غرفة التطوير العقاري: ربط صناديق رأس المال المخاطر بالعقار يخلق جيلًا جديدًا من المطورين

محمد راشد عضو غرفة التطوير العقاري قال إن الفترة القادمة تتطلب ربط رأس المال المخاطر بالعقار

محمد راشد
Ad

أكد الدكتور محمد راشد، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة التطوير العقاري، أن المرحلة القادمة تتطلب تحولًا جذريًا في منهجيات التمويل داخل القطاع العقاري، من خلال دمج صناديق رأس المال المخاطر (Venture Capital) كآلية تمويل استراتيجية قادرة على إعادة تشكيل خريطة المطورين في مصر والمنطقة العربية.

وأوضح "راشد" أن دخول رأس المال المخاطر في قطاع العقار ليس فقط مسألة تمويل، بل هو نقلة نوعية في فكر التطوير نفسه، إذ يُمكّن شريحة جديدة من رواد الأعمال العقاريين من طرح مشروعات غير تقليدية تقوم على الابتكار، التكنولوجيات الحديثة، والتصميمات الذكية، في ظل ما يشهده السوق من منافسة محتدمة ومعدلات طلب متغيرة

وأضاف راشد ؛ أن السوق المصري يعاني منذ سنوات من هيمنة آليات التمويل التقليدية، سواء من خلال القروض البنكية أو التمويلات المضمونة بالأصول، مما جعل الباب موصدًا أمام شريحة واسعة من المطورين الشباب، أو من لديهم أفكار تطويرية مبتكرة لا تعتمد على نموذج الربح السريع، بل على رؤية طويلة المدى وقيمة مضافة.

وأشار "راشد" إلى أن الربط بين رؤوس الأموال الجريئة والمطورين العقاريين الجدد سيؤدي إلى خلق جيل جديد من المطورين، لا يقتصر دوره على بناء وحدات تقليدية، بل يسهم في تطوير مجتمعات متكاملة، مستدامة، ومرتبطة بالتكنولوجيا والاقتصاد الرقمي، وهو ما يتماشى مع أهداف الدولة في التحول نحو التنمية العمرانية الذكية والمدن المستدامة.

كما دعا راشد ؛ إلى ضرورة فتح حوار جاد بين الجهات التنظيمية وصناديق الاستثمار الجريء والمطورين العقاريين، لإعادة رسم العلاقة بين التمويل والمخاطرة والابتكار في السوق، لافتًا إلى أن هناك تجارب عالمية ناجحة في هذا الاتجاه، أبرزها في الولايات المتحدة والهند والإمارات، حيث أصبحت PropTech والشركات العقارية الناشئة مكونًا رئيسيًا من منظومة التطوير.

ولفت راشد؛ إلى أن غرفة صناعة التطوير العقاري تتابع هذا التوجه بتركيز شديد، وتدرس بالتعاون مع عدد من المؤسسات المالية إمكانية إطلاق مبادرات تمويلية هجينة تستهدف ضخ رؤوس أموال جريئة في مشروعات عقارية ذات طبيعة غير تقليدية، سواء في مجال السكن الذكي، المجتمعات الخضراء، أو الاستخدامات المختلطة متعددة الوظائف.

واختتم "راشد" بالتأكيد على أن مستقبل القطاع العقاري لن يُبنى فقط بالأموال، بل بالعقول الجريئة والمستثمرين القادرين على رؤية ما هو أبعد من الأرقام، داعيًا إلى بيئة تشريعية مرنة تدعم هذا التوجه، وتمنح الفرصة لجيل جديد من المطورين الذين يحملون في جعبتهم أدوات الابتكار لا الحفظ والتكرار.