ترقب لإغلاق مضيق هرمز.. العالم ينتظر رد طهران بعد الضربات الأمريكية على منشآت نووية إيرانية

Ad

تتجه أنظار العالم نحو إيران مع تصاعد التوترات، في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة "دمرت بالكامل" منشآت إيران النووية الرئيسية، في أكبر تدخل عسكري غربي ضد الجمهورية الإسلامية منذ الثورة الإيرانية عام 1979.

وقد شنت الولايات المتحدة ضربات جوية دقيقة على منشأة "فوردو" النووية الواقعة تحت الأرض باستخدام قنابل خارقة للتحصينات تزن 30 ألف رطل، في عملية خلفت دماراً يمكن رصده بالأقمار الصناعية. رغم التصعيد، لم ترد إيران حتى الآن باستهداف مباشر للقواعد الأمريكية أو تعطيل إمدادات النفط العالمية، ما فُسّر على أنه محاولة لتفادي مواجهة شاملة مع واشنطن، وفقا لوكالة رويترز.

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي صرّح من إسطنبول بأن طهران تدرس "جميع الخيارات الممكنة"، وأنه "لن يكون هناك مجال للدبلوماسية قبل الرد على هذا العدوان".

في المقابل، وصف ترامب الضربات بأنها "نجاح عسكري باهر"، مضيفاً أن "منشآت إيران النووية الرئيسية قد مُحيت بالكامل"، محذّراً من أن "الهجمات القادمة ستكون أعظم وأيسر إن لم تُذعن طهران للسلام". ومع ذلك، أكّد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسث أن "العملية لم تكن بهدف تغيير النظام"، بل جاءت لـ"تحييد الخطر الذي يشكله البرنامج النووي الإيراني".

وأكّد نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس أن "الولايات المتحدة ليست في حالة حرب مع إيران بل مع برنامجها النووي"، مشيراً إلى أن التدخل الأمريكي "أعاد البرنامج سنوات إلى الوراء".

تهديد بإغلاق مضيق هرمز


في خطوة قد تفتح جبهة اقتصادية عالمية جديدة، صوّت البرلمان الإيراني لصالح مشروع قرار يقضي بإغلاق مضيق هرمز – الشريان الحيوي الذي يمر عبره نحو ربع إمدادات النفط العالمية. وأفادت قناة "برس تي في" الإيرانية أن التنفيذ الفعلي للقرار ينتظر موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي، برئاسة مرشد الثورة علي خامنئي.

ويُعد إغلاق المضيق تصعيداً خطيراً قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط العالمية، ويضع البحرية الأمريكية، التي تتولى تأمين الملاحة في المنطقة، في مواجهة مباشرة مع القوات الإيرانية.

في هذا السياق، حذر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو طهران من الإقدام على أي رد عسكري، واصفاً إياه بـ"الخطأ الأكبر الذي قد ترتكبه على الإطلاق"، مشيراً إلى أن واشنطن "حققت أهدافها ولا تخطط حالياً لمزيد من العمليات ما لم تتجاوز إيران الخط الأحمر".

الأمم المتحدة على خط الأزمة
طالبت إيران مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة، واصفة الضربات الأمريكية بأنها "عدوان صارخ وغير قانوني"، وداعية المجتمع الدولي إلى إدانته بأشد العبارات.

مع تصاعد وتيرة الهجمات، نزح الآلاف من سكان طهران إلى المناطق الريفية هرباً من الغارات الإسرائيلية. وأفادت السلطات بمقتل أكثر من 400 مدني منذ بدء الهجمات، في حين تواصل إيران إطلاق الصواريخ على إسرائيل، مما أسفر عن سقوط 24 قتيلاً خلال الأيام التسعة الماضية. وأعلنت الحرس الثوري عن إطلاق 40 صاروخاً في أحدث هجوم ليلي.

وفي إسرائيل، دوت صفارات الإنذار في مختلف المدن، فيما تحدث سكان تل أبيب عن دمار واسع. وقال أحد الناجين: "الوضع صعب للغاية، لكننا أقوياء وسننتصر".

يُذكر أن إسرائيل كانت قد بدأت الهجوم على إيران في 13 يونيو، بهدف القضاء على برنامجها النووي، وهو هدف لطالما رددته تل أبيب. ورغم امتلاكها تكنولوجيا متقدمة، فإن القدرة على تدمير منشآت محصّنة كمنشأة "فوردو" تبقى حكراً على الولايات المتحدة.

وبينما نفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسجيل أي مستويات إشعاعية غير معتادة، أكدت مصادر إيرانية أن غالبية اليورانيوم عالي التخصيب قد تم نقله من الموقع قبل الغارات.

وفي خضم هذه الأزمة، يُعدّ قرار ترامب الانخراط في هذا التصعيد أكبر مغامرة في مسيرته السياسية، في حين هنّأه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على "القرار الشجاع"، معبراً عن دعمه الكامل للعملية.