تصاعدت حدة الانتقادات في الأوساط الأدبية الهولندية ضد شركة "ميتا"، بعدما اتهمها مئات المؤلفين باستخدام أعمالهم الأدبية دون إذن لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وفقًا لما كشفته تقارير إعلامية ووثائق قضائية أمريكية.
وأعلنت نقابة المؤلفين الهولندية عن تلقيها أكثر من 600 شكوى من كتاب محليين، بعد ورود أنباء عن استخدام "ميتا" قاعدة بيانات ضخمة من الكتب المقرصنة، من بينها آلاف الكتب الهولندية، لتغذية نموذجها اللغوي الكبير. وبحسب تحقيق أجرته هيئة الإذاعة الهولندية NOS، استندت الشركة إلى مكتبة "ليبراري جينيسيس"LibGen ، وهي منصة إلكترونية معروفة بتوفير مواد محمية بحقوق الطبع والنشر دون إذن.
وتتضمن قاعدة بيانات LibGen قرابة 7.5 مليون كتاب و81 مليون مقال أكاديمي، ما يجعلها من أكبر مصادر المواد المقرصنة على الإنترنت.
ويشير تحليل لصحيفة Nieuwsuur إلى أن أكثر من نصف الكتب الهولندية الأكثر مبيعًا لعام 2023 كانت متاحة على LibGen خلال فترة تدريب "ميتا" لنموذجها.
وأعرب الكاتب والصحفي الهولندي الشهير ساشا برونواسِر عن استيائه قائلًا: "أشعر أنني تعرضت للسرقة".
من جهته، وصف الكاتب والمخرج فيليب هوف تصرفات ميتا بأنها "عبثية"، مضيفًا: "إنها استعمار تقني معاصر كيان ضخم يأخذ ما يشاء دون محاسبة".
وقد أدانت أنيا سيكينج، رئيسة قسم المؤلفين الأدبيين في نقابة المؤلفين، ما وصفته بـ"أساليب المافيا"، داعية جميع المؤلفين المتضررين إلى الإبلاغ عن الانتهاكات، مؤكدة أن النقابة تتابع القضية عن كثب بعد أن تلقت بالفعل مئات الشكاوى.
وفي السياق ذاته، صرحت المحامية الهولندية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي وحقوق النشر، شارلوت ميندرسما، بأن "استخدام الأعمال المحمية بموجب حقوق النشر لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي دون تصريح هو انتهاك قانوني واضح".
يُذكر أن روبوت الدردشة التابع لميتا، المتاح حاليًا باللغة الهولندية على منصتي فيسبوك وواتساب، يعتمد على كميات هائلة من النصوص لتدريب خوارزمياته، إلا أن الجدل لا يزال قائمًا حول مدى قانونية مصادر هذه البيانات وحقوق أصحابها.
