في أول رد رسمي على تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على الدول التي تتبنى ما وصفه بسياسات "مناهضة لأمريكا"، أكدت الصين أن مجموعة "بريكس" لا تسعى إلى المواجهة، وأن اللجوء إلى السياسات الحمائية وحروب الرسوم لن يفضي إلى نتائج إيجابية لأي طرف.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية (AFP): "الصين أوضحت مرارًا أن حروب الرسوم الجمركية لا يخرج منها أحد رابحًا، وأن الحمائية ليست السبيل نحو المستقبل". جاء ذلك في أعقاب تصريحات ترامب التي هدد فيها بمعاقبة الدول التي تتماشى مع ما وصفه بـ"سياسات بريكس المعادية لأمريكا"، بفرض تعريفات جمركية عقابية.
قمة البريكس تندد بالضربات الأمريكية الإسرائيلية ضد إيران
جاءت تهديدات ترامب عقب البيان الختامي الصادر عن قمة بريكس لعام 2025 التي انعقدت في البرازيل، حيث ضمّت القمة الموسعة 10 دول هي: البرازيل، الصين، مصر، إثيوبيا، الهند، إندونيسيا، إيران، روسيا، جنوب أفريقيا، والإمارات. وقد أدان البيان المشترك الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد منشآت نووية وعسكرية في إيران، واصفًا إياها بأنها "غير قانونية"، ومشدّدًا على ضرورة احترام القانون الدولي.
واعتبرت هذه الإدانة واحدة من أشد البيانات الصادرة عن تكتل بريكس ضد عمل عسكري غربي، ما فُسّر على أنه موقف سياسي متمايز يعبّر عن تزايد استقلالية المجموعة في الساحة الدولية.
رفض جماعي لسياسات رفع الرسوم الجمركية
البيان الختامي للقمة لم يشر صراحةً إلى الولايات المتحدة، لكنه وجّه انتقادات واضحة إلى "الزيادات العشوائية في الرسوم الجمركية"، محذرًا من أن مثل هذه الإجراءات قد تؤدي إلى زعزعة التجارة العالمية وتعطيل سلاسل الإمداد الدولية.
ويبدو أن هذه الفقرة تحديدًا كانت المحرك الأساسي لرد ترامب، الذي اتهم دول المجموعة باتخاذ مواقف "تضر بالمصالح الأمريكية"، معلنًا أن أي دولة تدعم هذه التوجهات "يجب أن تكون مستعدة لتداعيات اقتصادية".
ولم تقتصر مداولات القمة على الملف الإيراني، بل تناولت كذلك الحرب في غزة، حيث أعربت دول بريكس عن قلقها من التصعيد العسكري الأحادي الجانب، ودعت إلى إيجاد حلول سلمية للأزمات الإقليمية، مؤكدة موقفها المنحاز إلى صوت "الجنوب العالمي" الرافض لتدويل الصراعات والعنف.
وتبرز هذه التطورات في سياق عالمي متوتر، تتزايد فيه حدة التنافس الجيوسياسي والضغوط الاقتصادية، وتؤكد الصين من خلال خطابها الرسمي أنها ماضية في التمسك بالتعددية والتعاون، في مقابل تصاعد الخطاب الحمائي من جانب واشنطن.
