كشف الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن البرنامج النووي الإيراني أصبح أكثر تعقيدًا وانتشارًا جغرافيًّا مما كان متصوَّرًا، موضحًا أن طهران وزّعت أنشطة تخصيب اليورانيوم ومكوناته التقنية على أكثر من 21 موقعًا نوويًّا داخل البلاد، بما يشمل منشآت تحت الأرض، وأخرى محصَّنة بشكلٍ يصعّب اختراقها أو استهدافها.
وأوضح غباشي، خلال لقاء في برنامج "خط أحمر"، على فضائية الحدث اليوم، أن هذا التوزيع المدروس هو جزء من الإستراتيجية الإيرانية لحماية برنامجها النووي من أي ضربات عسكرية محتملة، خاصة من جانب الولايات المتحدة أو إسرائيل، مؤكدًا أن كثافة المنشآت وتباعدها الجغرافي يخلقان صعوبة كبيرة أمام أجهزة الاستخبارات والمراقبة الدولية.
وأشار إلى أن إيران تمتلك ما يزيد على 23 ألف جهاز طرد مركزي، وفق ما صرّح به خبراء دوليون في مجال الطاقة النووية، من بينهم الدكتور يسري أبو شادي، وهو رقم يتجاوز بكثير ما تمتلكه بعض الدول النووية التقليدية، مما يعكس حجم التقدم الذي أحرزته طهران في هذا الملف.
وأضاف نائب المركز العربي أن المنشآت الإيرانية لا تقتصر على مواقع سطحية، بل هناك بنية تحتية نووية تمتد إلى أعماق الأرض، في مناطق جبلية يصعب الوصول إليها، لافتًا إلى أن أجزاء من هذا البرنامج محمية داخل مبانٍ خدمية وهمية أو منشآت غير مصنفة، وهو ما يزيد من تعقيد مشهد المراقبة والتفتيش الدولي.
وفيما يتعلق بالرقابة الدولية، أشار غباشي إلى أن هناك حالة من الشك المتزايد داخل إيران تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ يعتبر كثير من صناع القرار في طهران أن التقارير الصادرة عنها تُستخدم ذريعة سياسية من قِبل الغرب لتبرير الضغط أو توجيه ضربات عسكرية، مثلما حدث مؤخرًا مع إسرائيل.
واختتم الخبير الإستراتيجي تصريحه بالتحذير من أن الغموض الذي يلف برنامج إيران النووي، والتوسع الأفقي فيه، قد يؤديان إلى مفاجأة دولية غير متوقعة، وربما تُصدم المنطقة والعالم بتجربة نووية فعلية في لحظة ما، إذا ما استمر التصعيد دون ضوابط واضحة.
