نموذجًا للتعاون بين مختلف مؤسسات الدولة، حيث تم تأمين التمويل بقيمة 14 مليون دولار من صندوق أوبك للتنمية الدولى، بالإضافة إلى تمويل ذاتى من الشركة العامة للصوامع بقيمة 350 مليون جنيه.
التوسع الإقليمي
تناول محلب اقتناص «رواد» لعقد تنفيذ الطريق الدائرى الثالث فى ليبيا بمشاركة 3 شركات مصرية بتكلفة بمليار يورو موضحًا أن المشروع امتد من نهاية الطريق السريع غرب العاصمة وحتى طريق الشط ويشتمل على 14 جسرًا للمشاة وعدة كبارى أحدها سيكون من 3 طوابق، وسيكون الأول من نوعه فى ليبيا.
وأشار رئيس مجلس إدارة «رواد» إلى أنه تمت عملية تنفيذ مشروع الطريق الدائرى الثالث على 4 مراحل بداية من غوط الشعال، مرورًا بطريق المطار وتقاطع صلاح الدين بالطريق الدائرى الثانى، وصولًا إلى شاطئ البحر بالقرب من مطار معيتيقة.
ولفت إلى الانتهاء من تنفيذ مشروع جسر كوماسى فى كوت ديفوار، والذى يمثل أحد أهم مشروعات تطوير شبكات الطرق فى غرب أفريقيا، وحصل على اهتمام كبير من مواطنى كوت ديفوار وطالبوا بتكرار التجربة كما تعمل الشركة على تنفيذ جسر ليبيا الحدودى الذى يربط بين مصر وليبيا، ويعزز الحركة التجارية بين البلدين، بالإضافة إلى أعمال تطوير البنية التحتية فى ميناء وادى حلفا فى السودان، الذى يعد بوابة إستراتيجية لربط مصر بعمقها الأفريقي.
وأوضح أن الشركة تدرس فرص التوسع الإقليمى لإنشاء صوامع تخزين فى أسواق أفريقيا والشرق الأوسط، خاصة أن هذه المشروعات تلعب دورًا محوريًا فى تعزيز الأمن الغذائى، وتحقيق النمو الاقتصادى، وجذب المزيد من الاستثمارات.
وذكر أن الشركة مهتمة بقوة بزيادة التعامل التكنولوجى فى كافة مهام العمل بقطاع المقاولات، مع استمرار السعى لتنشيط ملف تصدير المقاولات وإطلاق عملية رأى عام لتنشيط هذه المبادرة والاستفادة من أسواق دولية بها حجم عمل يوازى تريليونات من الدولارات.
استغلال الأصول
أشاد محلب بإقرار الحكومة توحيد ضريبة القيمة المضافة بنسبة %14 على أعمال شركات المقاولات والتى تيسر من طريقة احتساب الضرائب على العقود، بدلًا من النظام السابق بتطبيق ضريبة الجدول عليها بنسبة %5، وبالتالى يتم تفادى الازدواج الضريبي.
وأكد أن الشركة لديها رغبة فى التواجد بالدول التى تطلب إعادة إعمار ومنها العراق وسوريا وكذلك بلدان بها مشروعات تنمية حالية مثل الإمارات والسعودية.
وكشف عن تدشين «رواد الهندسة للاستثمار» المتخصصة فى استغلال الأصول المملوكة للشركة وبحث فرص استثمارية جديدة فى قطاعات متنوعة بجانب قطاع المقاولات، مشيرًا إلى أن الاستثمار فى القطاع العقارى أحد القطاعات التى تهتم بها الشركة ولكن بشكل مختلف.
وأضاف: لا يمكننا الاستثمار فى قطاع التطوير العقارى بطريقة تقليدية بحيث ننافس عملائنا الذين ننفذ لهم مشروعات عقارية، ولهذا قررنا أن يكون استثمارنا فى القطاع العقارى قائمًا على الشراكات الذكية واستغلال خبراتنا الفنية والهندسية فى تطوير نماذج مبتكرة ومتكاملة، تضمن لنا إضافة قيمة حقيقية للسوق دون الدخول فى منافسة مباشرة مع المطورين العقاريين.
وأوضح أن شركة «رواد الهندسة للاستثمار» تستهدف خلق نموذج استثمارى يعتمد على تعظيم الاستفادة من الأصول الحالية للشركة، إلى جانب التوسع فى قطاعات أخرى واعدة مثل البنية التحتية، والصناعة، والخدمات اللوجستية، من خلال دراسات جدوى دقيقة وتحالفات استراتيجية مع كيانات قوية.
وشدد محلب على قوة المنافسة مع الكيانات التركية والصينية عند التقدم للحصول على مشروعات فى القارة الأفريقية فى ظل توافر التمويل المطلوب والدعم الحكومى لديهم، كما أن الشركة تتنافس لاقتناص أعمال سكك حديدية فى الخليج.
يذكر أن «رواد الهندسة الحديثة»، إحدى شركات مجموعة السويدى إلكتريك، ونفذت مشروعات ضخمة متعددة التخصصات مرتفعة التعقيد فى عدة قطاعات حيوية، مثل الطاقة الخضراء، والصناعات الثقيلة، والبنية التحتية، والموانئ، والجسور، والمبانى التجارية، بالإضافة إلى المستشفيات والفنادق والمؤسسات التعليمية والتراثية.
الاستثمار العقارى محل اهتمام ولكن بشكل مختلف
التمويل كلمة السر لتحقيق مزيد من التصدير فى هذه الصناعة
انتظار نتائج التقديم للحصول على مشروعات نقل فى مصر
منافسة على اقتناص سكك حديدية فى الخليج
استهداف الوصول إلى مليار دولار محفظة خارجية خلال الفترة المقبلة
إنجاز جسر كوماسى فى ساحل العاج
رغبة فى التواجد بالدول التى تحتاج إعادة إعمار مثل العراق وسوريا
