محلل سياسي: طهران ترى في الطاقة النووية درعًا إستراتيجية وردعًا إقليميًّا

Ad

أكد الدكتور أسامة حمدي، الخبير في الشأن الإيراني ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن إيران تنظر إلى برنامجها النووي باعتباره جزءًا لا يتجزأ من عقيدتها الإستراتيجية، وليس مجرد مشروع تكنولوجي أو طموح علمي، مشيرًا إلى أن الطاقة النووية تحولت في العقل السياسي الإيراني إلى "درع وطنية" وأداة ردع في مواجهة التهديدات الإقليمية والدولية.

وأوضح حمدي خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" على فضائية الحدث اليوم، أن البرنامج النووي الإيراني اكتسب شرعيته من سرديات تاريخية وثقافية وأمنية، تبدأ من الضربات الكيماوية التي تعرضت لها طهران خلال حربها الطويلة مع العراق في الثمانينات، وحتى شعور النظام الإيراني الدائم بأنه محاصر في محيط معادٍ، وهو ما دفعه إلى اعتبار امتلاك القدرة النووية ضرورة استراتيجية لبقائه.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تدرك تمامًا هذا البُعد العقائدي والأمني للمشروع النووي الإيراني، لذلك تسعى جاهدة لاحتوائه، إما عبر التفاوض أو عبر الضغط والتهديد، كما جاء في تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي لوّح صراحة بقصف طهران إذا ما أعادت تفعيل برنامجها النووي.

وأكد أن إيران لن تتراجع تحت التهديد العسكري أو السياسي، لافتًا إلى أن النظام الإيراني يعد أي تراجع في هذا الملف بمثابة انكسار داخلي يمس شرعيته أمام شعبه ومؤسساته.

كما أشار حمدي إلى أن جذور المشروع النووي الإيراني تعود إلى عهد الشاه في خمسينات القرن الماضي، لكنه أخذ طابعًا أمنيًا وتسليحيًا بعد الثورة الإسلامية، وخاصة بعد تدمير مفاعلاته في الثمانينيات، وهو ما شكل نقطة التحول نحو التمكين الكامل في هذا المجال.

واختتم الدكتور أسامة حمدي تصريحه بتأكيد أن الملف النووي الإيراني سيظل أحد أعقد وأخطر الملفات الإقليمية والدولية، وأن المنطقة قد تشهد جولات تصعيد جديدة إذا فشلت جهود التفاوض، في ظل إصرار طهران على المضي في مشروعها، وإصرار الغرب على تقليصه.