Ad

فرضت التوترات الجيوسياسية تغييرًا فى خريطة التحالفات الملاحية المعتمدة على الموانئ المصرية كمحطات استراتيجية فى أعمال الشحن والتفريغ بالتوازى مع قيام الشركات المشغلة لمحطات الحاويات المحلية بعقد شراكات مع الخطوط الملاحية للتردد عليها باستمرارية وتنويع نطاق الخدمات المقدمة للحفاظ على عملائها.

وبدأت محطات الحاويات المملوكة للشركة القابضة للنقل البرى والبحرى فى اتخاذ آليات جديدة حتى لا تخرجها تلك التغيرات من المنافسة فى ظل استمرار التوترات الاقليمية، أيضًا توسع شركات الشحن العالمية عملية إدارة تشغيل وإدارة أرصفة بحرية بكل من موانئ” السخنة، ودمياط، والإسكندرية، وبورسعيد.

وقامت شركة دمياط لتداول الحاويات التابعة لوزارة النقل بعقد شراكة مع خط الملاحة الالمانى هاباج لويد بهدف وضع إطار جديد ينظم التعاون التجارى بينهما، لاسيما وأن الأخير سيقوم بداية من العام المقبل بتشغيل محطة تحيا مصر 1 بميناء دمياط بالشراكة مع تحالف أكبر شركات الشحن العالميه “يوروجيت وكونتشيب الإيطالي”.

وتوجد فى الموانئ المحلية 3 شركات حكومية ، تمتلك محطات حاويات بطاقات تداول متفاوتة، الأولي:”الإسكندرية لتداول الحاويات والبضائع”، والتى تعمل بمينائى الإسكندرية والدخيلة بطاقة استيعابية تقترب من 2 مليون حاوية، و”دمياط لتداول الحاويات بميناء دمياط بطاقة استيعابية تصل إلى 2.2 مليون حاوية، بالإضافة إلى “بورسعيد لتداول الحاويات” بطاقة استيعابية 1.5 مليون حاوية.

أما الشركات الأجنبية فتشمل قناة السويس للحاويات بميناء شرق بورسعيد، وتصل طاقتها الاستيعابية 5.4 مليون حاوية، وشركة موانئ دبى العالمية بميناء العين السخنة بطاقة استيعابية تقترب من 3 ملايين حاوية، والإسكندرية لمحطات الحاويات الدولية الصينية بطاقة استيعابية تزيد عن مليون حاوية، بالإضافة إلى تشغيلها لميناء أبو قير البحري، علاوة على محطة تحيا مصر، وتتبع شركة CMA CGM الفرنسية.

سلاح ذو حدين

قال خالد يوسف الرئيس التنفيذى لشركة إم كى جلوبال لوجيستك، أن دخول التحالفات العالمية فى إدارة وتشغيل المحطات البحرية المصرية، سلاح ذو حدين كونها توفر فرصًا كبيرة لتعزيز التجارة، وتنفذ فى نفس الوقت إداره حكيمه لضمان تحقيق الفوائد وتجنب المخاطر.

وأشار إلى أنه لابد من أن تسعى المحطات الوطنية لجذب خطوط ملاحية جديدة بجانب الخطوط العالميه الكبيره وخاصه الصينية والآسيوية لترد على محطاتها.

ولفت إلى أن ميناء شرق بورسعيد من أبرز الموانئ التى تأثرت من دخول الشركات العالمية فى عملية إدارة وتشغيل المحطات البحرية المصرية، إذ استطاع المشغل من احتكار عملية تداول البضائع لتحالف جيميناى على أرصفة الميناء.

وطالب بإنشاء تحالف مصرى عربى داخل البحر الأحمر وشرق المتوسط لتشجيع خطوط إقليمية على التعامل المباشر مع الموانئ المصرية خارج إطار التحالفات الاحتكارية وتطوير ممرات تجارة داخلية تربط الموانئ المصرية ببعضها لتقليل الاعتماد على محطة ميناء واحدة.

تغييرات جوهرية

فى سياق متصل أوضح الدكتور شهاب سعد مدير التسويق بشركة دمياط لتداول الحاويات، أن الطاقة الاستيعابية لمحطة حاويات ميرسك شرق بورسعيد تقدر بنحو 5.4 مليون حاوية، و3.3 مليون حاوية لمحطة تحالف هاباج لويد يوروجيت بدمياط “تحيا مصر 1” بإجمالى إنتاجية يتخطى معًا حجم تداول الحاويات بموانى مصر ما يجعل مناخ المنافسة غير متوازن يؤدى للسيطرة على حصة مصر السوقية من تجارة الحاويات خاصه مع تقديم تخفيضات فى الأسعار ومنح مزايا تنافسية واستقطاب عملاء الصادر والوارد.

ولفت إلى أن شركة الشحن العالمية ميرسك تستحوذ على %45 من حجم السوق المصرية لتصل بالتحالف مع هاباج لويد إلى نسبة %60.

وقال إن الموانئ المصرية تشهد تغييرات جوهرية مع دخول تحالفات ملاحية جديدة إلى الساحة العالمية، موضحًا أن الموانئ المصرية مثل دمياط، غرب بورسعيد، والإسكندرية ستحتاج إلى تحسين بنيتها التحتية لاستيعاب أحجام الحاويات المتزايدة وضمان تنافسيتها.

وطالب “شهاب” وزارة النقل بتعزيز قدراتها فى منع احتكار التحالفات التى تدير محطات حاويات داخل مصر بتوزيع الحصص السوقية وتشكيل لجنة استشارية لإدارة هذه المحطات فى ظل المنافسة وزيادة الطاقات ، وتقييم مسار المحطات الحكومية والخاصة والمشغلين الأجانب وكذلك تحليل معدلات الأداء والمشاكل التى تواجه المحطات.

ويوجد فى مصر 55 ميناء، و23 مارينا سياحي، تحت ولاية وزارتى النقل، والبترول، والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية وبعض الجهات الأخرى وتمتد على سواحل باطول تصل إلى 3000 كيلو متر.

البنية التحتية

من جانبه أكد الدكتور محمد على رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية للنقل، أنه من المتوقع وفقًا للتقارير العالمية لحركة التجارة البحرية أن تسجل موانئ شرق المتوسط عام 2027 حجم التداول لن يزيد عن 26 مليون حاوية فى الوقت الذى تصل الطاقة الاستيعابية للمحطات الجديدة التى يتم إنشاؤها حاليًا حوالى 40 مليون حاوية ولا يزيد حجم التجاره الداخليه عن 4 ملايين حاوية “صادر ووارد “ و4 ملايين أخرى لحاويات الترانزيت.

وأضاف ، أن الشراكات مع شركات الشحن العالميه “الخطوط الملاحية “ توفر فرصًا لتطوير الموانئ المصرية إلا أنه من الضرورى تحقيق توازن بين الاستفادة منها والحفاظ على السيادة الاقتصادية الوطنية والقرار البحرى المصري.

بدوره قال أحمد طارق المدير التجارى لخط وان الملاحى اليابانى إن محطات الحاويات الحكومية تحتاج فى ظل احتدام المنافسة مع محطات الحاويات الخاصة إلى مزيد من تجهيزات البنية التحتية وكذلك الفوقية وتوسعة الأرصفة وتركيب معدات أوناش جديدة وكذلك التعاقد مع خطوط ملاحية لا ترتبط بتحالفات لضمان تشغيل المحطة مثل الخط الملاحى يانج مينج وهيونداى الكورى ووان هاى التايوانى إيفرجرين.

وأوضح “طارق “أن الخطوط الملاحية الكبيرة تدير محطات لها بمعظم الموانئ المصرية مثل الخط الملاحى ميرسك الذى يدير محطة الحاويات الوحيدة بميناء شرق بورسعيد والخط الملاحى الصينى كوسكو شيبينج ويدير محطة الاسكندريه والسخنه، والخط الايطالى إم إس سى يعمل بميناء أبو قير بصدد التوسع بميناء الاسكندرية والخط الملاحى الفرنسى سى إم إيه يتولى محطة تحيا مصر بالإسكندرية والخط الألمانى هاباج لويد يدير محطة بدمياط لافتًا إلى أن كل خط ملاحى يستهدف خدمة محطته المسؤول عنها.

ولفت إلى أن الخط اليابانى “وان” يتوقع زيادة فى الطاقة التشغيلية له خلال العام الحالى بنسبة %30 ويعد الخط الرئيسى الآن فى ميناء دمياط وموانئ البحر المتوسط موضحًا أنه نجح فى إدخال خدمة جديدة مباشرة لتركيا وأسبانيا من موانى الإسكندرية ودمياط حيث تفتقد المحطات الحكومية تسيير خدمات لها.

منافسة شرسة

وتحدث مصدر بشركة الإسكندرية لتداول الحاويات عن أن الخطوط الملاحية التى تعتمد عليها المحطة مثل الخط الإيطالى إم إس سى نقل معظم خدماته لميناء أبو قير بديلًا عن ميناء الإسكندرية وهو يمثل %60 من حجم أعمال الشركة، ومع افتتاح الخط لمحطته بميناء الدخيلة 2026 سينقل باقى خدماته لها ما يمثل تحديًا كبيرًا تواجهه الشركة.

وأكد مصدر بمحطة حاويات ميناء غرب بورسعيد، أن المحطة تواجه منافسة شرسة من حاويات بميناء شرق بورسعيد حيث استحوذ التحالف الجديد بين ميرسك وهاباج لويد على حجم أعمال كبير، كما توقفت خدمتان للخط الملاحى الفرنسى سى إم إيه وهو الخط الرئيسى الذى يتصدر قائمة عملاء المحطة كما أن محطة حاويات بورسعيد لتداول الحاويات “الوطنية” تقلص عملائها بسبب التغيرات الجيوسياسية وتوترات البحر الأحمر فضلًا عن توقف بعض الأنشطة مثل إستيراد سيارات المعاقين التى كانت تمثل أحد الأنشطة الرئيسية بالميناء.

وأضاف المصدر أن معظم الموانئ المصرية تتجه حاليًا لمنح مميزات لجذب الخدمات الملاحية بسبب حدة المنافسة وكثرة عدد محطات الحاويات التى يتم إنشاؤها حاليًا، لاسيما وان كل خط ملاحى أصبح يملك ويدير محطة حاويات بأحد الموانئ المصرية بل اتجه لتقديم الخدمات اللوجستية وخدمات النقل.

خالد يوسف: دخول التحالفات الدولية فى إدارة وتشغيل المحطات البحرية المصرية سلاح ذو حدين

«غرب بورسعيد»: نواجه منافسة شرسة بعد توجه العملاء إلى «ميرسك» و«هاباج لويد»