يرى عدد من خبراء سوق المال أن التراجع الذى شهدته مؤشرات البورصة المصرية خلال جلسة أمس يُعد حركة طبيعية فى إطار موجة جنى أرباح مؤقتة، جاءت بالتزامن مع اضطرابات فنية أثّرت على كفاءة الشاشات وأسعار التداول، وهو ما أدى إلى حالة من الارتباك لدى المستثمرين.
ورغم هذا التراجع، لا تزال النظرة المستقبلية إيجابية، مع ترقب عودة المؤشر الرئيسى لمستوياته الصاعدة فى ظل استقرار الأوضاع الفنية ودعم السياسات النقدية.
وأنهت البورصة المصرية جلسة الأحد على تراجعات جماعية، إذ انخفض المؤشر الرئيسى EGX30 بنسبة %0.74 ليغلق عند 33076 نقطة، وكذلك “EGX70” بنحو %0.23 لمستوى 10107 نقاط، وكذلك هبط “EGX100” الأوسع نطاقًا بحوالى %0.35 مسجلًا 13655.
وشهدت الجلسة تداولات على 214 سهمًا، ارتفع منها 65 فقط، مقابل تراجع 120، بينما استقر 29 دون تغيير، وبلغ إجمالى قيمة التداول 2.8 مليار جنيه، فى حين سجل رأس المال السوقى 2.35 تريليون جنيه.
ووفقًا لبيانات السوق، اتجه المصريون نحو الشراء بصافى 64.8 مليون جنيه، فى حين سجل المستثمرون العرب والأجانب صافى بيع بقيمة 41.2 و23.6 مليون على التوالي.
فى البداية، قال الدكتور سامح هلال، العضو المنتدب لشركة «أمان» لتداول الأوراق المالية إن السوق تعانى حاليًا من حالة ارتباك شديد بسبب التأثير القوى لانقطاع الإنترنت، والذى انعكس على أداء المؤشرات، مؤكدًا أن هناك تخبطًا واضحًا فى الأسعار ونقصًا فى دقة المعلومات المنشورة، ما أضعف قدرة المستثمرين على اتخاذ قرارات سليمة وزاد من حالة القلق داخل الجلسة.
وأشار إلى أن المستوى 33000 نقطة يُعد منطقة دعم قوية للمؤشر الرئيسي، متوقعًا أن تشهد السوق ارتدادًا منها، لا سيّما فى ظل المعطيات الأخيرة، والتى تشمل تثبيت “الفيدرالى الأمريكي” سعر الفائدة، وكذلك قرار البنك المركزى المصرى بالإبقاء على مستوياتها دون تغيير.
وأوضح أن التراجع الذى شهدته السوق أمس يُعد أمرًا طبيعيًا فى سياق عمليات جنى أرباح بعد الارتفاعات الأخيرة، بالإضافة إلى تداعيات انقطاع خدمات الإنترنت التى أثرت على البنية التحتية للتداول.
كما توقع أن يشهد قطاع البتروكيماويات أيضًا موجة من الأرباح خلال الفترة المقبلة، تزامنًا مع تعافى المؤشر من موجة الهبوط الحالية.
وأشار “هلال” إلى أن المؤشر الرئيسى EGX30 سيواجه مستويات مقاومة عند 33300 نقطة، تليها مقاومة أخرى عند 33700 نقطة، معتبرًا أن الهبوط الحالى ليس إلا حركة تصحيحية فى إطار اتجاه عام صاعد، ومردود طبيعى لقرارات السياسة النقدية الأخيرة.
من جانبها، قالت إيلاف المدير، نائب إدارة التحليل الفنى بشركة «عربية أونلاين»، إن البورصة المصرية ما زالت تحافظ على نظرة إيجابية رغم التراجعات الأخيرة، مؤكدة أن ما حدث يُعد موجة طبيعية من جنى الأرباح.
وأوضحت أن المؤشر الرئيسى EGX30 يواجه مقاومة مهمة عند 33400 نقطة، مشيرة إلى ضرورة اختراقها والثبات أعلاها بجلسات قوية لاستهداف مستويات أعلى قرب 34400.
وأضافت أن السوق أغلقت قريبًا من دعم مهم عند 33000 نقطة، والحفاظ عليه يعزز فرص الارتداد، بينما كسر هذا المستوى قد يدفع لاختبار 31600 نقطة، وهو ما يمثل فرصة لبناء مراكز جديدة، مؤكدة أن الاتجاه الصاعد سيظل قائمًا طالما ظل التداول أعلى 32200.
وبالنسبة لمؤشر “EGX70”، أشارت إلى أنه لا يزال قويًا ما دام فوق 10000 نقطة، وأن تجاوزه لمستوى 10250 سيعزز مستهدفات جديدة عند 10500 ثم 10700.
ورشّحت قطاعات البترول والأدوية والأغذية لتحقيق أداء قوى خلال الفترة المقبلة، مع التركيز على أسهم مثل “أبو قير”، و”سيدى كرير”، و”موبكو”، بالإضافة إلى “جهينة” و”إيديتا”.
