دشنت وزارة النقل مؤخرًا تجربة إبحار أول يخت سياحى من القاهرة إلى دمياط، كمرحلة أولى فى اطار خطه طموحه لربط النيل بالبحر المتوسط من خلال مسارات مخصصة لسياحة اليخوت، تلبية لطلبات شركات الملاحة السياحة المصرية بفتح النهر أمام اليخوت الأجنبيه للإبحار من القاهرة إلى أسوان.
“المال” استطلعت آراء العاملين فى سياحة اليخوت، لمعرفة تقييم التجربة ومدى قابلية نجاحها، خاصة وأن القطاع ينال اهتمامًا كبيرًا من وزارة النقل، التى عملت خلال العامين الماضيين على حل مشاكل كبيرة كانت تعوق الاستفادة الكاملة من سياحة الأثرياء بالشواطئ المحلية.
ووفرت وزارة النقل نافذة رقمية أتاحت لمالك اليخت أو من ينوب عنه إدخال كل البيانات ورفع المستندات والوثائق المطلوبة للدخول للميناء، وبرنامج الرحلة بالكامل، مع معرفة الرسوم المطلوبة من الوصول حتى المغادرة، مثلما يتم فى دول أخرى، ليتم إصدار موافقة واحدة على برنامج الزيارة خلال 30 دقيقة، بدلًا من فترة كانت تتراوح بين 15 إلى 30 يومًا، قبل عامين من الآن، فضلًا عن التخفيضات التى أقرتها هيئة قناة السويس فى الرسوم والتى وصلت لـ %50 من قيمتها الاجمالية.
منتج سياحى جديد
فى البداية قال باهى نجيب نائب رئيس مجلس إدارة شركة فيلكس لسياحة اليخوت، إن إتجاه الدولة لتعظيم سياحة اليخوت عبر نهر النيل تعد المرة الأولى التى يتم فيها التخطيط لخلق منتج سياحى جديد يتمثل فى جذب الأثرياء للإبحار عبر نهر النيل من القاهرة وصولًا لأسوان.
ولفت إلى أن سفن الكروز والفنادق العائمة التى تتخذ نفس المسار حاليًا تشهد انتعاشة كبيرة وخاصة بعد عودة فتح نهر النيل للملاحة من القاهرة لأسوان بعد توقف لفترة طويلة.
وأضاف، ننتظر تقرير وزارة النقل بالحالات الفنية للأهوسة والكبارى الموجودة على نهر النيل ومسح شامل للغواطس وأعماق النهر، لتحديد حجم اليخوت التى يمكنها المرور بالنهر.
وطالب بسرعة الإعلان عن التقارير الفنية المتعلقة بتقييم أول تجربة للمسار الملاحى من القاهرة إلى دمياط، وصولًا للمرحلة الثانية التى تتمثل فى عبور اليخوت السياحية من البحر المتوسط وميناء دمياط مرورًا بالنيل حتى أسوان.
وأشار نائب رئيس شركة فيلكس للملاحه والسياحه إلى أن المستهدف من المشروع خلق منتج سياحى جديد يتمثل فى قدوم اليخت من البحر المتوسط إلى ميناء دمياط ينهى إجراءات وصوله ثم يستكمل مساره عبر فرع رشيد الدلتا، ثم إلى القاهرة، ويتوقع أن يقتصر الأمر على اليخوت الصغيرة تحت 15 مترًا.
وتطمح الحكومة لوضع المواقع البحرية المصرية كنقطة جذب صاعدة لسياحة اليخوت عالميًا، لاسيما أنها تمتلك أكثر من 2400 كيلومتر من السواحل الممتدة على البحرين المتوسط والأحمر والمنتجعات الواقعة بالقرب من المدن التاريخية والسياحية، إضافة إلى مواقع الغوص المميزة.
اهتمام غير مسبوق
من جانبه أكد القبطان محمود القاضى نائب رئيس شركة كادمار للملاحة مشاركة شركات القطاع الخاص فى المرحلة الاسترشادية التى تنظمها الجهات المعنية لتجربة مسار النهر من القاهرة إلى دمياط بالتعاون والتنسيق مع وزارة النقل ممثلة فى هيئة النقل النهرى وقطاع النقل البحرى ونوادى اليخوت وذلك لدعم تنمية سياحة اليخوت النهرية من القاهرة لأسوان عبر البحر المتوسط.
وأشار إلى الاهتمام غير المسبوق الذى تحظى به سياحة اليخوت خلال السنوات الثلاث الأخيرة وجهود وزارة النقل فى تنظيم النشاط وتذليل المعوقات أمام إنعاشه وكذلك إستجابة الفريق كامل الوزير وزير النقل لطلبات القطاع الخاص العامل فى نشاط اليخوت وتلبية حجم الطلب الأجنبى من أصحاب وملاك اليخوت للإبحار من القاهره لأسوان بربط نهر النيل بالبحر المتوسط.
المزيد من التسهيلات
وفى سياق متصل أوضح محمد موسى رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات تورنيدو للملاحة والسياحه، أن المواصفات التصميمية لليخت الذى يجوب البحار تختلف عن الذى يتردد على نهر النيل نظرًا لاختلاف العمق بين البحر والنهر.
وأشار إلى أن نجاح الخطة فى هذا الشأن يتطلب المزيد من التسهيلات لتشجيع سياحة اليخوت عبر نهر النيل، لاسيما وأنه ستثمل سفن الكروز والفنادق العائمة.
وأوضح “موسى” أن المعوقات التى تواجه سياحة اليخوت فى نهر النيل تتنوع بين مشكلات إدارية وتشريعية وبنية تحتية مثل صعوبة استخراج تصاريح الإبحار وعدم إدراج سياحة اليخوت النيلية على النافذة الموحدة الخاصة باليخوت.
وذكر أن نهر النيل يعانى من عدم وجود مراسى سياحية مؤهلة لاستقبال اليخوت، فضلًا عن عدم وجود الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والصيانة والتموين وخدمات الإصلاح كما أن القوانين المنظمة للملاحة الداخلية لم يتم تحديثها لتواكب متطلبات سياحة اليخوت الأجنبية.
وأضاف “موسى” أن المشروع الجديد يستلزم تكثيف الحملات الترويجية لسياحة اليخوت فى مصر وإتاحة الخرائط النيليه والمعلومات التى ترشد السائحين لأفضل طرق الاستمتاع برحلات اليخوت فى النيل والعمل على تجميل بعض المناطق المطلة على النهر، والاهتمام بنظافته وتوفير عمالة مدربة فى إدارة المراسى والتعامل مع السياح وفى مجال الصيانة والتشغيل الفنى لليخوت.
تقييم الرحلة التجريبية
فى سياق متصل كشف مصدر بهيئة النقل النهرى عن قيام وزارة النقل ممثلة فى هيئة النقل النهرى وقطاع النقل البحرى وهيئة السلامة بتنظيم رحلة تجريبية بيخت سياحى انطلق من القاهرة إلى دمياط عبر نهر، و يتم حاليًا إعداد تقرير بالمعوقات والمتطلبات الفنية لبدء مشروع ربط السياحة البحرية والنيلية وتتضمن الدراسة مسح المجرى النهرى من القاهرة لدمياط، وحجم ارتفاع الكباري.
وأشار المصدر، إلى أنه قبل تدشين وإطلاق التجربة للمشروع تم صيانة الكبارى النيلية والتأكد من فتحها حيث تأتى المبادرة ضمن رؤية شاملة تنفذها وزارة النقل مع وزارة السياحة والرى بهدف تطوير الموانئ النيلية ومحطات التوقف وتحديث خرائط الملاحة الداخلية وضمان سلامتها وتقديم تسهيلات خاصة لليخوت والترويج لمسارات سياحة اليخوت فى مصر.
ولفت المصدر إلى أن المسافه بين القاهره وأسوان ليس بها معوقات حيث أن سياحة الكروز تعبر بشكل جيد فى تلك المسافة كما أن الرحلة التجريبية تهدف الى تقييم صلاحية المجرى الملاحى لليخوت وتوافر الخدمات الملاحية ومحطات التوقف.
إطلاق الإبحار للأجانب
وقال الدكتور خالد شريف نائب وزير السياحه السابق ورئيس نادى اليخت بالقاهرة، إنه من المزمع أن يتم إطلاق الخدمة الجديدة للأجانب قريبًا، إذ تم الإنتهاء من تم تدشين التجربة الأولى لاستكشاف المجرى الملاحى من القاهرة مرورًا بالمنصورة ثم دمياط والوقوف على كافة العوائق.
وتابع:” ندرس إمكانية الإبحار السياحى من القاهره للبحر الأبيض حيث يبدأ مسار اليخت قادمًا عبر البحر المتوسط إلى دمياط ثم القاهرة وأسوان”.
ولفت إلى أن الجزء الجنوبى المسار النيلى لا يواجه أية عوائق نظرًا لانه مفتوحًا للملاحة النيلية ممثلة فى الفنادق العائمة وسفن الكروز أما القطاع الشمالى فيتم حاليًا استكشافه مؤكدًا تضافر كافة الجهات المعنيه لإنجاح التجربة وتنفيذ المشروع.
الجدير بالذكر أن الموانئ البحرية استقبلت، منذ بداية عام 2024 وحتى نهاية نوفمبر من العام نفسه، ما يقرب من 300 يخت سياحي، بنسبة زيادة تصل إلى %41 لاول مرة، مقارنة بأعداد المراكب السياحية التى استقبلتها خلال العام الماضي، نتيجة الإجراءات والتسهيلات التى وفرتها الحكومة على مدار الـ16 شهرًا الماضية، وفقًا لمصادر مطلعة تحدثت لـ”المال” فى وقت سابق.
◗ نجيب: المشروع يستهدف خلق منتج جديد
◗ القاضي: سياحة الأثرياء تحظى باهتمام غير مسبوق
◗ موسى: النجاح يتطلب المزيد من التسهيلات
