قال إسلام كمال الباحث في الشئون الإسرائيلية، إن مصر تتحمل عبئًا تاريخيا بالغًا في ملف إعمار غزة، مشددًا على أن القاهرة هي الطرف الوحيد الذي يضطلع بمسؤولية شاملة سياسية واقتصادية وإنسانية، وسط تقاعس إقليمي ودولي واضح.
وأوضح كمال، خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن ما يجري اليوم يتجاوز مجرد أزمة إنسانية في القطاع، بل يهدد الأمن القومي المصري بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن أحد السيناريوهات الخطيرة التي يجري التمهيد لها هو إقامة حكومة عسكرية إسرائيلية كاملة على غزة، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد مباشر على الحدود المصرية.
وأضاف أن المشهد يزداد تعقيدًا مع تزايد الضغوط على مصر، ليس فحسب من الجانب الإسرائيلي، ولكن أيضًا من أطراف خليجية تسعى للإضرار بقناة السويس بطرق غير مباشرة، إلى جانب الضغط في ملفات إستراتيجية متشابكة مثل ما يجري في سوريا، وتحركات التنظيمات المتطرفة في الشمال.
وتابع كمال: "نحن أمام مرحلة فارقة بعد وقف إطلاق النار، حيث ستُفتح نقاشات واسعة بشأن الانضمام إلى ما يُعرف بـ«الاتفاقيات الإبراهيمية»، وسط محاولات مستمرة لإعادة صياغة المفاهيم الثقافية والدينية بهدف تمرير التطبيع بالقوة الناعمة".
وأشار إلى أن هناك محاولات خطيرة لتأطير التطبيع مع إسرائيل كقيمة دينية وأخلاقية، لدرجة أن من يرفضه قد يُصنف ضمن خانة "الكفر" أو "التشدد"، مؤكدًا أن هذا الانحراف سيُوظف دينيا وثقافيا في المرحلة المقبلة لتكميم الأصوات الرافضة.
كما أكد كمال أن المجتمع الإسرائيلي اليوم يميني بالكامل، قائلا: "حتى من يُصنفون وسطيين، مثل نائب رئيس الأركان السابق، هم في الحقيقة أكثر تشددًا من اليمين الكلاسيكي"، مضيفًا أن اليسار الإسرائيلي اختفى تمامًا، ولم تعد هناك أي قوة حقيقية تُوازن التطرف الصاعد.
