حدد عدد من خبراء النقل البحري، 6 أسباب رئيسية أعاقت نجاح الخدمات الثابتة المعروفة بخطوط “الرورو” التى يتم إطلاقها بين الموانئ ونظيرتها الخارجية، ويستهدف من خلالها زيادة الصادرات خاصة الزراعية.
وتصدر قائمة المعوقات، محدودية العملاء وخاصة أنها تقتصر على فئة مصدرى الحاصلات الزراعية، والمنافسة الشرسة مع الخطوط الملاحية العالمية للشحن لنفس البضائع، وعودة السفن فارغة يزيد من تسعيرة الخدمة الثابتة.
وضمت القائمة أيضًا، موسمية البضائع المصدرة من الحاصلات الزراعية، وعدم وجود كميات اقتصادية لسفن الخدمة، وإرتفاع أسعار نوالين الشحن على خدمة خطوط الرورو مقارنة بالخدمات التى تطلقها شركات الملاحة العالمية.
ويعرف الرورو بأنه خط بحرى سريع ينقل من خلاله الحاصلات الزراعية سريعة التلف عبر شاحنات وحاويات مبردة لا يتم تفريغها على الأرصفة، وإنما يتم شحنها مباشرة على متن السفن المتعاملة فى هذا النشاط.
تحسين الخدمات
بداية، قال الدكتور سعيد العرجانى استشارى تصدير، إن الفترة الأخيرة شهدت عدة مبادرات لتدشين خدمات ثابتة بين الموانئ المصرية ونظيرتها الخارجية، كان آخرها خط الشحن البحرى “الرورو” بين مصر وإيطاليا، والذى يربط ميناء دمياط مع “تريستا الإيطالي”.
وأشار إلى أن الخدمة تم إطلاقها بهدف تعزيز الصادرات المصرية وتسهيل الوصول إلى الأسواق الأوروبية، ورغم الإمكانيات الكبيرة التى يوفرها هذا الخط، إلا أنه واجه تحديات أدت إلى عدم تحقيق النتائج المرجوة منه حتى الآن.
وتابع، أهم هذه التحديات ارتفاع تكاليف التشغيل، فرغم تخفيض الرسوم فى أبريل 2025، إلا أن التعريفة المرتفعة المرتبطة بالتشغيل قد تكون عائقًا أمام جذب المزيد من العملاء، وأيضًا ضعف الطلب من المصدرين، مرورًا بالمنافسة من طرق الشحن البديلة والأكثر فاعلية.
وأكد العرجانى أنه من بين التحديات أيضًا ما يُعرف بالتحديات اللوجستية والإدارية، حيث تواجه عمليات الشحن عبر الخط صعوبات تنظيمية أو إدارية تؤثر على كفاءته وجاذبيته.
وطالب بتحسين الخدمات اللوجستية، وتطوير البنية التحتية وتبسيط الإجراءات لتسهيل عمليات الشحن وتقليل الزمن والتكاليف، علاوة على تقديم حوافز للمصدرين، وتوفير مزايا أو تخفيضات لجذب المزيد من العملاء وتشجيعهم على استخدام الخط.
ولفت إلى أن معظم المصدرين يفضلون الشحن لميناء كوبر فى سلوفينيا، وذلك لموقعه فى وسط أوروبا، وبالتالى يمكن للبضائع أن تصل إلى أى نقطة أخرى بأوروبا، وهو ما دفع العديد من الخطوط العالمية إلى تدشين خدمات ثابتة بين هذه الموانئ وموانئ الإسكندرية، ودمياط، وبورسعيد.
وأشار”العرجاني”، إلى أن متوسط السعر بالنسبة لنقل الحاويات لخطوط Cosco وCMA على سبيل المثال يصل إلى 1400 دولار شامل مصاريف TCH والشحن 6 أيام للوصول إلى أوروبا، وبالنسبة لخطوط ONE - ادميرال - Mersek - Hapag loyed وصلت إلى 1900 دولار شامل مصاريف TCH والشحن 4 أيام.
مصر وإيطاليا
كان رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، أطلق خلال نوفمبر الماضى المرحلة الأولى لخط الرورو المصري-الإيطالي، والذى يستهدف المساهمة فى تعزيز قدرة مصر على أن تكون منطقة لوجستية مركزية بين أوروبا وأفريقيا، وزيادة وتعزيز الفرص التجارية ودعم الصادرات المصرية من المنتجات الصناعية والحاصلات الزراعية من خلال تسهيل نفاذية المنتج المصرى للأسواق الأوروبية.
ويبلغ عدد الموانئ البحرية المصرية 55 ميناءً، منها 18 تجاريًا، و37 تخصيصًا، تمتلك الوزارة 9 موانئ منها “الإسكندرية، الدخلية، دمياط، بور توفيق، السويس، نويبع، شرم الشيخ، إلى جانب الغردقة، وسفاجا”.
وأعلنت وزارة النقل عن تخفيض رسوم الموانئ بخط الرورو من 26050 دولارًا إلى 3250 دولارًا للرحلة بنسبة خصم تبلغ %88 كما تم تخصيص مساحة 35 ألف متر مربع لصالح المشروع مع الاشتراك فى توصيل جميع الخدمات للساحة.
وأوصت وزارة الصناعة، بإصدار خطاب ضمان حكومى من هيئة ميناء دمياط لصالح الجمارك المصرية وكذا قيام وزارة المالية بتوفير جهاز كشف XRAY لصالح المشروع، فضلاً عن ربط الجمارك المصرية مع نظيرتها الإيطالية، وإمكانية تبادل المستندات الرسمية والشهادات الصحية وسلامة الغذاء.
صعوبة المنافسة
بدوره أشار مصدر مسئول بأحد التوكيلات الملاحية لأحد الخطوط العالمية، بالإسكندرية، إلى أن أى مبادرة لتنفيذ خدمة ثابتة بين مينائين “نقطتين” بشكل منتظم من الصعب أن يُكتب لها النجاح.
وأرجع هذا إلى صعوبة المنافسة مع الخطوط الملاحية العالمية المنتظمة التى تجوب العالم وقد تمر على 50 ميناء خلال رحلتها.
وأوضح أن المبادرات التى تمت فى هذا الشأن كان معظمها يقوم على أساس استخدام سفن رورو، وتنقل مختلف أنواع البضائع خاصة الحاصلات الزراعية “ البرادات، بينما تحمل كميات بسيطة من البضائع العامة أو الحاويات، فى حين أن خطوط الحاويات العالمية، تقوم بتوفير نفس الخدمة من خلال نقل الحاويات فقط ومنها الحاويات المبردة، والتى يزيد سعرها من 200 إلى 300 دولار فقط عن نقل الحاوية التقليدية، وبالتالى يكون السعر هو الخيار الرئيسى أمام المصدرين فى اختيار الخدمة.
وأشار مسئول التوكيل الملاحي، إلى أن غالبية هذه النوعية من الخدمات تعود فارغة وبالتالى يتم رفع الأسعار إلى الضعف فى بعض الأحيان فى رحلة الصادر مما يقلل من تنافسيتها.
مواصفات معينة
محمد كامل الباحث فى اقتصاديات النقل الدولي، أشار إلى أن هناك نماذج كثيرة تدلل على هذا الاتجاه من بينها توجيه سفن وخطوط ملاحية للإبحار والتردد على مناطق وموانئ معينة فى دول أفريقية بموجب قرارات سياسية، وبالتالى لم يتحقق لها الإستمرارية والمردود الإيجابي.
وأضاف، أن خدمات سفن وبضائع الدحرجة تتطلب بيئة تشغيلية معينة وسفن بمواصفات خاصة،ومعدات تداول وأرصفة محددة، علاوة على تكامل بين أطراف تلك الخدمة بما يستدعى ضرورة الدراسة المتعمقة وإعمال أدوات التحفيز المناسبة التى من شأنها أن تكفل نجاح تلك الخدمة وتسعيرها، ومن ثم من الخطأ إعتبار أن خدمات سفن وبضائع الدحرجة مرتبطة على نطاق ضيق بنوعية الحاصلات الزراعية والبضائع المبردة.
وأوضح كامل أن تداول نوعية الحاصلات الزراعية والبضائع المبردة تتم وفق آلية أنها تنتج فى مناطق من العالم وتستهلك فى أخرى ومن ثم فإن خدمة الدحرجة فى هذه الحالة ستكون One Leg وبالتالى ستتحمل البضاعة بنوالين رحلة الذهاب والعودة بما يجعل تنافسيتها منخفضة.
◗ العرجاني: تحسين الخدمات اللوجستية وتطوير البنية التحتية وتبسيط الإجراءات
◗ مصدر: أى خدمة ثابتة بين مينائين من الصعب أن يُكتب لها النجاح
◗ كامل: خدمات سفن الدحرجة تتطلب بيئة معينة وسفن بمواصفات خاصة
◗ عودة الناقلات فارغة يزيد من التسعيرة وموسمية البضائع من أهم العوائق
