علمت «المال» أن وزارة التموين والتجارة الداخلية، تدرس الاستفادة من التجربة الهندية فى إدارة نظم توزيع السلع المدعمة، والتى تتم عبر نظام إدارة نظام توزيع السلع المدعمةPublic Distribution System «PDS»، والذى يشبه إلى حد كبير منظومة السلع التموينية والمطبقة فى مصر منذ الأربعينيات، وفق ما أكده مصدر حكومى مطلع.
وكان الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، عقد لقاءً مع نيذى خاري، السكرتير العام لوزارة شؤون المستهلك وتوزيع الأغذية بالهند، على هامش مشاركته فى أعمال مؤتمر الأمم المتحدة المعنى بالتجارة والتنمية الذى عقد فى جنيف خلال الفترة من 7 إلى 11 يوليو الحالي.
وخلال اللقاء، أعرب فاروق عن اهتمام مصر بالاستفادة من التجربة الهندية الرائدة فى إدارة نظم توزيع السلع المدعمة، لاسيما وأن الهند تعد من الدول التى تمتلك واحدة من أكبر منظومات الدعم الغذائى على مستوى العالم من حيث عدد المستفيدين وتنوع أدوات التنفيذ.
وقد استعرض الجانبان ملامح التعاون المقترح بين الوزارتين فى عدد من المحاور التى تتقاطع مع أولويات الدولة فى الوقت الراهن.
وقال المصدر فى تصريحات خاصة لـ”المال”، إن هذا النظام لا يختلف عن منظومة السلع التموينية فى مصر، ولكن الفرق بينهما فى كيفية إيصال الدعم الحكومى لمستحقيه من محدودى الدخل، وذلك عبر استخدام التكنولوجيا الحديثة وتتبع صرف السلع من نقطة البداية وحتى المستهلك النهائي.
وأضاف، أن المنظومة الهندية تقوم على طرح عدد من السلع الاساسية وعلى رأسها الأرز، الدقيق، السكر، الكيروسين، لمواطنيها بأسعار مخفضة عن مثيلاتها فى السوق الهندية، عبر محال مخصصة لبيع تلك السلع، وذلك عبر شرائها من المزارعين أو المنتجين بأسعار مرضية بالنسبة لهم ومن ثم طرحها مباشرة فى تلك المتاجر بدون حلقات وسيطة.
وأشار ، إلى أن تلك المحال الهندية شبيه بنظيرتها فى مصر والمعروفة بإسم البقال التمويني، والجمعية الاستهلاكية، ومنافذ جمعيتي، ولكن تجربة نيودلهى فى تلك المنظومة بشكل أحدث.
ولفت إلى أن وزارة التموين بدأت فى تطوير 40 ألف منفذ استهلاكى تابع لها، وذلك تحت مسمى “Caryy On” ، والتى من المستهدف أن يتم الاعلان عن افتتاح أول فرع لتلك السلسلة الحكومية الجديدة فى منطقة كلية البنات بمحافظة القاهرة.
وأوضح، أن الهند استغلت التكنولوجيا الحديثة والتطور الهائل فى انظمة الحماية الالكترونية فى وصول تلك السلع لمستفيديها الحقيقيين، من خلال توزيع البطاقات المدعمة لتلك السلع على محدودى الدخل والفقراء فى الهند، بعد التأكد من أحقيتهم للدعم الحكومى من خلال تطبيق الوسائل البيومترية مثل جهاز بصمة اليد، واجهزة التعرف على الشخص من ملامح الوجه إلكترونيًا.
وأكد المصدر، أن النظام الهندى فى توزيع السلع المدعمة، تضمن إيصال تلك السلع لمستحقيها عبر وسائل حماية إلكترونية قوية، تمنع تسريبها لغير المستحقين أو تهريب السلع للسوق السوداء.
كان الدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية، إتفق مع السكرتير العام لوزارة شؤون المستهلك وتوزيع الأغذية بجمهورية الهند، على دراسة سبل التعاون المؤسسى بين الوزارتين والنظر فى إمكانية توقيع مذكرة تفاهم تشمل مجالات الدعم الغذائى الرقمي، إدارة المخزون الاستراتيجي، نظم الاستهداف، والتدريب الفنى المتبادل.
ورحب الجانب الهندى بتنظيم زيارة ميدانية لوفد فنى من وزارة التموين المصرية للاطلاع عن قرب على التجربة الهندية، بما يمهد لإطلاق مسارات تعاون فنى دائمة بين البلدين فى هذا المجال الحيوي.