Ad

أعلنت شركة فيرايزون بيزنس الأمريكية، اليوم الأربعاء، عن فوزها بعقد لإنشاء عدة شبكات جيل خامس خاصة (Private 5G) في منطقة "ثيمز فريبورت" — أحد أبرز مراكز الشحن والخدمات اللوجستية في المملكة المتحدة — وذلك بالشراكة مع شركة نوكيا الفنلندية، في خطوة يُتوقع أن تدعم تحولًا تشغيليًا واسع النطاق في المنطقة.

وتشمل الصفقة، التي لم يُفصح عن تفاصيلها المالية، تنفيذ البنية التحتية للاتصالات في مواقع صناعية متفرقة على امتداد مصب نهر التايمز، بما في ذلك ميناء لندن غيتواي ومجمع لوجستي تابع لشركة DP World، إضافة إلى ميناء تيلبري ومصنع "فورد" في "داغنهام"، وهو الأكبر للشركة في العاصمة البريطانية، وفقا لوكالة رويترز.

شبكات مخصصة لعصر الذكاء الاصطناعي


تمثل شبكات الجيل الخامس الخاصة حلاً عالي الكفاءة لتوفير اتصال فائق السرعة ومضمون، بعيدًا عن الازدحام والتقلبات التي تُصاحب الشبكات العامة. وتفتح هذه التقنية الباب أمام تطبيقات صناعية متقدمة مثل تحليلات البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، الصيانة التنبؤية، أتمتة العمليات، التحكم في المركبات ذاتية القيادة، مراقبة السلامة، وتنظيم سلاسل الإمداد في الزمن الحقيقي.

وتُعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية فيرايزون للتوسع في الأسواق الدولية، خصوصًا في قطاعات التصنيع والخدمات اللوجستية، مستفيدة من شراكتها مع نوكيا كمزود حصري للأجهزة والبرمجيات، خاصة في الأسواق التي لا تمتلك فيها بنية تحتية عامة خاصة بها.

دعم التحول الاقتصادي في ممر "فريبورت"
تم تأسيس ثيمز فريبورت في عام 2021 كممر اقتصادي يمتد على مساحة 34 كيلومترًا ضمن مبادرة "المناطق الحرة" البريطانية، ويوفر مجموعة من الحوافز والامتيازات الضريبية لجذب الاستثمارات وتعزيز النشاط الاقتصادي في منطقة مصب التايمز، وهي منطقة ذات أهمية لوجستية فائقة للمملكة المتحدة.

ويُتوقع أن تسهم هذه الشبكات في تسريع التحول الرقمي في إدارة الموانئ والمرافق الصناعية، ما يعزز من قدرة المنطقة على التكيف مع التحديات الاقتصادية وتحقيق تحول تشغيلي بقيمة مليارات الدولارات، حسب ما وصفه الطرفان.

توجّه أوروبي نحو رقمنة البنية التحتية اللوجستية
رغم أن تبني الجيل الخامس في الموانئ الأوروبية لا يزال في مراحله الأولى، إلا أن هذه التقنية تمثل عنصرًا حاسمًا في إدارة البيانات الضخمة التي تتطلبها عمليات الشحن الحديثة، من تتبع الحاويات والرافعات إلى استخدام الطائرات بدون طيار وأجهزة الاستشعار الصناعية.

ويعكس هذا المشروع التوجه الأوروبي نحو رقمنة البنية التحتية اللوجستية، ويدعم جهود المملكة المتحدة في تحسين كفاءة سلاسل الإمداد ورفع قدرتها التنافسية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

تمثل هذه الخطوة نقلة نوعية في دمج التقنيات المتقدمة ضمن البنية التحتية الحيوية للمملكة المتحدة، وتؤكد على دور شبكات الجيل الخامس الخاصة كأداة استراتيجية لتعزيز الإنتاجية والمرونة في مواجهة التحديات الجيوسياسية والاقتصادية.