«مافري»: الذكاء الاصطناعي سيُحدث تحولاً جذريًا في صناعة التأمين بحلول 2035

أصدرت شركة التأمين العالمية MAPFRE دراسة حديثة بعنوان "مستقبل التفاعل: دور التفاعل في عالم تشكله الوكلات الذكيّة"، استعرضت خلالها 4 سيناريوهات محتملة لما قد تؤول إليه صناعة التأمين في ظل الاع

شركة التأمين العالمية MAPFRE
Ad

أصدرت شركة التأمين العالمية MAPFRE دراسة حديثة بعنوان "مستقبل التفاعل: دور التفاعل في عالم تشكله الوكلات الذكيّة"، استعرضت خلالها 4 سيناريوهات محتملة لما قد تؤول إليه صناعة التأمين في ظل الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي، وذلك بحلول عام 2035.
ووفقًا للدراسة، فإن ما يُطلق عليه "الوكلاء الأذكياء" هم أنظمة قادرة على إدراك محيطها، ومعالجة المعلومات، واتخاذ القرارات، والتصرف ذاتيًا لتحقيق أهداف محددة. وتشمل هذه الوكلاء المساعدين الافتراضيين، والدردشة الآلية، والسيارات ذاتية القيادة، ومحركات التوصية، وأجهزة المنازل الذكية.
واستندت MAPFRE في دراستها إلى أبحاث موسعة لتقديم 4 سيناريوهات تستشرف مستقبل التفاعل اليومي في ظل التطور التقني، وتأثيره المتوقع على نماذج التأمين، وآليات التسعير، وتقديم الخدمات.
السيناريو الأول بعنوان "حين أوقفنا الجدار"، يتناول تصورًا لمستقبل محدود من حيث التقدم الرقمي، حيث يستمر الاعتماد على النماذج التقليدية للتأمين، ويظل التفاعل مع العملاء قائمًا على الوكلاء البشريين، دون دمج فعّال للبيانات أو أتمتة للعمليات. وفي ظل هذا الواقع، تبقى الابتكارات مقيدة بسبب البيئة التنظيمية الصارمة.
أما السيناريو الثاني "فن التعظيم"، فيشير إلى استخدام واسع للمساعدين الذكيين بهدف رفع كفاءة المهام اليومية، ما يؤدي إلى تبسيط بعض العمليات التأمينية دون إحداث تغيير جذري.
وفي السيناريو الثالث تهيمن شركات التأمين المتقدمة تكنولوجيًا على سوق التأمينات ذات الجودة العالية،  لكنه يطرح تحديات تتمثل في تفاوت جودة الخدمات، وصعوبة دمج البيانات بشكل دقيق، وزيادة الفجوة بين شركات التأمين المتقدمة تكنولوجيًا وتلك التي تفتقر إلى بنى تحتية متطورة.
ويأتي السيناريو الرابع والأخير تحت عنوان "نحو المدينة الفاضلة"، تتصور الدراسة عالمًا يعتمد بشكل كلي على الذكاء الاصطناعي، حيث تصبح الخدمات التأمينية مؤتمتة بالكامل وتُدار عبر وكلاء أذكياء.
ويؤدي ذلك إلى تقديم نماذج تأمين استباقية قائمة على البيانات اللحظية، وتكييف الأقساط التأمينية وفق سلوك العملاء، وتحقيق تجربة شخصية شاملة. إلا أن هذا المستقبل المثالي يُثير أيضًا مخاوف تتعلق بالخصوصية والتنظيم، نتيجة الارتباط المفرط بين الأنظمة الذكية.
وأشارت الدراسة إلى عدة اتجاهات يتوجب على شركات التأمين الاستعداد لها، من بينها: زيادة الطلب على تفاعلات ذكية وسلسة عبر القنوات المختلفة، وتوسيع نطاق الأتمتة في العمليات، والحفاظ على دعم بشري في اللحظات الحرجة.
كما نبهت إلى ضرورة إعادة تعريف الحضور الرقمي والفعلي للشركات بما يتماشى مع تفضيلات العملاء والأجيال الجديدة.
وأكدت الدراسة أيضًا أهمية الاستعداد لتحول جذري في سلسلة القيمة التأمينية، من خلال دمج التأمين في المنصات الأخرى، وتقديم خدمات فائقة التخصيص مدعومة ببيانات ثرية، وتبني استراتيجيات متقدمة لحماية الخصوصية وبناء الثقة.
وفي تعليقه على نتائج الدراسة، قال خافيير مارانيا، رئيس قسم الابتكار التكنولوجي في MAPFRE:"مع ازدياد تفاعل الإنسان مع الآلة، تصبح الحاجة لتطور صناعة التأمين أمرًا حتميًا. ونحن نعمل بالفعل على تكييف عملياتنا، وتعزيز بنيتنا التكنولوجية، وبناء شراكات استراتيجية لمواكبة تطلعات عملاء الغد".
واستخدمت الدراسة منهجية "استشراف المستقبل – Futurecasting"، والتي تعتمد على تحديد العوامل الرئيسية المؤثرة في التحولات المستقبلية، وتصنيفها ضمن 13 محورًا رئيسيًا، لتقديم تصورات واضحة حول التحديات والفرص المقبلة في هذا القطاع الحيوي.