شركات الأسمنت بالبورصة بين هدوء الأرباح ومواصلة الخسائر في الربع الأول

«العربية» و«بنى سويف» تحققان قفزات تاريخية.. ومؤشرات سلبية لـ«جنوب الوادى»

الأسمنت
Ad

شهد أداء شركات الأسمنت المقيدة بالبورصة المصرية تباينًا ملحوظًا خلال الربع الأول من عام 2025، إذ حقق البعض قفزات قياسية فى الأرباح مدفوعة بنمو المبيعات، بينما واجهت أخرى تحديات أدت إلى ارتفاع الخسائر أو تراجع الأرباح، رغم تحسن الإيرادات فى بعض الحالات.

يأتى هذا التباين فى ظل ظروف سوقية متغيرة وتحديات تتعلق بالتكاليف والعملات الأجنبية.

ومن خلال تحليل أجرته «المال» لقطاع شركات الأسمنت، تبين تصدر “العربية” أرباح القطاع، ثم جاءت بعدها “مصر بنى سويف” بمكاسب أكثر من 574 مليون جنيه، وتلتها “مصر للأسمنت – قنا” التى قفزت لـ311 مليونا.

وعلى النقيض هبطت أرباح “أسمنت سيناء” %34.5، فيما قفزت خسائر “جنوب الوادى للأسمنت” إلى 318 مليون جنيه بالربع الأول من 2025.

العربية للأسمنت تتصدر

حققت الشركة العربية للأسمنت، أرباحاً بلغت 590.37 مليون جنيه خلال الفترة من يناير حتى نهاية مارس 2025، مقابل 152.64 مليون فى الفترة المقابلة من 2024، بنسبة ارتفاع %286.77 على أساس سنوى، مع الأخذ فى الاعتبار حقوق الأقلية.

وارتفعت مبيعات الشركة خلال الربع الأول من العام الجارى إلى 2.55 مليار جنيه، مقابل 1.93 مليار فى الربع المقارن من العام الماضى، ورغم تلك المبيعات، تحملت تكاليف تجاوزت 1.6 مليار، مقابل 1.4 مليار فى الفترتين على الترتيب.

وبلغت المبيعات المحلية 1.7 مليار فى الربع الأول من العام الجارى، مقابل 0.999 مليار فى الفترة نفسها من العام الماضى بنسبة ارتفاع %70.17، فيما انخفضت المبيعات المصدرة من 0.840 مليار إلى 0.601 مليار جنيه، بنسبة %23.9.

أما عن تكلفة المبيعات، فقد أظهرت القوائم المالية للشركة تصدر المواد الخام أعباء الشركة بقيمة 1.2 مليار، مقابل 1.1 مليار خلال الفترتين، كما أظهرت مصروفات النقل فروقا جوهرية خلال الربع الأول من العام الجارى، مقابل الفترة نفسها من العام الماضى، إذ قفزت من 95.5 مليون إلى 192.1 مليون جنيه، بنسبة ارتفاع %101.

وعلى مستوى الأعمال المستقلة خلال الربع الأول من العام الجارى، ارتفعت أرباح الشركة إلى 588.23 مليون جنيه، مقابل 150.53 مليون فى الربع المقارن من 2024.

وأبرمت “العربية” فى 19 فبراير 2025 عقد تمويل مع البنك الأوروبى لإعادة التعمير والتنمية بقيمة 25 مليون يورو بمعدل عائد %4.35 فوق سعر “اليوروبور” (سعر الفائدة على معاملات اليورو فيما بين المصارف) بغرض مساندة الشركة فى جهودها لتخفيض الانبعاثات الكربونية وزيادة كفاءة الطاقة المستخدمة.

وتلتزم الشركة بسداد قيمة القرض على 15 قسطا ربع سنوية متساوية بدءاً من تاريخ سداد أول فائدة والتى ستستحق بعد 18 شهرا من تاريخ إبرام اتفاقية القرض، وأشارت الشركة إلى أن البنك لم يصرف أى مبالغ من القرض حتى تاريخه إذ تقوم “العربية” حالياً باستيفاء بعض الشروط واستكمال المستندات المطلوبة.

مصر بنى سويف

أظهرت بيانات شركة مصر بنى سويف للأسمنت، إنها حققت صافى ربح مجمع بلغ 574.01 مليون جنيه خلال الربع الأول من العام الجارى، مقابل 41.52 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضى، بنسبة ارتفاع %1282.

وأضافت الشركة أن الإيرادات المجمعة خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام الجارى بلغت 1.57 مليار جنيه، مقابل 0.666 مليار جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضى.

وتحملت الشركة تكاليف بقيمة 843.5 مليون جنيه خلال الربع الأول من 2025، وتصدرت الخامات تكاليف المبيعات بقيمة 63.5 مليون جنيه، وتلتها مواد التعبئة والتغليف، بقيمة 72.3 مليون جنيه، بينما بلغت مصاريف النقل 11. 6 مليون جنيه.

وتعمل الشركة على تنفيذ مشروع محطة الطاقة الشمسية بتكلفة 41 مليون جنيه.

وعلى صعيد القوائم غير المجمعة، قفزت أرباح الشركة المستقلة إلى 572.78 مليون جنيه خلال المدة من يناير حتى نهاية مارس الماضى، مقابل 41.52 مليون جنيه فى الربع المقارن من العام الماضي.

وكانت مصر بنى سويف للأسمنت قد حققت 833.16 مليون جنيه صافى ربح مجمع خلال 2024، وسجلت صافى ربح مستقل بلغ 833.49 مليون جنيه خلال 2024، مقابل 369.1 مليون جنيه ربح خلال 2023.

وتتعرض الشركة نتيجة الأنشطة التى تزاولها إلى مخاطر مالية متنوعة، بما فى ذلك مخاطر السوق والائتمان والسيولة ومخاطر التدفقات النقدية المتعلقة بسعر الفائدة.

ويهدف برنامج إدارة المخاطر إلى تقليل الأثار السلبية المحتملة لتلك المخاطر على الأداء المالى للشركة.

كما تتعرض الشركة لمخاطر أسعار العملات الأجنبية عن العديد من مراكز العملات الأجنبية وبصفة رئيسية الدولار الأمريكى واليورو، ولا تستخدم الشركة المشتقات المالية للتحوط لمقابلة مراكز العملات الأجنبية، إلا أن الإدارة تهدف إلى تخفيض مراكز العملات المكشوفة إلى المدى اللازم للقيام بأعمالها.

وتعمل الشركة على الحصول أفضل الشروط المتاحة فى السوق المصرفية بصورة دورية للحد من مخاطر تغير أسعار الفائدة، كما تتمثل مخاطر الائتمان فى عدم قدرة أحد الأطراف الممنوح لهم الإئتمان على سداد المبالغ المستحقة عليهم وتمنح إئتمان للعملاء كل على حسب ملائته المالية وذوى السمعة المالية الصنة إن تطلب الأمر ذلك ويعتبر هذا الخطر محدود حالياً نظرا للتحصيل الفورى لمستحقاتها.

مصر للأسمنت - قنا

كشفت القوائم المالية المجمعة لشركة مصر للأسمنت - قنا، عن الربع الأول من العام الجارى، ارتفاع أرباح الشركة بنسبة %857.47، على أساس سنوى، وسجلت صافى ربح بلغ 310.7 مليون جنيه منذ بداية يناير حتى نهاية مارس 2025، مقابل أرباح بلغت 32.45 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي.

وارتفعت صافى مبيعات الشركة خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام الجارى إلى 1.82 مليار جنيه، مقابل 1.25 مليار جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضى، وتحملت الشركة أعباء 1.2 مليار مليار، مقابل 1.1 مليار جنيه فى نفس الفترة.

وخصصت الشركة 124.2 مليون خلال الربع الأول من 2025 مقابل 116.5 مليون جنيه فى الفترة نفسها من 2024 للمبانى والإنشاءات ضمن المشاريع تحت التنفيذ، بالإضافة إلى 0.285 مليون للآلات والمعدات.

وارتفعت أرباح الشركة فى القوائم المستقلة إلى 165.36 مليون جنيه بنهاية الربع الأول من 2025، مقابل 48.63 مليون جنيه خلال الربع نفسه من العام الماضي.

جنوب الوادي

أما عن «جنوب الوادى للأسمنت»، فكشفت القوائم المالية للشركة، عن الربع الأول من العام الجارى، ارتفاع خسائر الشركة بنسبة %586.56 على أساس سنوى، حيث سجلت خسائر بلغت 317.88 مليون جنيه منذ بداية يناير حتى نهاية مارس 2025، مقابل 46.3 مليون جنيه خسائر خلال الفترة نفسها من العام الماضى.

صعدت مبيعات الشركة خلال الربع الأول من العام الجارى إلى 660.19 مليون جنيه، مقابل 328.37 مليون جنيه خلال الربع نفسه من 2024، ورغم تلك المبيعات قفزت التكاليف من 277.9 مليون إلى 670.1 مليون جنيه بنسبة ارتفاع %141.1 فى نفس الفترة.

وتصدرت إيرادات الأسمنت السائب، مبيعات الشركة خلال الربع الأول من العام الجارى مقابل نفس الفترة من العام الماضى، سجلت 481.6 مليون خلال الربع مقابل 229.3 مليون جنيه، كما ارتفعت إيرادات الأسمنت المعبأ من 92 مليون إلى 160 مليون جنيه.

كما تصدرت المواد الخام التكاليف المباشرة، حيث قفزت من 230.6 مليون إلى 461.6 مليون جنيه بنسبة ارتفاع %100.17، بالإضافة إلى ظهور بند جديد (حق انتفاع – أراضي) بقيمة 44 مليون جنيه.

أسمنت سيناء

حققت شركة أسمنت سيناء صافى ربح بلغ 197.31 مليون جنيه خلال الفترة من يناير حتى نهاية مارس 2025، مقابل أرباح بقيمة 301.11 مليون جنيه فى الفترة المقارنة من 2024، بنسبة تراجع %34.5، على أساس سنوى، مع الأخذ فى الاعتبار حقوق الأقلية.

و أظهرت القوائم المالية المجمعة للشركة، ارتفاع مبيعات الشركة خلال الربع الأول من العام الجارى إلى 2.01 مليار جنيه، مقابل مبيعات بلغت 1.16 مليار جنيه فى الربع المقارن من 2024، بنسبة %73.2.

ورغم تلك المبيعات التى حققتها إلا أنها تحملت تكاليف بقيمة 1.13 مليار مقابل 0.833 مليار جنيه فى نفس الفترة، وتصدرت الخامات ومستلزمات التشغيل والطاقة، ومواد التعبئة والتغليف، تكاليف مبيعات الشركة حيث سجلت 835.9 مليون جنيه فى الربع الأول من 2025، مقابل 666.9 مليون نفس الفترة من 2024، بنسبة ارتفاع %25.3.

وعلى صعيد القوائم غير المجمعة، تراجعت أرباح الشركة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجارى إلى 194.25 مليون جنيه، مقابل أرباح بقيمة 302.77 مليون جنيه خلال نفس الفترة من 2024.

وضعت إدارة الشركة ترتيبات لتنويع مصادر التمويل وإدارة الأصول لمواجهة خطر السيولة، ومراقبتها بصورة يومية، للحفاظ على التوازن بين استمرار التمويل والمرونة من خلال استخدام الودائع البنكية والتسهيلات البنكية.

كما تواجهة الشركة مخاطر السوق هى مخاطر تقلب قيمة الأصول نتيجة للتغيرات فى متغيرات السوق مثل أسعار الفائدة وأسعار صرف العملات الأجنبية وأسعار الأسهم سواء نتجت هذه التغيرات عن عوامل تتعلق باستثمارات خاصة أو الجهة المصدرة له أو عوامل تؤثر على جميع الاستثمارات المتداولة بالسوق، بالإضافة إلى خطر تقلبات سعر صرف العملات الأجنبية، والذى يؤثر على المدفوعات والمقبوضات وتقييم الأصول والالتزامات بالعملات الأجنبية وذلك لوجود أرصدة بالعملات الأجنبية لا تكفى لسداد الالتزامات وتعمل الشركة على تقليل تلك المخاطر.

كفاءة المصنع تحدد مسار الأرباح

من جهته، قال الدكتور أحمد شرين كُريم، رئيس شعبة الأسمنت بغرفة صناعة مواد البناء باتحاد الصناعات المصرية، إن تفاوت الأرباح يرجع لكفاءة المصنع لآخر، حسب طاقته الإنتاجية، وطرق التسويق والمبيعات والكوادر التى تعمل فيه.

وأضاف «كُريم» فى تصريحات خاصة لـ «المال»، أن قفزة أرباح العربية للأسمنت لـ %287 متوقع، حيث تتصدر الشركات فى الإنتاج، ومشهود لها بالكفاءة وتعمل على مستوى عالى بمختلف الأصعدة، على رأسها الطاقة الإنتاجية وحركة المبيعات والتوزيع.

وتابع أن شركة جنوب الوادى لديها مشاكل معضلة، ولها فترة طويلة تعانى ولم تتعافى حتى الآن، حيث ضعف الإنتاج وتعطيل الماكينات أبرزها الأفران، الامر الذى يجبرها على شراء «الكلنكر».

وأشار إلى أن شركة مصر بنى سويف تعمل ولكن ليس بكامل طاقتها، وتحتاج للعودة بشكل أفضل لدعم السوق، لافتا إلى أن التصدير مطلوب لإنتعاش القطاع ويتطلب ذلك الكفاءات والفعالية فى الإنتاج والمبيعات والتوزيع.

 مشاكل ضخمة

وأكد أن كل شركات الأسمنت تحقق أرباح ما عدى «جنوب الوادى”،حيث أنها تحتاج لضخ استثمارات ضخمة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل للمصنع وكفاءته لاستعادة وضعها الطبيعى فى السوق.

وأردف أن قطاع الأسمنت سيشهد انتعاشة فى أدائه خلال العام الجارى، وربما يكون هناك بعض التحديات، أبرزها خفض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، والعمل على طرح أنواع جديدة للأسمنت، أشهرها «البوزولانى” والذى يستخدم فى الدول الأوربية والخليج، كونه يسهم فى خفض الانبعاثات والتكلفة، وتعزيز عملية التصدير للخارج.

ومن جانبه قال حسام عيد محلل مالى، وعضو مجلس إدارة شركة كابيتال فايننشال لتداول الأوراق المالية، إنه من المعتاد أن تشهد شركات الأسمنت المقيدة بالبورصة المصرية، إيرادات وأرباح محدودة خلال الربع الأول من العام الجارى، نتجية لحالة الركود التى تشهدها وعدم حالة النشاط، مما يؤثر سلبيا على القوائم المالية للشركات.

وأضاف «عيد» فى تصريحات خاصة لـ«المال»، أن شركات الأسمنت المقيدة ستشهد قفزة كبيرة خلال الربع الثانى وبالأخص الثالث من العام، وتعتبر فترة ذروة للقطاع، حيث نمو المبيعات والإيرادات، وانتعاش الأرباح.

تحديات القطاع

وتابع أبرز التحديات التى يواجها القطاع، حالة الركود فى السوق نتيجة لارتفاع التضخم وتكاليف الإنتاج، مشيرا إلى أن العقارات قائد قاطرة التنمية فى قطاع الأسمنت، حيث القطاع الأبرز الذى يسهم فى ارتفاع نمو المبيعات والإيرادات، مما يعود بالإيجاب على على هامش أرباح الشركات.

وأشار إلى أنه خلال الفترة الماضية، استمرت «جنوب الوادى” فى مسار الخسائر وتراجع الأرباح حتى وإن كان هناك نمو فى المبيعات بعض الشئ، مما يرجع ذلك للهيكل التمويلى للشركة، وغرقها فى الديون والقروض.

وأوضح أن «جنوب الوادى”، تحتاج لإعادة هيكلة الهيكل التمويلى لها لمضاعفة الربح ونمو المبيعات، لافتا إلى أن من ضمن عوامل ضعف أرباح الشركة تهالك خطوط الإنتاج، حيث تحتاج لضخ خطوط جديدة ودخل التكنولوجيا، مؤكدا أن تلك الحطوات تعتبر السبيل الوحيد لخروج الشركة من مسار الخسائر لمسار الأرباح.

انتعاشة مرتقبة

أما عن شركة العربية للأسمنت، لفت حسام عيد إلى أنه رغم ارتفاع التكاليف إلأ أنها حققت أداءا ماليا قويا، ويرجع ذلك كونها عملت على خفض الهيكل التمويلى لها والديون، مما انعكس على هامش الربح وتعزيزه، ومتوقع استمرار اداءها الإيجابى خلال الفترة المقبلة.

على الرغم من التحديات، فإن قدرة بعض شركات الأسمنت على تحقيق نمو قياسى فى الأرباح يعكس مرونة القطاع ووجود فرص حقيقية، التوجه نحو الطاقة المتجددة، كما هو الحال فى مشروع محطة الطاقة الشمسية لـ”مصر بنى سويف” ومساعى “العربية للأسمنت” لخفض الانبعاثات، يُعد خطوة إيجابية نحو مستقبل أكثر استدامة وكفاءة.

يظل قطاع الأسمنت عنصرًا حيويًا فى قطاع التشييد والبناء، ومن المتوقع أن تستمر الشركات فى البحث عن حلول مبتكرة لتعزيز تنافسيتها وتحقيق النمو فى ظل الظروف الاقتصادية المتغيرة.

«العربية» و«بنى سويف» تحققان قفزات تاريخية.. ومؤشرات سلبية لـ«جنوب الوادى»

مكاسب «سيناء» تهبط %34.5 بنهاية مارس الماضى

الطاقة الإنتاجية والتسويق يحددان المصير.. وتوقعات بانتعاشة قادمة

أحمد كُريم: كفاءة المصنع وخطوط الإنتاج كلمة السر للعوائد.. و«البوزولانى» وخفض الانبعاثات أبرز التحديات

حسام عيد: رواج مرتقب بالربعين.. والعقارات قاطرة النمو المتوقعة