«الصناعات المغذية»: إنتاج «صاج الملاكي» يرفع نسبة المكون المحلى فى الهيكل الخارجى إلى %100

تطرق اجتماع «الوزير» مع المصنعين لمقترحات تتعلق بمدى إمكانية تلبية احتياجات قطاع السيارات

الصناعات المغذية
Ad

قال المهندس على توفيق رئيس رابطة الصناعات المغذية، إن إنتاج الصاج المستخدم فى صناعة الأجزاء الخارجية للطرازات الملاكى بمصر سيرفع نسبة المكون المحلى فى الهيكل الخارجى للسيارة إلى %100 بدلًا من نحو %30 حاليًا.

جاء ذلك على خلفية عقد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، اجتماعًا موسّعًا أمس، مع عدد من منتجى الحديد وممثلى الشركات العاملة فى تجميع السيارات والأتوبيسات، لبحث آليات توطين صناعة صاج السيارات فى مصر.

وأشار توفيق فى تصريحات لـ «المال» إلى أن هذا الاجتماع جاء بعد مناقشات سابقة مع الفريق كامل الوزير لإنتاج الصاج المستخدم فى صناعة «الملاكي» لتلبية الاحتياجات المحلية بالمواصفات الفنية المطلوبة، بدلا من الاستيراد من الخارج وتوفير العملة الأجنبية.

أضاف أن «الوزير» وعد على هامش المناقشات السابقة بعقد اجتماعات أخرى مع مختلف الأطراف لبحث إنتاج الصاج بالمواصفات اللازمة لتشكيل الأجزاء الخارجية للسيارات.

وتطرق اجتماع «الوزير» مع المصنعين لمقترحات تتعلق بمدى إمكانية تلبية احتياجات قطاع السيارات من الصاج ومرونة تشكيله بما يتوافق مع متطلبات مختلف أنواع المركبات، كما تناولت المناقشات آليات التصنيع، ومتطلبات التصميم، والمواصفات الفنية المطلوبة.

واعتبر توفيق أن «الصاج» من الأجزاء الاستراتيجية المتعلقة بتوطين صناعة السيارات فى مصر، ومع ذلك لا يوجد كيان متخصص فى الإنتاج لصالح الطرازات الملاكي.

أوضح أن عددًا من الكيانات المحلية تعمل فى مجال إعادة تشكيل الصاج لإنتاج الأجزاء الخارجية للسيارات الملاكى لكنها تعتمد على الاستيراد بشكل كامل.

وأضاف أن هذه الأجزاء مجتمعة تشكل %17 من السيارة بسبب الاعتماد على الصاج المستورد، والذى يؤدى إنتاجه محليًا للارتفاع بهذه النسبة إلى %28 بما يرفع من الحوافز التى قد تحصل عليها الشركات المتخصصة فى هذا المجال، كما يعمق التصنيع المحلى الحقيقى للطرازات التى يجرى تجميعها محليًا.

وأضاف أن هذه النسب قد تعادل كافة الأجزاء الأخرى التى يتم إنتاجها محليًا وهو ما يتطلب اهتمامًا خاصًا لتوطين صناعة الصاج والأجزاء المعدنية المشكلة منه، مثل الأبواب والسقف وغيرها، موضحًا أن الوصول لهذه المرحلة يعنى إنتاج الهيكل الخارجى للمركبة بشكل كامل، بحيث لا يتبقى سوى المكونات الداخلية كالكراسى والتابلوه والشاسيه والمحرك.

ولفت إلى أن المعضلة التى قد تواجه توطين الصناعة المتكاملة للصاج تتعلق بمخاوف المستثمرين من ضخ رؤوس أموال كبيرة فى ظل محدودية حجم التجميع المحلى للسيارات، بما قد يؤثر سلبًا على الجدوى الاقتصادية للمشروعات.

وأضاف أن صناعة الصاج من المشروعات التى تحتاج لحجم إنتاج كبير للنجاح فى ظل الحاجة إلى تكنولوجيا متقدمة ومواصفات معنية، مع تكاليف مرتفعة لتركيب المكابس والمعدات التى تسمح بتشكيل أجزاء السيارة، فضلًا عن الحاجة لقوالب خاصة بكل موديل.

فى المقابل، أشار توفيق إلى أن العديد من الكيانات العالمية والمحلية للسيارات ترهن إقامة مشروعات جديدة للتجميع أو التوسع فى أخرى قائمة بتوافر وجودة الأجزاء المصنعة محليًا، بما يؤدى لتناقض مصالح بين الطرفين.

وأوضح أن الدولة قد تتدخل لإزالة هذا التناقض، عبر «الحوافز المؤقتة» لعدد من السنوات لدعم صناعة الصاج وغيرها من الأجزاء ، والتى سيؤدى توطينها لجذب عدد من الكيانات العالمية لإنتاج السيارات فى مصر.

وأشار إلى أن هذا التناقض قد يزول بدون هذه الحوافز ، فى حال نجاح العديد من المشروعات المحلية لتصنيع السيارات التى تم إطلاقها مؤخرًا.

وأوضح توفيق أنه بإمكان الهيئة العربية للتصنيع توطين صناعة صاج السيارات بدون تكاليف مرتفعة فى ظل امتلاكها القدرات الفنية والتكنولوجية التى تمكنها من إنتاج هياكل الطائرات بنسب تصل إلى نحو %94.5.

وقال مصدر مسئول فى إحدى الشركات المتخصصة فى إعادة تشكيل الصاج لإنتاج الأجزاء الخارجية للسيارات الملاكى إنها تعتمد بشكل كامل على الاستيراد.

أرجع السبب وراء ذلك إلى عدم وجود مصنع متخصص فى إنتاج الصاج المستخدم فى تشكيل الأجزاء المعدنية للسيارات الملاكى.

أضاف أنه يوجد مصنع وحيد لإنتاج الصاج المستخدم فى الأتوبيسات وبعض سيارات النقل، موضحًا أنه لا يصلح للملاكى لتضرره أثناء التشكيل بخلاف المركبات التى تحتاج لأجزاء مستطيلة.

وأشار إلى الحاجة لمصنع متخصص فى إنتاج «صاج الملاكي» بمواصفات فنية تسمح بإعادة تشكيله وفق احتياجات كل موديل، وهو ما يتطلب ضخ رؤوس أموال مرتفعة، ومن ثم يحجم المستثمرون عنه.

وأوضح أن الشركات العاملة فى مجال تشكيل الصاج تواجه حاليًا تحديًا آخر يتعلق بتقدير نسبة المكون المحلى فى الأجزاء الخارجية للسيارة، إذ يتم تقديرها بنحو %30 فقط بسبب استيراد الصاج ، رغم التكاليف التى تتحملها لإعادة التشكيل وفق قوالب كل موديل.

وأضاف أن هذه المعدلات تقترب من نسب المكون المحلى بالأجزاء الخارجية حال استيرادها مفككة والاكتفاء بمجرد تركيبها ،بما يقلل من جاذبية الاستثمار فى تصنيع مكونات جديدة بالاعتماد إعادة تشكيل الصاج.

وأشار إلى أن حجم الطلب على الأجزاء الخارجية يتأثر أحيانًا بسبب تضاؤل نسبة المكون المحلى فيه، بسبب بحث شركات التجميع عن مكونات ذات معدلات أعلى لتسهيل الوصول للمستويات المطلوبة المقدرة بنحو %45 بغرض الحصول على الحوافز الحكومية.