انفجرت أسطوانة ألعاب نارية خلال حفل الفنان محمد رمضان في الساحل الشمالي، ما أسفر عن وفاة شاب وإصابة آخرين من فريق العمل.
الحادث طرح تساؤلات واسعة حول أهمية التأمين في مثل هذه الفعاليات، ومدى مسئولية الجهات المنظمة عن حماية المشاركين والجمهور قبل بدء أي عرض.
وأكد محمد الغطريفي، وسيط التأمين، أن تنظيم الحفلات الفنية يتطلب مراعاة جوانب تأمينية أساسية لحماية الحضور والفنانين وطاقم العمل من أي مخاطر محتملة قد تقع أثناء الفعالية، مؤكدًا أن عدم وجود تأمين شامل يعرض الجميع لمخاطر جسيمة ومسئوليات قانونية معقدة.
وأوضح في تصريحات له اليوم، أن من أهم الوثائق التأمينية الواجب توفرها قبل إقامة الحفلات وثيقة التأمين ضد الحوادث الشخصية، والتي تغطي الوفاة أو الإصابة الجسدية لأي فرد من الحضور أو فريق العمل نتيجة أي حادث يقع أثناء الفاعلية.
وأضاف أن هذه الوثيقة يجب أن تشمل العاملين والفنانين والجمهور وكل من يتواجد داخل نطاق الحدث.
وأشار إلى أن وثيقة تأمين المسئولية المدنية تُعد أحد أهم الضمانات للجهة المنظمة، حيث تحميها من أي مطالبات قانونية أو تعويضات مالية قد تنتج عن إصابات أو أضرار يتعرض لها الجمهور أو أي طرف ثالث أثناء الفعالية، وتشمل المخاطر الناتجة عن استخدام الألعاب النارية أو انهيار المنصات أو مشاكل كهربائية أو حالات التدافع.
كما شدد على أهمية وثيقة التأمين ضد الحريق والانفجارات العرضية، خصوصًا عند استخدام مؤثرات خاصة، حيث تغطي هذه الوثيقة الأضرار المادية أو الجسدية الناتجة عن أي انفجار أو حريق قد يحدث بشكل مفاجئ أثناء الحفل.
وتحدث أيضًا عن ضرورة الحصول على تصريح رسمي من الجهات الأمنية أو الدفاع المدني قبل استخدام الألعاب النارية، موضحًا أن هذا الإجراء ليس وثيقة تأمين بحد ذاته، لكنه عنصر قانوني أساسي، ويتطلب وجود شركة مرخصة تكون مسئولة عن التشغيل والتأمين معًا.
وفيما يتعلق بدور نقابة المهن الموسيقية، أوضح أن النقابة لا تنظم الحفلات بشكل مباشر، لكن مسئوليتها تبدأ عند إصدار تصاريح العمل للفنانين، حيث يجب أن تتحقق من وجود المستندات القانونية والتأمينية اللازمة قبل منح أي تصريح.
وأضاف أن النقابة يمكن أن تُدرج ضمن شروط التصريح الفني ضرورة تقديم ما يثبت وجود تأمين شامل يغطي الفعالية، بما يضمن سلامة الفنانين والجمهور ويحمي سمعة النقابة، كما تفعل بعض النقابات الفنية الأخرى.
وأكد أن إهمال هذا الجانب من التأمين قد يُحمّل النقابة مسئولية أدبية أو تنظيمية، خاصة إذا ثبت أنها لم تطلب مستندات السلامة والتأمين اللازمة، مشيرًا إلى أن المسؤولية القانونية الأساسية تقع في النهاية على عاتق الشركة المنظمة والجهة المتعاقدة مع الفنانين.