أكد عدد من ممثلى القطاع السياحى، أن السوق المحلية تشهد انتعاشة ملحوظة فى حجم حركة السياحة العربية الوافدة إليها خلال موسم الصيف الحالى، مع تزايد الإقبال على مدن الساحل الشمالى والعلمين التى باتت وجهة مفضلة لما تتمتع به من مقومات ترفيهية وإقامة حفلات وفعاليات متنوعة.
وأضاف ممثلو القطاع أن السائحين من دول السعودية والإمارات والكويت الأكثر توافدًا من السوق العربية إلى المقصد السياحى المصرى خلال هذه الفترة.
وتأتى هذه الطفرة فى الحركة مدعومة بخطط وحملات ترويجية رقمية أطلقتها وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع منصات متخصصة، إلى جانب انطلاق فعاليات كبرى مثل مهرجان العلمين.
وأطلقت شركة الاتحاد للطيران، الناقل الوطنى لدولة الإمارات، رحلات مباشرة إلى مدينة العلمين فى مصر، لتضيفها إلى قائمة وجهاتها الموسمية لصيف 2025، بحسب بيان للشركة.
الأسواق الواعدة
قال علاء عاقل الرئيس التنفيذى لمجموعة جاز لإدارة الفنادق والمنتجعات السياحية التابعة لمجموعة ترافكو العالمية، إن السوق العربية تُعد من الأسواق الواعدة، وتشهد زيادة سنوية فى حجم الحركة السياحية الوافدة منها إلى مصر.
وأضاف عاقل فى تصريحات لـ”المال”، أن محافظة القاهرة تأثرت نسبيًا فى حجم الحركة الوافدة من السوق العربية نتيجة لتزايد الإقبال على منطقة الساحل الشمالى، خاصة فى ظل تشغيل رحلات طيران مباشرة من السعودية والإمارات والكويت إلى مطار العلمين.
ولفت إلى أن العام الحالى يُعد أفضل من سابقه من حيث نسب الإشغالات الفندقية على مستوى المقصد السياحى المصرى، مشيرًا إلى أن دول السعودية والإمارات والكويت تتصدر حركة السياحة العربية الوافدة إلى مصر.
وكان شريف فتحى وزير السياحة والآثار، وجه بزيادة الاعتماد على أدوات التسويق الإلكترونى والمنصات الرقمية الدولية المتخصصة فى الترويج السياحى، لما لها من فاعلية عالية فى الوصول إلى شرائح متنوعة من السائحين فى مختلف الأسواق السياحية.
وأضاف وزير السياحة والآثار فى تصريحات سابقة، أن تلك الأدوات تحقق التأثير المطلوب بشكل مباشر وسريع فيما يتعلق بهذا الشأن.
وسائل الترفيه
من جانبه، قال سامح سعد مستشار وزير السياحة للتسويق والترويج سابقًا، إن هناك إقبالًا كبيرًا من السائحين العرب على زيارة مصر فى فصل الصيف خاصة مدن الساحل الشمالى والعلمين، لما تتمتع به من وسائل ترفيه متنوعة، وعلى رأسها الحفلات.
وأضاف أنه خلال فترة سابقة شهدت أنشطة الحفلات والمسارح تراجعًا، ما أدى إلى ضعف الإقبال من السائحين العرب خاصة مع بروز وجهات منافسة مثل دبى والسعودية حيث استحوذت على نسبة كبيرة من الحفلات والفعاليات الترفيهية.
ولفت إلى أنه خلال آخر عامين شهد المقصد السياحى المصرى عودة قوية للسوق العربية خاصة إلى منطقة الساحل الشمالى بسبب تعدد أماكن الترفيه فى المقصد السياحى المصرى بالإضافة إلى إقامة الحفلات والفعاليات الترفيهية.
وأشار إلى أن مطار العلمين يستقبل حاليًا 4 رحلات يومية من أبوظبى ودبى والسعودية، بخلاف الرحلات المنتظمة إلى مطار القاهرة الدولى، فضلًا عن الحركة السياحية الوافدة من مناطق أوروبية إلى الساحل الشمالي.
وبين أن متوسط إقامة السائح العربى فى الساحل الشمالى تصل إلى 5 أيام خلال فصل الصيف، وغالبًا ما تتكرر الزيارة من 4 إلى 5 مرات خلال الموسم، نظرًا لتعدد أماكن الترفيه وتنوع التجربة فى كل زيارة.
وتوقع سعد أن تشهد حركة السياحة العربية ارتفاعًا بنسبة %30 بنهاية 2025 مقارنة مع 2024.
ونوه بأن عدد السائحين السعوديين الوافدين لمصر خلال العام الماضى بلغ نحو مليون و600 ألف سائح، متوقعًا أن يصل هذا الرقم إلى 2 سائح خلال العام الحالي.
وشدد على أهمية الحملات الترويجية التى تطلقها وزارة السياحة والآثار إذ تذكر السائحين بالمقصد المصرى، مؤكدًا على أن توقيت إطلاق هذه الحملات يعد عنصرًا حاسمًا فى نجاحها.
الحملة الترويجية
أطلقت وزارة السياحة والآثار، ممثلة فى الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحى، حملة إلكترونية جديدة للترويج للمقصد السياحى المصرى فى السوق العربية، وذلك بالتعاون مع منصة WEGO العالمية، إحدى أبرز محركات البحث والحجز الإلكترونى فى منطقة الشرق الأوسط.
ومن المقرر أن تستمر الحملة حتى يونيو 2026، وذلك فى إطار تنفيذ الحملة الترويجية الدولية تحت شعار “مصر... تنوّع لا يُضاهى”.
فى الوقت ذاته قال المهندس أحمد يوسف مساعد وزير السياحة والآثار لشئون الإدارات الاستراتيجية، والقائم بأعمال الرئيس التنفيذى للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحى، أن هذه الحملة تأتى ضمن خطة شاملة تستهدف زيادة الحركة السياحية الوافدة من السوق العربية لمصر خلال العام المالى 2026/2025، عبر تعزيز الحضور الرقمى للمقصد السياحى المصرى على المنصات الإلكترونية الدولية المتخصصة فى السياحة والسفر، وإبراز صورة عصرية وجذابة تعكس ثراء المقصد المصرى وتطوره المستمر.
وأشار إلى أن المحتوى الترويجى للحملة يلقى الضوء على مجموعة واسعة من المنتجات والأنماط السياحية التى تلائم اهتمامات السائح العربى، سواء المهتمين بالاستجمام على الشواطئ الخلابة، أو عشاق المغامرة والرياضات البحرية، أو الباحثين عن التجارب الثقافية والتاريخية، فضلًا عن الترفيه والتسوق، مع تسليط الضوء على الوجهات السياحية الجديدة مثل مدينة العلمين الجديدة، التى أصبحت من المقاصد الواعدة بفضل ما تشهده من تطور عمرانى وسياحى يجعلها مؤهلة لاستقبال السائحين من مختلف الجنسيات.
وأكد يوسف على أن الهيئة تسير وفق خطة طموحة لتوسيع قاعدة السائحين من السوق العربية، من خلال استخدام أدوات ترويجية ذكية، تضمن الوصول إلى الجمهور المستهدف وتعزيز معدلات الإشغال بالفنادق والمنتجعات السياحية، بما يسهم فى دعم الاقتصاد الوطنى وزيادة العائد من القطاع السياحي.
وتحدثت سوزان مصطفى مدير عام إدارة الترويج السياحى بالهيئة، عن أن الحملة تتضمن خطة إعلامية متكاملة تشمل إعلانات فيديو عبر منصة YouTube، وحملات إعلانية عبر محرك البحث Google، ومحتوى ترويجى باللغتين العربية والإنجليزية، وإعلانات ذكية (OOH) فى دور السينما والمراكز التجارية بالدول العربية، بالإضافة إلى موجات دعائية مكثفة خلال فترات الذروة مثل العطلات الرسمية والأعياد.
وأضافت أن الحملة تستهدف تحقيق أكثر من 500 ألف حجز سياحى، واستقطاب ما لا يقل عن مليون مسافر من السوق العربية إلى المقصد المصرى، مع التركيز على تقديم محتوى يلبّى تطلعات السائح العربى فى الجمع بين الثقافة والترفيه والتجربة المتكاملة.
مهرجان العلمين
فى سياق متصل، قال محمد فاروق عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية، إن انطلاق النسخة الجديدة من مهرجان العلمين فى الفترة من 18 يوليو الحالى حتى 29 أغسطس المقبل ستكون لها تأثير كبير على حركة السياحة الوافدة لمنطقة العلمين والساحل الشمالى خاصة من الجنسيات العربية والخليجية بالإضافة للوفود الاوروبية ومن أمريكا اللاتينية.
وتابع أن نجاح النسختين السابقتين من مهرجان العلمين وضع المدينة على خريطة السياحة الترفيهية والمهرجانات عالميًا إذ استقبلت المدينة خلال صيف العام الماضى أعداد تخطت 2 مليون سائح من أكثر من 100 جنسية.
وتوقع أن يرتفع عدد السياح الوافدين إلى العلمين إلى 3 ملايين هذا العام نتيجة لزيادة حجم الإقبال من قبل العرب والمصريين لقضاء إجازاتهم فى منطقة الساحل الشمالى والعلمين.
ولفت إلى أهمية التوسع فى إنشاء غرف فندقية جديدة بالعلمين مع تدشين مارينا دولية بالإضافة إلى تشغيل الخطوط البحرية فى أغلب الأوقات من العام من العلمين ومطروح إلى دول ايطاليا واليونان وقبرص والجنسيات الأخرى المطلة على البحر المتوسط للتسويق للمدينة الجديدة.
يشار إلى أن وزارة السياحة والآثار، أطلقت منذ عدة أيام، أنشطة وتجارب سياحية متميزة بما يساهم فى جذب شريحة أوسع من الزائرين وخاصة من محبى المغامرة والطبيعة وتمكينهم من استكشاف وجهات مختلفة ومتنوعة داخل مصر.
ويأتى ذلك تلبية للإقبال المتزايد من السائحين القادمين من الساحل الشمالى عبر رحلات الطيران العارض.
أنشطة جديدة
قالت سامية سامى مساعد وزير السياحة والآثار لشؤون شركات السياحة، إن الوزارة نجحت بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية بهذا الملف فى التوسع فى برامج هذا المنتج السياحى بشكل ملحوظ خلال النصف الأول من العام الحالي.
وتابعت أنه تم إضافة كل من كهف “الجارة” الذى يعتبر أحد أبرز وأجمل معالم الصحراء الغربية وواحة “أم الصغير” ضمن برامج رحلات السياحة الصحراوية استجابة لطلبات شركات السياحة، بجانب أنه تم إعادة تشغيل رحلات اليوم الواحد إلى واحة سيوة والمناطق التابعة لها “تبغيغ والعرج وبئر واحد” بعد فترة من التوقف، وذلك تلبية للإقبال المتزايد من السائحين القادمين من الساحل الشمالى عبر رحلات الطيران العارض.
وأضافت أنه تم أيضًا إدخال أنشطة جديدة تمنح السائح تجربة مميزة وفريدة منها رحلات المشى بالجِمال، ونشاط الباراموتور فى الصحراء البيضاء، إلى جانب مراقبة ومشاهدة الطيور، وتنظيم رحلات المشى والجرى وسط الطبيعة الصحراوية الفريدة.
وأوضحت أن عدد شركات السياحة التى نفذت رحلات سياحة صحراوية بلغ 80 شركة خلال النصف الأول من العام الحالى، حيث تم تنظيم 300 رحلة لعدد 20 ألف سائح من مختلف الجنسيات.
يأتى ذلك فى إطار استراتيجية وزارة السياحة والآثار لإبراز تنوع المنتجات والأنماط السياحية التى يتميز بها المقصد السياحى المصرى بما فى ذلك المنتجات والأنماط غير التقليدية والتى تلقى إقبالًا متزايدًا من السائحين من كافة أنحاء العالم ومنها السياحة الصحراوية.
سامح سعد: توقعات بارتفاع أعداد السعوديين إلى 2 مليون خلال 2025
أحمد يوسف: هيئة التنشيط تسير وفق خطة طموحة لتوسيع قاعدة «سائحى الشرق الأوسط»
محمد فاروق: يجب تشغيل الخطوط من العلمين ومطروح إلى إيطاليا واليونان وقبرص طوال العام
علاء عاقل: زيادة سنوية فى حجم الوافدين من الخليج والإشغالات الفندقية كاملة العدد
