قال الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية السابق ، أن هناك تساؤلات من البعض في أعقاب الضربة الأمريكية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، لماذا لم تُرصد مستويات إشعاعية مرتفعة رغم شدة القصف وخطورة المواقع المستهدفة.
وأرجع الوكيل في تصريحات صحفية، أن عدم رصد مستويات إشعاعية مرتفعة يرجع بالدرجة الأولى إلى العمق الكبير الذي أنشئت فيه هذه المنشآت، خاصة منشأتي فوردو ونطنز.

وأضاف الوكيل أن المواد النووية الموجودة في أعماق تصل إلى عشرات الأمتار محاطة بطبقات كثيفة من الصخور والخرسانة، ما يشكل حاجزًا طبيعيًا يمتص الطاقة الانفجارية ويقلل من احتمالات تدمير الحاويات النووية أو تسرب الإشعاع إلى البيئة المحيطة وفي حال حدوث أي تسرب محدود، يبقى محصورًا تحت الأرض بعيدًا عن السطح.
القنابل المخصصة لاختراق التحصينات مثل GBU‑57 تحتاج إلى دقة عالية
وأكد أنه حتى القنابل المخصصة لاختراق التحصينات مثل GBU‑57 تحتاج إلى دقة عالية، وقد لا تصل إلى قلب المنشأة مما يُبقي بعض المواد في مأمن.
- منشأة فوردو: تقع على عمق يُقدَّر بـ80–90 مترًا داخل جبل، وتُعد من أكثر المنشآت تحصينًا. تُستخدم لتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 60%.
- منشأة نطنز: تقع على عمق أقل نسبيًا (8–10 أمتار)، لكنها محمية بسقف خرساني مسلح وتحتوي على أجهزة طرد مركزي متقدمة ، وبُنيت داخل جبل اما نطنز فهي أقل تحصينًا من فوردو لكن لا تزال تحت مستوى الأرض، ما يمنحها بعض الحماية.
وحسب الوكيل من الاعتقاد بأن العمق يوفر حماية مطلقة، لكنه يقلل بشكل كبير من فرص حدوث تسرب واسع النطاق. طالما لم يحدث دمار شامل للبنية التحتية الداخلية مثل أنظمة التهوية أو التخزين، فإن الخطر الإشعاعي على البيئة والدول المجاورة يظل محدودًا.
بفضل العمق، لم تُسجّل حتى الآن أي مؤشرات على انتشار إشعاع في الأجواء الإقليمية أو تسرب مواد مشعة إلى خارج إيران، ما جنّب المنطقة كارثة بيئية محققة.
التحصين العميق لمواقع فوردو ونطنز أنقذ إيران والمنطقة المحيطة من تداعيات إشعاعية كارثية حتى الآن – بشرط أن تكون المواد النووية لا تزال في مواقعها ولم تُنقل إلى أماكن أخرى أقل أمانًا.
