أسرع الضعف من نظام «GB200».. صراع هواوي وإنفيديا يتصاعد مع إصدار Atlas 900 A3 Superpod

كشفت شركة هواوي تكنولوجيز الصينية عن نظام الحوسبة الفائقة الجديد القائم على الذكاء الاصطناعي Atlas 900 A3 Superpod، زاعمة أنه يتفوق من حيث الأداء على النظام الأحدث من شركة إنفيديا الأمريكية G

هواوي في مواجهة إنفيديا
Ad

كشفت شركة هواوي تكنولوجيز الصينية عن نظام الحوسبة الفائقة الجديد القائم على الذكاء الاصطناعي Atlas 900 A3 Superpod، زاعمة أنه يتفوق من حيث الأداء على النظام الأحدث من شركة إنفيديا الأمريكية GB200، بسرعة تقارب الضعف.

وبحسب هواوي، تبلغ تكلفة نظام Atlas 900 A3 نحو 8  ملايين دولار أمريكي، ويستهلك طاقة تزيد بأربعة أضعاف، كما يستخدم عددًا من الشرائح يعادل خمسة أضعاف ما تتطلبه حلول إنفيديا. ورغم أن هذا يعكس عبئًا أعلى من حيث التكلفة والطاقة، فإن هواوي ترى في هذا النظام خطوة استراتيجية نحو تعزيز مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي المحلي سريع النمو.

ويُعزى تفوق النظام، وفقًا لمهندسي هواوي، إلى تصميم بنية متقدمة تسمح بتعويض محدودية أداء الشرائح الفردية من خلال تكامل معقد وعدد أكبر من المعالجات، مدعومًا بابتكارات هندسية على مستوى النظام ككل.

ورغم أن المقارنة بالأرقام المطلقة تُظهر تفوقًا من حيث الأداء، إلا أن تكلفة النظام المرتفعة واستهلاكه الكبير للطاقة وعدد الشرائح المطلوب قد يطرحان تساؤلات حول جدوى المقارنة مع حلول إنفيديا ذات الكفاءة الأعلى من حيث الموارد.

مع إعادة تشكيل التوترات الجيوسياسية لسلاسل توريد التكنولوجيا وتشديد ضوابط التصدير الأمريكية، تبرز تحديات وفرص جديدة تُحدث تحولاً في المشهد التكنولوجي العالمي. وبينما يسعى الغرب إلى تعزيز تحالفاته القائمة وتأمين سلاسل توريده من خلال شراكات أعمق وتعزيز الإنتاج المحلي، تغتنم شركات التكنولوجيا في آسيا الفرصة لتسريع جهودها نحو الاعتماد على الذات في مجال التكنولوجيا.

 ويرى محللون أن تطوير هذا النظام يُعد إنجازًا تقنيًا كبيرًا للصين، خاصة في ظل القيود المفروضة على قطاع التكنولوجيا نتيجة الحرب التجارية مع الولايات المتحدة والعقوبات المفروضة على شركات صينية مثل هواوي.

وفقًا لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، شدد رئيس الوزراء الصيني شي جين بينغ، خلال جلسة دراسية للمكتب السياسي على الحاجة الملحة لتطوير البحوث الأساسية و"إتقان التقنيات الأساسية مثل الرقائق المتطورة والبرمجيات الأساسية". وحثّ على تطوير "نظام برمجيات وأجهزة أساسي للذكاء الاصطناعي مستقل، وقابل للتحكم، ويعمل بتعاون".

وكانت قد أعلنت شركة هواوي تكنولوجيز الصينية عن خططها لإطلاق أقوى شريحة ذكاء اصطناعي لديها حتى الآن، وهي شريحة Ascend 910D، خلال العام الجاري، بهدف ترسيخ مكانتها كبديل لشركة Nvidia الأمريكية لصناعة الرقائق. ووفقًا لمصادر مجهولة المصدر، نقلت عنها صحيفة وول ستريت جورنال، تستعد هواوي لاختبار رقاقتها مع شركات التكنولوجيا في الصين بحلول أواخر مايو.

يعزز هذا التطور الجديد الزخم القوي بالفعل، حيث من المتوقع أن تُسلم هواوي أكثر من 800 ألف شريحة Ascend 910B و910C هذا العام لعملاء، بما في ذلك شركات الاتصالات المملوكة للدولة ومطوري الذكاء الاصطناعي من القطاع الخاص مثل ByteDance، الشركة الأم لـ TikTok.

لا يزال Ascend 910D بحاجة إلى اجتياز سلسلة من اختبارات الأداء، وتواجه هواوي عقبات كبيرة في توسيع نطاق الإنتاج. وعلاوة على ذلك، مع منع شركات تصنيع الرقائق الصينية من الوصول إلى الأسواق العالمية الرئيسية وأدوات التصنيع المتقدمة، فمن غير المؤكد ما إذا كانت هواوي قادرة على تحدي هيمنة إنفيديا بشكل ملموس خارج الصين، حيث يتم حظر مبيعات رقائقها بشكل فعال.

وفي سياق متصل، أشار فيصل كاووسا، المؤسس والمحلل الرئيسي في Techarc، إلى أن إيمان الصين الراسخ ببناء منظومة تكنولوجية متكاملة يؤتي ثماره الآن. وقال: "يُعدّ تطوير هواوي لمعالج Ascend 910D خطوةً في هذا الاتجاه. إنها خطوةٌ مهمةٌ ستفتح آفاقًا جديدةً للذكاء الاصطناعي على الساحة العالمية". وأضاف: "لطالما كانت شركات التكنولوجيا الصينية رائدةً في تبني التقنيات على نطاق واسع، وهذا من شأنه أن يُسرّع الآن من نشر الذكاء الاصطناعي عالميًا أيضًا".