حاورت «المال» عددا من رجال الأعمال المصريين والليبيين المشاركين فى النسخة الرابعة لمنتدى الأعمال المصرى الليبى والذى استضافه الاتحاد العام للغرف التجارية بمحافظة الإسكندرية يوم السبت الماضي، بحضور عدد كبير من رجال الأعمال والمسئولين فى البلدين.
وكشف المشاركون الذين حاورتهم «المال» عن أبرز الفرص الاستثمارية المتاحة فى البلدين، حيث تصدرت 5 قطاعات كبرى قائمة الفرص المتاحة فى ليبيا، وهى مواد البناء والمقاولات، والكهرباء، والمواد الغذائية، والملابس، والاستثمار السياحي.
فى البداية، قال مختار جبريل رئيس الغرفة التجارية فى مطروح، لـ”المال» إن محافظة مطروح تعد البوابة الغربية لمصر على الحدود مع ليبيا، مؤكدا استعداد الغرفة لمساعدة التجار من الجانبين فى المعاملات التجارية.
وأضاف «جبريل» أن أبرز المعوقات التى تواجه المصدرين المصريين والمستوردين الليبيين هى التنسيق مع الجمارك فى الجانبين، والتى يتم العمل على سرعة إنهائها، والمتمثلة فى الرسوم ومدة زمن العبور.
وأكد أنه يتم تصدير 300 إلى 500 طن مواد غذائية شهريًا إلى ليبيا، بينما تتراوح صادرات مواد البناء من 2000 إلى 3000 طن شهريًا، قابلة للزيادة خلال الفترة المقبلة.
وكشف «جبريل» أن هناك عددا من مصانع الملابس الليبية قامت بنقل مصانعها من تركيا لمصر وتحديدًا لمدينتى العاشر من رمضان، و6 أكتوبر، مضيفَا أنه يتم تصدير ملابس جاهزة مصرية إلى ليبيا.
وقال إن القطاعات الإنشائية هى أبرز القطاعات المستهدف الدخول فيها بليبيا، مضيفَا: ليبيا تستهدف رفع كفاءة المبانى والبنية التحتية لديها، و هناك 60 شركة مقاولات من محافظة مطروح تستهدف العمل فى جميع أنحاء ليبيا حتى محافظة سرت.
كان أحمد الوكيل رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، أعلن خلال منتدى الأعمال المصرى الليبى فى نسخته الرابعة، أن حجم الاستثمارات المصرية فى ليبيا تجاوزت 2.5 مليار دولار، بينما الاستثمارات الليبية فى مصر تبلغ 2.4 مليار دولار مطالبًا بزيادتها خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، قال نعمان صوفاكس صاحب شركة شرق الغرب لتصميمات محطات الكهرباء لـ”المال» إنه يتم العمل حاليا فى جميع المناطق من بنغازى وحتى طرابلس، وهناك استثمارات كبيرة قادمة، مشيرًا إلى أنه يتم العمل على نقل التجربة المصرية فى اقامة محطات الكهرباء وشبكات الطاقة الشمسية.
وأضاف «صوفاكس» أنه سيتم التقدم للحكومة الليبية لإقامة محطات كهرباء بقدرات كبيرة، كاشفًا أن هناك عددا من المناقصات سيتم الإعلان عنها قريبًا.
وأوضح أنه يتم عمل تصميمات محطات الكهرباء من الألف إلى الياء فى مصر، ومن ثم تقديمها خلال المناقصات التى يتم طرحها فى ليبيا.
وأشار إلى أنه يتم أيضَا توريد مهمات محطات الكهرباء من الشركات المصرية، نظرًا لجودتها المرتفعة والسعر المنافس لمثيلاتها من الشركات الأوروبية، ومن بينها الكابلات الكهربائية على سبيل المثال.
من جهته، قال المهندس رمضان توفيق مدير الإدارة الاقتصادية بغرفة التجارة والصناعة والزراعة فى بنغازى لـ”المال» إن أغلب التركيز فى المنتدى على التنمية المستدامة ما بين مصر وليبيا وبشكل عاجل نظرًا لكثرة الطلبات سواء كانت استيرادا أو تصديرا.
وأضاف «توفيق» أنه تلاحظ فى الآونة الأخيرة تزايد حجم التبادل التجارى بين ليبيا ومصر، خاصة فى قطاعى مواد البناء والمقاولات، بالإضافة إلى دخول الشركات المصرية إلى ليبيا لتوفير الطلب على العديد من المشروعات والتى يشرف عليها صندوق تنمية وإعمار ليبيا برئاسة المهندس بلقاسم حفتر.
وأوضح أن منتدى الأعمال المصرى الليبى يستهدف تعزيز وزيادة ودعم التبادل التجارى بين البلدين الشقيقين على جميع الاصعدة، لا سيما وأنه خلال عامى 2020-2019 تبنت الغرفة التجارية بنغازى عمل ميزان تجارى بين الصادرات والواردات.
وتابع «توفيق» : «كانت مصر المورد الثانى فى السوق الليبية لقطاع الأغذية بعد تركيا، ولكن الآن صعدت للمركز الأول، بينما خرجت تركيا من المراكز الثلاثة الأولى نتيجة المشكلات المالية التى تعرضت لها الفترة السابقة».
وأكد «توفيق» أن مصر تعتبر إحدى ركائز الاقتصاد الليبي، قائلا إن هناك لجنة جمركية مشكلة بين البلدين تعقد اجتماعات بشكل مستمر، وقامت بحل معوقات كثيرة الفترة الماضية.
وأوضح أنه يتم العمل حاليا على آلية تضمن وصول سيارات الإسعاف المصرية إلى ليبيا، من خلال اللجنة الجمركية المشتركة بين البلدين.
بينما أكد صالح العبيدى رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة فى ليبيا لـ”المال» أن هناك شركات سياحية ليبية ترغب فى الشراكة مع شركات استثمار سياحى مصرية، بغرض إنشاء قرى سياحية عالمية على الأراضى الليبية.
وقال «العبيدي» إن شركات السياحة الليبية لديها ملكية الأراضى بمساحات كبرى على السواحل الليبية، المطلة على البحر المتوسط أبرزها شحات، رأس الهلال، لاثرون، ساحل جمينز فى بنغازي، دريانة، لطميته إضافة إلى مناطق أخرى على مساحة 2000 كيلومتر.
وأوضح أن السياحة العلاجية من أبرز القطاعات المطلوبة حاليًا، إضافة إلى عبور سيارات الإسعاف المصرية إلى داخل ليبيا، والعودة إلى دخول السيارات الليبية إلى مصر.
وأضاف «العبيدي» أنه يدخل حاليا إلى مصر ما بين 100 إلى 200 سيارة ليبية يوميًا عبر منفذ السلوم، مشيرًا إلى أنه من الممكن تحصيل رسوم بـ50 دولارا عن كل سيارة، مما يعمل على زيادة عدد عبور السيارات الليبية إلى 1000 مركبة يوميًا، بدلا من لجوء الأسر الليبية للدخول إلى مصر على الطيران.
وأوضح أن فرص التعاون بين مصر وليبيا، تتمثل فى إقامة الطرق، والجسور، والمقاولات، والإسكان العام، وهناك تسهيلات كبرى تقدمها الحكومة الليبية لتلك الشركات.
وقال «العبيدي» إن المرحلة الأولى من تلك المشروعات كانت بقيمة 20 مليار دولار وأغلبها فى درنة وبنغازى والجنوب وسبها، وعلى رأس تلك الشركات وادى النيل، المقاولون العرب، أبناء سيناء.
وأضاف أن المرحلة الثانية والتى تتم حاليًا بقيمة تتخطى 3 مليارات دولار، وتنفذها الشركات السابق ذكرها، مؤكدًا أن رجال الأعمال الليبيين يرغبون فى العمل مع أشقائهم المصريين أكثر من أى دولة أخري، وذلك لما بينهما من علاقات وطيدة.
وألمح «العبيدي» إلى أن هناك 5 شركات مصرية، ونحو 4 شركات مصرية ليبية عاملة حاليًا فى قطاع النفط بليبيا، مشيرا إلى أن تلك الشركات تأخرت كثيرًا فى دخول قطاع النفط الليبي، مطالبًا بزيادة عددهم خلال الفترة المقبلة.
وقال صالح العبيدى رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة فى ليبيا إن أبرز القطاعات التى تعمل بها الشركات المصرية فى ليبيا مواد البناء، المقاولات، الكهرباء، الطرق، الأدوية، موضحا أن جميع المواد الغذائية والخضراوات والفاكهة التى يتم استهلاكها فى ليبيا قادمة من مصر.
بينما أكد الدكتور أشرف بدر رئيس المؤسسة الليبية للاستثمار فى ليبيا، لـ”المال»، أنه يتم العمل على جعل مصر مركزا للاستثمار الخارجى الليبي، ورفع حجم الاستثمارات والدخول فى مشروعات جديدة تخدم البلدين، وذلك فى جميع المجالات الاستثمارية والسياحية والصناعية والزراعية والعقارية.
وأضاف «بدر» أن عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، طالب المستثمرين الليبيين بزيادة استثماراتهم الخارجية فى مصر لما تمثله من شريك إستراتيجى مهم بالنسبة لـليبيا، مما يحقق فرص عمل كبيرة ويزيد حجم التبادل التجاري.
بينما قال مصدر مسئول – رفض ذكر اسمه - بشركة الوطن القابضة، إنه يتم العمل على حل المشكلات المتعلقة بنقل البضائع من الدول المجاورة إلى ليبيا عبر البحر المتوسط إلى عمق أفريقيا.
وأضاف أنه يتم العمل مع منطقة الجوف الحرة، ومنطقة جوليانا الحرة لتوفير أساطيل نقل كبيرة لنقل البضائع، حيث تم نقل أكثر من 500 ألف طن مواد غذائية وإغاثية إلى تشاد فى 2024، وذلك من ميناء بنغازى إلى أباشا التشادية.
وتابع: «الشركات التابعة لشركة الوطن القابضة مقسمة ما بين شحن بحري، النقل والخدمات اللوجستية، الزراعة والإنتاج الحيواني، شركة وطن للسلع الأمنية، مجموعة من شركات وطن العقارية، وطن للتعدين، وهى مجموعة شركات تدعم قطاعات النقل الصناعة الإنتاج».
وأكد أننا لسنا بمعزل عن مصر، ويمكن الاستفادة من الأسطول التابع للشركة فى نقل المنتجات المصرية عبر منفذ السلوم مرورًا بالمدن الليبية حتى تنتهى إلى وسط أفريقيا، وتم عمل دراسات عن ذلك.
وأشار إلى أن «درب الأربعين» مماثل لطريق الحرير، والذى كان يستخدم منذ 4000 عام فى نقل السلع من وإلى أفريقيا وأوروبا وآسيا، مرورًا بمصر، مضيفا أنه لو تم تنشيط هذا المشروع سوف يدر الكثير من المنافع لمصر وليبيا.
وقال « نحن فى سعى مستمر لإنجاح هذا المشروع وذلك لتوزيع وتسويق المنتجات المصرية والليبية”.
وفى هذا السياق، أكد ممثل شركة وطن للنقل والخدمات اللوجستية التابعة لوطن القابضة لـ«المال»، أن الشركة تعد من أبرز الأذرع الإستراتيجية للشركة الأم، حيث تم خلال فترة وجيزة عمل عدد كبير من عمليات نقل ناجحة فى مسارات صحراوية وعرة، ومناطق ميدانية معقدة، ومناطق حدودية صعبة.
وقال إننا ندير شبكة خدمات من نقل ومستودعات بتكاليف منخفضة، حيث تم العمل مع برنامج الغذاء العالمي، والشركة مسئولة عن نقل المواد الغذائية والإغاثية والأدوية إلى تشاد وإقليم دارفور السودانى عبر معابر ومسارات صعبة.
رئيس غرفة مطروح: تصدير 3500 طن شهريًا من السلع الغذائية ومواد البناء إلى طرابلس.. و60 شركة مقاولات تستهدف تنفيذ مشروعات عقارية بها
«شرق الغرب لتصميم محطات الكهرباء»: نستعين بالخبرات المصرية فى جميع أعمالنا ونستهدف مناقصات كبرى قريباً
غرفة بنغازي: القاهرة المورد الغذائى الأول لنا وتركيا خرجت من قائمة أكبر 3
العبيدى: شراكة مرتقبة لإقامة قرى سياحية عالمية
«الوطن القابضة»: مستعدون لنقل المنتجات من منفذ السلوم حتى وسط أفريقيا.. واستخدام «درب الأربعين» سيعود بالنفع على البلدين
