قلصت الأسهم الأوروبية مكاسبها اليوم بعد أن أبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة دون تغيير كما كان متوقعًا، بينما ركز المستثمرون أيضًا على النتائج الإيجابية للبنوك الكبرى وتهدئة التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، بحسب شبكة "سي إن بي سي".
ومع عودة التضخم إلى هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2% ومتانة الاقتصاد، صرحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، بأن صانعي السياسات أصبحوا أكثر حرصًا على آفاق التجارة وتأثيرها على الاقتصاد قبل اتخاذ قرار بشأن تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة.
وأظهرت العقود الآجلة لأسعار الفائدة أن المتداولين قلصوا توقعاتهم لخفض سعر الفائدة في سبتمبر، كما ارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل عامين، مما أثر على الأسهم.
وقال ماديسون فالر، إستراتيجي الاستثمار العالمي في بنك "جي بي مورجان" الخاص: "لا يزال خفض سعر الفائدة في سبتمبر مطروحًا، ولكن هناك جدلا حقيقيا حول الجدول الزمني".
ولا تزال حالة عدم اليقين التجاري قائمة، لكن المخاطر الرئيسية قد تلاشت، حيث يبدو أن اتفاق التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بنسبة 15%، الذي ترددت شائعات بشأنه، أكثر ترجيحًا من سيناريو 30%.
وفي وقت سابق من اليوم، ارتفعت المعنويات بعد أن صرّح دبلوماسيان من الاتحاد الأوروبي أمس بأن اتفاقًا بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيفرض تعريفات جمركية واسعة النطاق بنسبة 15% على الواردات من الاتحاد، متجنبين بذلك فرض رسوم جمركية أشد بنسبة 30% مخطط لها اعتبارًا من 1 أغسطس المقبل.
وارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.1% بعد أن بلغ أعلى مستوى له في ستة أسابيع في وقت سابق من اليوم.
وفي يوم حافل بنتائج الشركات، كان أداء البنوك إيجابيًا بعد أن تجاوزت أرباح دويتشه بنك وبي إن بي باريبا التوقعات في الربع الثاني.
وقفز سهم دويتشه بنك الألماني بنسبة 8.2%، بينما استقر سهم بي إن بي باريبا الفرنسي بعد أن قفز بنسبة تقارب 3% في وقت سابق من اليوم. لامس مؤشر بنوك منطقة اليورو أعلى مستوياته منذ عام ٢٠٠٨. ورفعت شركة ريكيت توقعاتها للإيرادات السنوية بعد أن تجاوز نمو صافي مبيعات شركة السلع الاستهلاكية في الربع الثاني التوقعات، مما دفع أسهمها للارتفاع بنسبة ٩٪.
وأدى هدوء التوترات التجارية إلى ارتفاع مؤشر ستوكس ٦٠٠ بنحو ١٩٪ عن أدنى مستوياته في أبريل، بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية باهظة على شركائه التجاريين. ولا يزال المؤشر بعيدًا بنحو ٢٪ عن أعلى مستوى تاريخي له في مارس الماضى.
