تشهد الأسواق الناشئة والدول النامية تحديات متصاعدة بفعل سلسلة من الضغوط الاقتصادية العالمية، التى فاقمتها الحرب التجارية التى أشعلها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتعريفاته الجمركية الجديدة على أكثر من 90 دولة.
هذه الخطوة التى أعادت تشكيل العلاقات التجارية الدولية أدت إلى تباطؤ حاد فى النمو الاقتصادى العالمى، حسب تقرير منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية (OECD) الذى خفض توقعاته للنمو إلى %2.9 خلال 2025 و2026.
فى الوقت ذاته، تواجه الدول النامية ضغوطًا مزدوجة نتيجة خفض المساعدات الدولية وارتفاع تكاليف خدمة الديون، مما يعرقل جهودها فى مكافحة الفقر وتحقيق التنمية المستدامة، حسب تحذيرات خبراء الاقتصاد.
وحذّر صندوق النقد الدولى من تعقيد مهمة البنوك المركزية فى الأسواق الناشئة، التى تجد صعوبة فى دعم اقتصاداتها وسط تقلبات السياسة التجارية الأمريكية وارتفاع تكاليف الاقتراض.
إضافة إلى ذلك، كشفت دراسات أن تدفقات رأس المال الخارجة من الدول النامية تفوق بكثير المساعدات التى تتلقاها، فى مؤشر على خلل هيكلى فى النظام المالى الدولى، مما يتطلب إصلاحات جوهرية عبر تعبئة الموارد المحلية والتعاون الدولى، وهو ما يؤكده خبراء التنمية المالية فى مؤتمرات دولية حديثة.
فى ظل هذا المشهد الاقتصادى المضطرب، يظل مستقبل النمو والتنمية فى الأسواق الناشئة معلقًا بين متغيرات سياسية وتجارية واقتصادية معقدة، تحتاج إلى حلول دولية متكاملة وقرارات استراتيجية جريئة.
صندوق النقد الدولى: تأثير الرسوم الجمركية أصعب من تداعيات «كوفيد- 19»
حذّرت مسؤولة كبيرة فى صندوق النقد الدولى من أن الحرب التجارية التى يشنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تُشكل تحديا صعبا لصانعى السياسات فى الأسواق الناشئة مقارنةً بأزمة كوفيد - 19 قبل خمس سنوات، وفقا لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.
وقالت جيتا جوبيناث، النائبة الأولى للمدير العام لصندوق النقد الدولى، إن التأثير غير المتوقع للتعريفات الأمريكية على البلدان النامية سيجعل من الصعب للغاية على البنوك المركزية دعم اقتصاداتها.
وأضافت “فى المراحل الأولى من الجائحة، كانت البنوك المركزية تتجه نحو تخفيف السياسة النقدية بسرعة كبيرة، ولكن هذه المرة، كانت للصدمة آثار متباينة، وتابعت “هذه المرة، سيكون التحدى أكبر بالنسبة لهم مقارنةً بالجائحة”.
وانتعشت عملات وأسهم الأسواق الناشئة إلى حد كبير فى الشهرين اللذين أعقبا إعلان ترامب عن تعريفات متبادلة شاملة، إذ راهن المستثمرون على أن البنوك المركزية ستكون حرة إلى حد كبير فى تحفيز اقتصاداتها رغم خطر أن تؤدى أسعار الفائدة المرتفعة فى البلدان المتقدمة إلى جذب رؤوس الأموال.
وحذر تقرير صادرعن منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية مؤخرا من أن خطر تدفقات رأس المال المزعزعة للاستقرار قد ارتفع فى اقتصادات الأسواق الناشئة، وقد ارتفعت قيمة العديد من عملات الأسواق الناشئة مقابل الدولار، حيث قلل المستثمرون من تعرضهم للولايات المتحدة، لكن منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية قالت فى أحدث توقعاتها الاقتصادية إن الوضع لا يزال متقلبًا.
ووجدت المنظمة أن العديد من الأسواق الناشئة معرضة لخطر خروج رؤوس الأموال إذا تدهورت الآفاق الاقتصادية ومعنويات المخاطرة العالمية، ما قد يؤدى إلى ضغوط تتمثل فى انخفاض قيمة العملة وارتفاع تكاليف التمويل.
قالت جوبيناث إن الأسواق الناشئة تتحرك وسط الضبابية فى ظل تقلبات سياسة ترامب التجارية، مما يزيد الوضع خطورة.
وحذّر خبراء الاقتصاد من تأثير الرسوم الجمركية وانخفاض الطلب الأمريكى على الأسواق الناشئة، نظرًا لأن أسعار الفائدة الأمريكية وتكاليف الاقتراض طويل الأجل لا تزال قريبة من ذروتها الأخيرة.
من جهتها، قالت أليسيا جارسيا هيريرو، كبيرة الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ فى بنك ناتيكسيس الفرنسى: “عادةً ما يعنى ضعف الدولار انخفاض الصادرات [للأسواق الناشئة]، ولكن انخفاض تكاليف التمويل”، وأضافت: “لكن الآن، لدينا صادرات أضعف ولكن ليس تمويلًا أرخص”.
وأوضحت النائبة الأولى للمدير العام لصندوق النقد الدولى جيتا جوبيناث أن مرونة الاقتصادات النامية تأثرت أيضًا بالاعتماد على التدفقات المالية غير المصرفية والأهمية المتزايدة للعملات المشفرة كفئة أصول.
وأضافت: “إنها فى مرحلة مبكرة نسبيًا، لكننا نشهد نموًا سريعًا فى استخدام العملات المشفرة فى بعض الأسواق الناشئة”.
وتابعت: “ التداعيات على الأسواق الناشئة، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالعملات المستقرة تتزايد”.
ويخشى بعض الخبراء من أن يؤدى صعود العملات المستقرة المدعومة بالدولار والأصول إلى زعزعة استقرار عملات الأسواق الناشئة، حيث قد يختار المستثمرون المحليون تحويل مدخراتهم من عملاتهم المحلية.
وقالت جوبيناث: “لقد اكتسبت البنوك المركزية فى الأسواق الناشئة مصداقية بمرور الوقت، واتجه العديد منها إلى أطر استهداف التضخم”، مضيفةً أن هذا أمر إيجابى للغاية.
«المزيج السام» يفتك بالدول الفقيرة.. لا تجارة ولا مساعدات
حذّر كبار خبراء التجارة من أن الدول الفقيرة تتعرض لضربة ثنائية بسبب تعريفات ترامب الجمركية والتخفيضات الحادة فى المساعدات الدولية، ما يقوض الجهود العالمية للقضاء على الفقر ومعالجة تغير المناخ، وفقا لصحيفة “ فاينانشال تايمز” البريطانية.
وبحسب الصحيفة فإن المزيج الضار من الحرب التجارية وتقليص المساعدات يضغط على الدول النامية التى لا تزال تتعافى من جائحة كوفيد - 19 وارتفاع تكاليف خدمة الديون.
من جهتها، قالت باميلا كوك هاميلتون، المديرة التنفيذية لمركز التجارة الدولية فى جنيف، وهى وكالة مشتركة بين منظمة التجارة العالمية والأمم المتحدة: “هذه عاصفة كاملة لأنه عندما تم خفض المساعدات فى الماضى، كانت التجارة مستدامة ويمكن التنبؤ بها، ولم تكن هناك هذه الضربة المزدوجة”.
وأضافت أن تهديد ترامب بفرض تعريفات جمركية على دول مثل ليسوتو ومدغشقر وموريشيوس يهدد بإلحاق أضرار جسيمة بتلك الاقتصادات.
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة ترامب أعلنت عن تخفيضات هائلة فى ميزانياتها المخصصة للمساعدات، إذ يُتوقع أن تنخفض ميزانية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من 60 مليار دولار عام 2024 إلى أقل من 30 مليار دولار عام 2026، وفقًا لحسابات مركز التنمية العالمية، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن.
كما تعمل دول أخرى، منها فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، على خفض إنفاقها على المساعدات الدولية.
بدوره، قال تشارلز كينى، الزميل البارز فى مركز التنمية العالمية، إن تراجع مساهمات المساعدات وعدم اليقين بشأن الاقتصاد العالمى سيزيدان من صعوبة جذب الاستثمارات الدولية إلى الدول النامية.
وأضاف: “إن لم يكن ذلك هو نهاية أهداف التنمية المستدامة، فهو بالتأكيد يبعدنا عنها أكثر فأكثر”.
وحذر محللو قطاع المساعدات من أن البيان الذى اتفق عليه، فى مؤتمر إشبيلية للأمم المتحدة لتمويل التنمية، الذى انعقد فى الفترة من 30 يونيو إلى 3 يوليو 2025 ، قد تم تنقيحه عدة مرات فى اللحظات الأخيرة فى مجالات رئيسية، بما فى ذلك الالتزامات بالتخلص التدريجى من الوقود الأحفورى ومسعى الأمم المتحدة لإنشاء آلية حكومية دولية لإدارة ديون الدول النامية.
قال بودو إلمرز، مدير الاستدامة فى منتدى السياسة العالمية فى أوروبا، وهو مركز أبحاث ألماني: “فى الدول النامية، زادت حصة الإيرادات العامة المخصصة لخدمة الديون بشكل كبير فى السنوات الأخيرة، وغالبًا ما يكون ذلك عبر قروض باهظة الثمن. فالمملكة المتحدة أو ألمانيا تقترض بنسبة تتراوح بين 3 و%4، بينما تقترض الدول النامية بنسبة تتراوح بين 6 و%8”.
قال جوزيف ستيجليتز، الأستاذ بجامعة كولومبيا، إن أسعار الفائدة التى فرضها مُقرضو القطاع الخاص على الدول النامية أعلى مما يُمكن تبريره بسبب المخاطرة.
وأضاف أن العديد من الدول لم تتمكن من تمويل الخدمات العامة الأساسية بشكل كافٍ بسبب أعباء ديونها المرتفعة.
وتشير التقديرات إلى أن 750 مليون أفريقى، أو ما يقرب من %57 من سكان القارة، يعيشون فى دول تُنفق على خدمة الدين الخارجى أكثر مما تُنفقه على الصحة أو التعليم.
قال جون دينتون، الأمين العام لغرفة التجارة الدولية: “إن نموذج المساعدات الإنمائية قد تضاءل، إن لم يكن قد تحطم. والسؤال الآن هو: ما الذى سيحل محله؟ “.
منظمة «OECD»: النمو العالمى يتباطأ بأكثر مما كان متوقعًا
أعلنت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية (OECD) مؤخرا أن النمو الاقتصادى العالمى يتباطأ أكثر مما كان متوقعًا قبل بضعة أشهر، إذ تُلقى تداعيات الحرب التجارية التى تشنها إدارة ترامب بظلالها على الاقتصاد الأمريكى، بحسب وكالة رويترز.
وأضافت المنظمة أن الاقتصاد العالمى فى طريقه إلى التباطؤ من %3.3 خلال العام الماضى إلى %2.9 فى عامى 2025 و2026، مُخفّضةً بذلك تقديراتها الصادرة فى مارس الماضى بشأن نمو قدره %3.1 هذا العام و%3.0 العام المقبل.
ومن المرجح أن تكون توقعات النمو أضعف حال زيادة الحمائية، ما سيزيد من ارتفاع التضخم، ويعطل سلاسل الإمداد، ويزعزع الأسواق المالية، وفقًا لما ذكرته المنظمة، التى تتخذ من باريس مقرًا لها، فى أحدث تقرير لها عن التوقعات الاقتصادية.
قال الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، ماتياس كورمان : “أى زيادات إضافية فى القيود التجارية أو استمرار حالة عدم اليقين السياسى ستؤدى إلى مزيد من انخفاض آفاق النمو، وقد تدفع التضخم إلى الارتفاع فى الدول التى تفرض رسومًا جمركية”.
وأضاف كورمان أنه إذا رفعت واشنطن الرسوم الجمركية الثنائية بمقدار 10 نقاط مئوية إضافية على جميع الدول، مقارنةً بالمعدلات المعمول بها فى منتصف مايو، فإن الناتج الاقتصادى العالمى سينخفض بنحو %0.3 بعد عامين.
وأضاف كورمان: “أولويات السياسة الرئيسية فى هذا السياق هى الحوار البنّاء لضمان حل دائم للتوترات التجارية الحالية”.
وقد أدت إعلانات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية منذ توليه منصبه فى يناير إلى اضطراب الأسواق المالية ، وغذّت حالة من عدم اليقين الاقتصادى العالمى، ما أجبره على التراجع عن بعض مواقفه الأولية.
وتوقعت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية نمو الاقتصاد الأمريكى بنسبة %1.6 فقط هذا العام و%1.5 العام المقبل، مفترضةً، لأغراض الحسابات، أن الرسوم الجمركية المطبقة منذ منتصف مايو ستظل كذلك طوال الفترة المتبقية من عامى 2025 و2026.
وبالنسبة لعام 2025، يمثل التوقع الجديد خفضا كبيرا حيث كانت المنظمة تتوقع فى السابق أن ينمو أكبر اقتصاد فى العالم بنسبة %2.2 هذا العام و%1.6 العام المقبل.
قادة الأعمال.. كيف يرون المستقبل فى ظل الرئيس الجمهورى لأمريكا؟
استيقظ قادة الأعمال فى العالم على واقع أكثر حدة بشأن الصادرات إلى السوق الأمريكية ، فى أعقاب أمر الرئيس دونالد ترامب الجديد بشأن التعريفات ، حسبما ذكرت “ بى بى سى”.
فى أمر تنفيذى، فرض الرئيس ترامب رسوما جمركية جديدة على البلدان التى فشلت فى الوصول إلى اتفاقيات تجارية محدثة مع الولايات المتحدة.
وقد أعادت خطوة ترامب الأخيرة تشكيل العلاقات التجارية لأمريكا مع دول العالم إذ تم فرض تعريفات جديدة على أكثر من 90 دولة.
وفى هذا السياق ، رصدت “ بى بى سي” ردود أفعال بعض قادة الأعمال فى الأسواق الناشئة حول ما يعنيه هذا الإجراء بالنسبة لهم.
المكسيك
رغم أن واشنطن رفعت التعريفة الجمركية على كندا من %25 إلى %35 ، إلا أن الشريك التجارى الرئيسى للولايات المتحدة فى أمريكا الشمالية ، المكسيك ، حصل على تأجيل لمدة 90 يومًا.
قال جايم تشامبرلين ، رئيس شركة الفاكهة والخضروات تشامبرلين فى نوجاليس ، أريزونا ، إن شركته تستورد ملايين الصناديق من المنتجات من المكسيك كل عام.
وأضاف: “نحن محظوظون للغاية لأن المفاوضين المكسيكيين والأمريكيين يحافظون على الهدوء ... وإذا استغرق الأمر 90 يومًا أخرى للوصول إلى اتفاق بشكل صحيح ، فأعتقد أنه يستحق العناء”. “ولكن فى حالة عدم وجود صفقة ، فهناك عدم يقين كبير حول ما قد يحدث بمجرد انتهاء الـ 90 يومًا”.
وقال تشامبرلين: “أعتقد أن العديد من المزارعين سيتوقفون عن الزراعة فى سوق التصدير. وسيكون من الصعب للغاية على مستوردين مثلى مواصلة دفع هذه الرسوم لفترة طويلة من الزمن.”
تايلاند
حصلت تايلاند، التى كانت مذهولة فى البداية من خضوعها لرسوم بنسبة %36، على صفقة لتقليل التعريفات إلى %19 .
يتذكر ريتشارد هان، الرئيس التنفيذى لشركة Hana Microelectronics صدمته مع إعلان ترامب الأولى فى أبريل عن رسوم بنسبة %36 .
لكنه يعتقد أن نشاطه الخاص بتصنيع المنتجات ذات التقنية العالية يمكنه من البقاء على قيد الحياة بموجب الصفقة الجديدة.
وقال هان: “إذا انتهى الأمر بفرض رسوم بحوالى %20، فلن يبحث عملاؤنا عن موردين آخرين إذ سيكون الأمر بمثابة ضريبة القيمة المضافة”.
البرازيل
أعلن ترامب فى البداية عن تعريفة بنسبة %10 على البرازيل، لكنه رفع هذا الرقم إلى %50، متهما الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا بمهاجمة شركات التكنولوجيا الأمريكية بطريقة ظالمة. ومع ذلك، فإن التعريفة المرتفعة التى فرضت على البرازيل تأتى مع بعض الإعفاءات، على سبيل المثال عصير البرتقال والطائرات التجارية، ولكن من المتوقع أن تواجه المنتجات الأخرى زيادة فى الأسعار.
وأفاد مجلس مصدرى القهوة فى البرازيل ، بأن تأثير التعريفات على المصدرين البرازيليين سيكون كبيرا، محذرا المستهلكين الأمريكيين من ارتفاع الأسعار، ومع ذلك، بحسب المجلس، فلن يكون من السهل العثور على أسواق أخرى لتصريف 8.1 مليون طن من القهوة التى يتم تصديرها حاليًا إلى الولايات المتحدة.
ورغم العمل على فتح أسواق جديدة فى آسيا والشرق الأوسط إلا أنها لن تتمكن من استيعاب كل النقص المحتمل للولايات المتحدة، وفقا للمجلس.
الهند
صُفعت الهند بفرض تعريفة بنسبة %25، وقد هدد ترامب نيودلهى بفرض عقوبة غير محددة على تعاملاتها مع روسيا.
وتعد الهند حاليًا من بين أكبر المشترين للنفط الروسى، ويستخدم ترامب التعريفة الجمركية كأداة للضغط على موسكو.
قال Aurobindo Nayak ، الذى يدير شركة CI Ltd ، التى تصدر الشاى إن المستهلكين الأمريكيين سيدفعون الثمن فى النهاية.
وأضاف لبى بى سي: “سنتحمل بالتأكيد العبء الأكبر، لكننى أعتقد أن الأشخاص الذين سيتأثرون حقا هم المستهلكون الأمريكيون أنفسهم”، وتابع: “اختيار فرض رسوم على الشاى فى الولايات المتحدة لن يكون له سوى تأثير تضخمى”.
